"سينما غزة" تكسر الحصار بعد عروض الأفلام في مبنى "الصليب الأحمر"
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7643214461460707765.jpg)
صورة أرشيفية
تُقام عروض الأفلام في قاعة بمبنى جمعية الصليب الأحمر في غزة، يعيش همام الغصين في غزة، وكان عمره 24 عاما عندما ذهب إلى السينما لأول مرة، أما الآن يقول إنه لم يعد بمقدوره أن يفوّت مشاهدة فيلم واحد.
وحسبما ذكرت "بي بي سي" العربية، اختفت دور العرض السينمائي من غزة منذ حوالي 20 عاما بسبب أعمال العنف، وثمة قيود شديدة على مغادرة غزة، ومن غير المتاح أن يغادر أحد سكان القطاع أراضيه لمشاهدة فيلم في مكان آخر.
ولكن الأمور تتغير وأصبحت العروض العامة للأفلام متاحة في القطاع بفضل مشروع جديد، ولاقت هذه المبادرة الجديدة ترحيبا من الكثير من سكان القطاع.
ويقول الغصين: "أشعر بالسعادة. ولن أفوت مشاهدة فيلم أيا كان".
وتابع: "الحياة في غزة قد تكون محبطة، فحدود غزة، التي يعيش فيها حوالي 1.9 مليون شخص، تقع تحت سيطرة مصر وإسرائيل لأسباب أمنية، وتنتقد المجموعات الحقوقية الأوضاع في غزة، ولا يُسمح بالسفر منها إلا لمن يحملون تصاريح".
وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، وفرضت عددا من القيود الإعلامية من خلال شبكات الراديو والتليفزيون. ومُنعت الكثير ما اعتُبر مظاهر الحياة والثقافة الغربية.
وشهد القطاع حصارا و3 حروب في عِقد واحد، ما تسبب في تردي البنية التحتية، وغياب الكثير من وسائل الترفيه.
ولعدم وجود دور عرض سينمائي، تُقام عروض الأفلام في إحدى قاعات مبنى جمعية الصليب الأحمر.
ويقول حسام سلام أحد منظمي المشروع، إن الإقبال على العروض السينمائية أصبح شديدا، إذ يستقبل كل عرض ما بين 120 ومئتي متفرج، أكثرهم مجموعات من الأصدقاء والعائلات.
وتابع: "ليست لدينا دور عرض سينمائي، ولا توجد أماكن لممارسة الأنشطة الثقافية، وجهود الحكومة في هذا الأمر ضعيفة جدا".
ويعمل سلام في شركة عين للإنتاج الإعلامي، وهي أحد ممولي مشروع العروض السينمائية، موضحًا أن أغلب الحضور من العائلات ومجموعات الأصدقاء حرص في الاختيار، وبدأت العروض بأفلام عن التاريخ الفلسطيني، ولكن مؤخرا تحولت إلى عروض لأفلام معروفة عالميا، مثل فيلم الرسوم المتحركة إنسايد آوت، ولكن لا يُسمح بالأفلام المثيرة للجدل أو المشاهد الحساسة، إذ تراجع سلطات حماس كل الأفلام قبل عرضها".
ويقول سلام: "ننتقي الأفلام التي لا تتعارض مع ثقافتنا أو ديننا، ونعطي للسلطات نُبذة عن كل فيلم لنحصل على الموافقة".
وبدأ المشروع في يناير، بعرض لفيلم "معطف كبير الحجم" للمخرج الفلسطيني نورس أبو صالح. ويستعرض الفيلم الحياة الفلسطينية بين عامي 1987 و2011، بما في ذلك الانتفاضتين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول أبو صالح إن أهالي غزة: "عانوا من الحروب والحصار، ويجلسون الآن في صفوف يشاهدون فيلما يعكس الواقع الفلسطيني، المشروع في غاية الأهمية، إذ يُعد أحد طرق خرق الحصار الذي فُرض على غزة منذ عشر سنوات".
وكانت دور العرض السينمائي موجودة في غزة، قبل تدميرها أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.