إرث «حسام» مرجيحة وأراجوز ونيشان: «بابيع الفرحة.. ومابدوقهاش»

كتب: رنا على

إرث «حسام» مرجيحة وأراجوز ونيشان: «بابيع الفرحة.. ومابدوقهاش»

إرث «حسام» مرجيحة وأراجوز ونيشان: «بابيع الفرحة.. ومابدوقهاش»

وُلد وسط عائلة تعشق «الأراجوز»، تسرد الحواديت لمئات الأطفال على لسان تلك الدمية الشهيرة، وتتنقل بين الموالد.

بمرور الوقت تعلق الصبى، الذى كان عمره آنذاك 10 سنوات بـ«المرجيحة الجوز» و«تابلوه النشان» و«الحصان الخشب»، واحترف المهنة، لأنه لا يملك البديل، وورث ألعاب الشارع التى صار يتنقل بها بين المدارس والمعاهد الدينية.

بين «المراجيح» يجلس «حسام الدين محمد»، 38 عاماً، فى شارع «الصناديلى» بالجيزة، يستمتع بضحكات أطفال المدارس ولا يُعكّر صفوه إلا أفراد «البلدية»، الذين لا يستوعبون أنه مجرد «صبى» على ألعاب ورثها شكلاً، لكن مكسبها يُقسّم بينه وبين شركائه فى الإرث ممن ترك بعضهم المهنة، والتحق بوظائف أكثر ربحاً، ليصير الشاب الثلاثينى يأخذ الثُلث ويترك لباقى الورثة «الثلثين».

«فجأة بالاقى اللعبة على الأرض مدشوشة ومتكسرة، رغم أنها معمولة من حديد، لكن البلدية مابتغلبش، وصاحب الملك مابيرحمش، فلو اتاخدت منك يبقى مسئوليتك ترجعها»، يقولها «حسام» الذى يضطر فى ذلك الوقت إلى اقتراض المال لاسترجاع المراجيح وصيانتها: «بقالى 10 سنين كل اللى باعمله بفلوسى إنى باصرف على الشغل مش العكس، والناس فاكرانى إنى بابيع الفرحة، ومايعرفوش إنى باطلع الجنيه اللى بيدفعه العيل فى اللعبة الواحدة بطلوع الروح».

لدى «حسام» ولدان يحاول أن يوفر لهما «لقمة حلال» بعد أن اضطرته الظروف إلى حرمانهما من التعليم، فلا يمكن لصاحب «شغلانة موسمية» أن يُلحق أطفاله بالمدارس: «أبويا سابنى وأنا صغير، وماكانش عندى غير عيلة الأراجوز، لأنهم كانوا جيرانى، وإيديا عِجزت عن إنى أتعلم صنعة».

رغم الظروف القاسية، يرضى «حسام» بالمقسوم له، ويلجأ إلى الحيل، تفادياً لبطش «البلدية»، فما إن يلمحهم حتى يختبئ فى الشوارع الخلفية: «هاعيش مرتاح حتى لو كسبت جنيه، بس يبعدوا عنى علشان خاطر ولادى».

 


مواضيع متعلقة