محرقة نفايات طبية تهدد صحة 40 ألف مواطن فى الغردقة

كتب: صلاح عبدالله

محرقة نفايات طبية تهدد صحة 40 ألف مواطن فى الغردقة

محرقة نفايات طبية تهدد صحة 40 ألف مواطن فى الغردقة

كارثة صحية فى انتظار ما يزيد على 40 ألف مواطن من سكان منطقة مبارك 8، ومساكن أبوعشرة، بسبب تصاعد أدخنة محرقة النفايات الطبية التابعة لمستشفى حميات الغردقة البحر الأحمر الواقع فى قلب المدينة، وسط تجاهل مسئولى وزارة الصحة، والبيئة لشكاوى المواطنين المستمرة من تعرض صحتهم وأبنائهم للخطر، لما تحتويه المحرقة من مواد كيمائية وبيولوجية وإشعاعية مضرة بالبيئة.

{left_qoute_1}

وقال أحمد محمد، أحد الأهالى: «الأدخنة المتصاعدة من حرق النفايات الطبية تتسبب فى أمراض خطيرة للمواطنين، فبعيداً عن غاز ثانى أكسيد الكربون المتصاعد منها، فالفيروسات تنتقل عن طريق الجو، وطالبنا مراراً وتكراراً بنقل المحرقة فى مكان بعيد عن المناطق السكنية حرصاً على صحة المواطنين، ولم يستجب لنا المسئولون فى وزارتى الصحة والبيئة».

{left_qoute_2}

وأشار محمد صالح، أحد الأهالى، إلى أن عملية حرق النفايات تستمر لعدة ساعات، ويصاحبها دخان كثيف يتصاعد فى سماء المنطقة بما يهدد بكارثة بيئية وصحية.

وأكدت حنان محمد، ممرضة، أن «غاز ثانى أكسيد الكربون المتصاعد نتيجة حرق النفايات يتسبب فى سرطان الرئة على المدى البعيد»، مضيفة: «الكارثة الأكبر أنه فى حال إصابة أى مواطن بأمراض صدرية مفاجئة نتيجة هذه الغازات لا يمكن إسعافه فوراً لأن المستشفى لا توجد به عناية مركزة».

وأشارت «الأطباء وطاقم التمريض فى مستشفى الحميات مهددون بإصابتهم بالأمراض الصدرية لأن مسكنهم داخل المستشفى».

وكشف مصدر طبى، رفض ذكر اسمه، أن المحرقة تجمع النفايات الصحية من جميع مستشفيات ومختبرات البحر الأحمر بالإضافة إلى المشرحة، مؤكداً أن الأهالى والأطباء وطاقم التمريض معرضون للإصابة بالأمراض.

وقال مدير إدارة صحة البيئة ووحدة النفايات، الدكتور زكريا كامل، إن «المحرقة تم إنشاؤها منذ 15 عاماً بإشراف وزارتى الصحة والبيئة، حيث وقتها كانت بعيدة جداً عن المساكن، ومع الزحف العمرانى أصبحت المساكن تحيط بها».

وأكد أن «المحرقة تتلقى النفايات الطبية من جميع المستشفيات فى مدن المحافظة، نتيجة توقف محارق مستشفيات القصير، ورأس غارب، بسبب ضعف كفاءتها».

وأشار إلى أن هناك محرقة جديدة سيتم تركيبها فى أحد المستشفيات الحديثة فى مدينة رأس غارب أو القصير لتخفيف الضغط عن محرقة الغردقة، مشدداً على أنه «بقدر الإمكان تجرى أعمال صيانة مستمرة للمحرقة التى تتلقى 15 طن نفايات شهرياً».

وأضاف: «محافظة البحر الأحمر هى أقل المحافظات معاناة من النفايات الطبية التى تشكل خطورة كبيرة لوجود آلات حادة وأجهزة وأنسجة وبقايا عمليات تمثل خطورة داهمة على حياة المواطنين».

وأوضح: «تصاعد أدخنة كثيفة يؤكد وجود مواد بلاستيكية فى المحرقة، ولذلك يتم توزيع هذه المواد على عدة جلسات حرق، كما أن الأدخنة تتصاعد عكس اتجاه الريح بعيداً عن المستشفى»، وشدد على أن الإدارة تعمل جاهدة على التخلص الآمن من النفايات الطبية، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تتجه مستقبلاً إلى إنشاء مفارم للفرم والتعقيم تكون بديلاً عن المحارق، وتقام داخل المستشفيات.

وقال رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة، حسن فؤاد، إن «هناك خللاً فى منظومة التخلص من المخلفات الطبية الخطرة» مطالباً بإحكام الدور الرقابى للجهات المسئولة ونقل المحرقة بعيداً عن التجمعات السكنية.

وشدد على ضرورة زيادة عدد سيارات نقل المخلفات من المنشآت الطبية سواء مستشفيات حكومية أو عيادات ومستشفيات خاصة، حيث إنه من غير المعقول أن يكون عدد المنشآت الطبية 447، وسيارات نقلها 3 فقط، ما يترتب عليه تراكم المخلفات ولجوء البعض إلى التخلص منها بشكل غير سليم.

وأوصى بضرورة تنظيم آلية الفصل، والنقل، وصولاً إلى المدفن البيئى للتخلص بشكل نهائى من مخلفات المحرقة، والقضاء على أى خطر يتمثل فى الإصابة بالأمراض أو العدوى.

 


مواضيع متعلقة