دخان مصنع «التدوير» يخنق «شرانيس».. والأمراض الصدرية تهدد الأهالى بكارثة

دخان مصنع «التدوير» يخنق «شرانيس».. والأمراض الصدرية تهدد الأهالى بكارثة
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
أزقة ضيقة تتباين أحجامها وأطوالها كلما قطعت الطريق محازياً لترعتها التى تشطرها نصفين، جو ملبد بالضيق والاختناق وموحش نحو سحب دخان تزورها يومياً فى غسق الليل وفى آخر النهار، لتكون أكثر القرى تضرراً من مصنع تدوير القمامة بقويسنا بمحافظة المنوفية، نحو 9 آلاف نسمة فى قرية «شرانيس» إحدى قرى المركز يعانون من أضرار بالغة نتيجة لسحب دخان تكسو سماء 400 فدان هى مساحته، لتتسبب فى أمراض صدرية لا يخلو منها بيت فى القرية، إلا أن يكون أحدهم فى عداد المرضى والمصابين، فمئات الأطنان المتراكمة على بعد أقل من كيلومترين والتى تحترق يومياً، وتطلق فى الهواء سحباً من الدخان الأسود، كانت كفيلة بجعل هذه القرية الأكثر «كآبة» من بين قرى المركز.
{long_qoute_1}
بجلستها «القرفصاء» تحتضن حفيدتها الصغرى «مودة» البالغة نحو 200 يوم فقط، التى تعد أصغر ضحايا القرية من دخان مصنع تدوير القمامة بقويسنا: «عندى حساسية على صدرى والبت الصغيرة كمان صدرها تعبان ووشها بيحمر»، تقولها وجيهة عبدالحليم 70 عاماً، محاولة التماس المشاعر تجاه الأزمة التى تعانيها هى وأسرتها وبقية أهالى القرية، فالسيدة السبعينية التى ولدت فى القرية لم تعتد على هذا النوع من الحياة المؤلمة والمليئة بالشوائب والدخان والروائح الكريهة، فمنذ عقود عدة اعتادت على الاستيقاظ فى الصباح لتخرج إلى المزارع نحو جو نقى تفرزه زروع القرية بخضارها، إلا أن بضعة العقود تنتهى بهواء ملوث يحمل معه المرض والاختناق، وأكثر ما تخشاه العجوز هو أحفادها الأربعة الذين يقيمون معها فى نفس البيت الذى تزوجت فيه قبل 50 عاماً: «فى الأول كنت بلاقى سحب دخان كده داخلة على البلد ومهببة الدنيا، كنت فاكراها شبورة، لكن قالوا لى إنها زبالة محروقة»، خداع وقعت فيه العجوز فى بادئ الأمر قبل عامين تقريباً حينما خرجت مع ابنتها فى الصباح الباكر لزيارة قرية أخرى خارج مركز قويسنا، لتظن أن سحب الدخان الناتجة عن احتراق قمامة مصنع التدوير، هى شبورة الصباح، إلا أنها فوجئت بالجواب الصعب، الذى ظل يؤرقها حتى الآن.
{long_qoute_2}
وتضيف «وجيهة»: «أنا فلاحة ومن زمان باصحى من الساعة 6 الصبح، لكن دلوقتى الواحد بقى يتحبس جوه البيت، ويقفل الشبابيك خايف يخرج»، مشيرة إلى أنها تضطر إلى الخروج حينما تخفت سحب الدخان لتراقب أحفادها خلال لهوهم أمام منزلها، موضحة أن زوجها رغم اعتياده على التدخين لعقود طويلة إلا أنه لم يتأثر، ولم يُصب بمرض صدرى إلا بعد ظهور أزمة سحب الدخان الكثيف من مصنع القمامة، لتتابع: «جوزى مابقاش يستحمل رغم إنه مدخن من زمان، والبنت الصغيرة بخرّجها علشان تتنفس هوا لما السحابة تمشى والريحة تقل».
ويشير نجلها عبدالباسط رمضان، إلى أنه تردد على الوحدة الصحية بصغيرته «مودة»، وأن الطبيب أبلغه بضرورة تلقيها أدوية مضادة لحساسية الصدر، معلقاً بقوله: «أنا لسة جايبلها نقط للمناخير، علشان تعرف تتنفس كويس وصدرها يروق، والكبار أصلاً مش بيستحملوا، الصغيرين يعملوا إيه؟»، موضحاً أن سحابة الدخان تزداد كثافتها بما تحمله من روائح كريهة فى المساء وأنه يضطر إلى ملازمة المنزل وعدم الجلوس على المقاهى أو فى أى مكان بالقرية نتيجة تلك الروائح التى أجبرت القرية على ملازمة المنازل فى المساء، مناشداً المسئولين التحرك لحل الأزمة حرصاً على سلامة أطفال القرية قبل كبارها.
وبصوت مبحوح يضفى الشعور بالإنهاك والمرض، وبجسد هزيل لا يزيد وزنه على 55 كيلوجراماً، يروى أحمد عبدالعظيم إبراهيم، 67 عاماً، معاناته مع سحب الدخان الكثيف الذى يزور قريته ويجبره على الاحتباس داخل منزله، غير قادر على الخروج، قائلاً: «بيتى فيه 7 عيال صغيرين هما أحفادى وبسبب مقلب الزبالة اللى بقى مصنع ده بقى يولع ويجيب لنا المرض»، مشيراً إلى أن القمامة كان يتم نقلها كل فترة إلى أماكن بعيدة للتخلص منها، إلا أنه بعد افتتاح المصنع أصبح غير قادر على تدوير كل النفايات وأصبحت تندلع حرائق كل يوم، موضحاً أنه كان يعمل فى مصنع بالطوب الرملى وبعد خروجه على المعاش لجأ إلى إيجار أرض زراعية لزراعتها والكسب منها، إلا أنه لم يعد قادراً على مواصلة العمل بسبب ما يعانيه من حساسية على صدره وأن الطبيب نصحه بالابتعاد عن مصدر الأدخنة التى تسببت فى مرضه إلا أنه لم يجد مكاناً غير بيته ليعيش وسط أبنائه وأحفاده، معلقاً: «أنا لسه قايم من دور تعب بسبب صدرى قعدت فيه راقد شهرين وده أول يوم أخرج فيه أشتغل، وربنا يستر علينا وعلى ولادنا من الإهمال ده»، موافقاً بزيادة تعريفة جمع القمامة إلى حد 20 جنيهاً شهرياً مقابل التخلص من الكابوس الذى يهدد صحة الأهالى بالقرية، قائلاً: «طب والفقرا يعملوا إيه لو أنا أقدر هادفع غصب علشان أقدر أنزل وأمشى وأشتغل، بس اللى مش معاه هايعمل إيه، ماهو بردو حرام».
وتضيف صابرين عبدالحميد، 45 عاماً، إحدى سيدات القرية، أنها طالبت مراراً وتكراراً رجال القرية بالشكوى من مصنع القمامة المجاور لقريتها، إلا أن جهودهم لم تعد بأى فائدة، مبدية خوفها الشديد على أولادها الثلاثة بسبب انتشار الأمراض الصدرية بين أطفال القرية وكبارها وزوجها، مشيرة إلى أن أحوال القرية تغيرت ولم يعد أهلها قادرين على الخروج واللقاء فى الأماكن المفتوحة وإقامة الجلسات الكبيرة بسبب الروائح الكريهة والأدخنة المتصاعدة من مصنع القمامة، موضحة أن المعاناة الحقيقية تكون فى فصل الصيف حيث يضطر الأهالى إلى فتح النوافذ لتهوية منازلهم وتقبل الروائح الكريهة والدخان حتى لا يصابوا بالإغماء من ارتفاع درجات الحرارة، قائلة: «الحر بيخلينا نفتح الشبابيك ونشم الدخان غصب عننا، وإحنا صحتنا هاتروح علشان إيه، اللى هما عايزينه هنعمله بس صحة ولادنا، ندفعلهم 20 جنيه واللى هما عايزينه، بس ولادنا مش هانعرف نعوضهم».
وتتابع «صابرين»: «لو ولادى تعبوا ولا راحوا مش هاعرف أرجعهم إنما الفلوس تغور فى ستين داهية، بس يوعدونا إنهم يخلصونا من الكابوس ده»، مشيرة إلى أنها تنفق الكثير على المواد القاتلة للحشرات بسبب الروائح والحشرات التى يصدرها لهم مصنع القمامة، وأنها كثيراً ما تلجأ إلى شراء عبوة «بيروسول» لقتل الحشرات والناموس، إلا أنه لم يُجدِ بسبب الروائح الكريهة وكثافة الحشرات، بعد هدوء الأدحنة، موضحة أن القرية ليس لديها رفاهية شراء معطرات الجو، قائلة: «مش معانا نجيب المعطرات، والدخان يمشى تيجى الحشرات، والحشرات تمشى ييجى الدخان، ربنا يرحمنا من الهم إللى إحنا فيه، لحسن ولادنا هيموتوا مننا».
«وجيهة» تحتضن حفيدتها المصابة بضيق تنفس
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل
- أرض زراعية
- أمراض صدرية
- أهالى القرية
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأمراض الصدرية
- الروائح الكريهة
- الصباح الباكر
- الطوب الرملى
- آخر النهار
- أبل