موظف يرفض رشوة: «الريس قال صبّحوا على مصر.. مش اسرقوها»

09:14 م | الأربعاء 16 مارس 2016

لم يكن يعلم «حسنى عبدالعزيز»، أن وظيفته الجديدة ستكون اختباراً لأمانته، فبعد أن مضى قرابة 3 أشهر بشركة «تكنولوجيا معلومات الطيران»، المسئولة عن تطبيق مشروع صرف المقررات التموينية بكفر الشيخ، فوجئ بسيدة جاءته بصحبة شخص يدعى «إيهاب»، تطالبه بإعادة تفعيل بطاقتها التموينية، ووسط زحمة العمل، اختفى الاثنان فى لمح البصر، وتركا البطاقة التموينية أمام مكتبه، بعد ساعات استقبل «حسنى» اتصالاً هاتفياً من الشخص الذى كان بصحبة السيدة، قال له إنه يريد مقابلته لمكافأته على الاحتفاظ بالبطاقة التموينية، فقال له «حسنى»: «مش عاوز حاجة حاجتك عندنا تعالى خدها الصبح». {left_qoute_1}

فى صباح اليوم التالى، استقبل «حسنى»، ذلك الشخص، الذى اعتقد أنه جاء ليأخذ البطاقة التموينية، لكنه لم يتحدث عنها مطلقاً، واقتصر حديثه على تقديم عرض مغرٍ: «قالى معايا 1500 بطاقة من دى، محتاجة إعادة تشغيل، هدّيك فى الواحدة 200 جنيه يعنى 300 ألف جنيه»، لم يصدق «حسنى» ما سمعه، هرع إلى مديره، وروى له العرض الذى تلقاه، فرد مديره: «استنى هكلم الرقابة الإدارية، وهرد عليك»، وخلال مشاورات «حسنى» مع صاحب الرشوة، جاءته رسالة من مديره المباشر: «سايره وسجله لحد ما نجيب رجله».

خدع «حسنى» الشخص، الذى يريد التلاعب بالبطاقات التموينية ويدعى «ايهاب»، وأوهمه بالموافقة على إعادة تشغيلها، مقابل تقاضى المبلغ المتفق عليه، ودفع «إيهاب» بوسيط جديد حتى لا يظهر فى الصورة، فرفض «حسنى» وجود وسيط، حتى لا يتم الإيقاع بالوسيط ويفلت الجانى من العقاب، وبعد اجتماع دار بين مسئولى الرقابة الإدارية بكفر الشيخ، و«حسنى» لوضع خطة للإيقاع بالعصابة التى ثبت أنها متخصصة فى سرقة كروت التموين الذكية بمحافظات الدلتا، تم الإيقاع بها، واعترف «ايهاب» على باقى شركائه: «الحمد لله كل تحركاتى كانت مسجلة صوتاً وصورة بإذن من النيابة».

وأضاف «حسنى»: «أه أنا مرتبى قليل بس أنا ابن ناس وعينى مليانة وماينفعش أشوف بلدى بتقع أقوم أنا كمان أبيعها، وماينفعش الرئيس السيسى يقول نصبّح على مصر علشان نقف جنبها وأنا آخد رشوة، شاب غيرى لسه متجوزش كان ممكن يوافق، بس أنا يكفينى إشادة زمايلى وتكريم رؤسائى وتثبيتى بالشركة».