خبراء عن مغادرة القوات الروسية سوريا: استعدادا لإنهاء الأزمة وليس انسحابا

02:38 م | الثلاثاء 15 مارس 2016

أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية في سوريا، بعد أن رأى أنّها حققت أهدافها إلى حد كبير، جدلاً عالمياً، وعلّقت الرئاسة السورية على هذا القرار بأنّ إعلان سحب القوات الروسية أمر مدروس بعد إعلان وقف العمليات العسكرية في البلاد، وأن الموضوع تم بالتنسيق الكامل بين الجانبين السوري والروسي.

وفي الوقت الذي اعتبر كثيرون أن القرار جاء مفاجئًا، كان للدكتور جمال أسعد المحلل السياسي، رأي آخر، حيث قال إنّ القرار في ظاهره مفاجئ وباطنه لا يحمل أي مفاجآت، "ففي الظاهر أن العالم فوجئ بالقرار حيث إنّ الواقع السوري كان يؤكد استمرار القوات الروسية حتى يكون هناك حسمًا للأزمة".

وأرجع أسعد في تصريحات لـ"الوطن" عدم كون الخبر مفاجأة، إلى وجود توافق في الآونة الأخيرة بين روسيا وأمريكا والقوى الأوروبية حيث إنّ وزيري الخارجية والدفاع الروسي أشارا إلى احتمال وجود اتحاد فيدرالي في سوريا، بما كان يعني أن هناك مفاوضات روسية أمريكية تجري في هذا الإطار.

وأوضح أنّ القرار الروسي ليس انسحابًا من أرض المعركة لكنه إعادة ترتيب للقوات الروسية بمعنى أن يكون هناك تدخل عسكري ولكن بشكل آخر.

وعن احتمالية أن تتبع أي دولة أخرى هذا القرار بشأن وجودها العسكري في سوريا قال أسعد: "هناك فارق بين الوجود الروسي في سوريا والوجود الأمريكي، حيث إنّ الأخير جاء تحت بند التحالف الدولي لمحاربة (داعش) لكن روسيا دخلت باتفاق مع النظام السوري، وبالتالي أعتقد أن اتفاق الانسحاب الروسي إذا كان تم مع أمريكا بالتأكيد سيتم الإعلان عن انسحابات أخرى من سوريا في المرحلة القادمة".

وترى الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أنّ القرار تم في إطار التسويات التي تجري في المنطقة لإنهاء الأزمات الحالية.

وقالت بكر لـ"الوطن": "القرار تم بالتنسيق بين روسيا وبشار ما يعطي نظرة تفاؤلية في ما يخص التسويات القائمة في المنطقة العربية والأزمة السورية بشكل خاص"، لافتة إلى زيارة وفد حوثي للسعودية من أجل تهدئة الصراعات القائمة.

وأضافت أستاذ العلاقات الدولية: "قد يكون انسحاب القوات الروسية استعدادًا لوجود حل قاطع لإنهاء الأزمة في سوريا".