«ندى» تتحدى «شبح العنوسة» بـ«ماجستير ومشروع تجارى»

كتب: رنا على

«ندى» تتحدى «شبح العنوسة» بـ«ماجستير ومشروع تجارى»

«ندى» تتحدى «شبح العنوسة» بـ«ماجستير ومشروع تجارى»

تربت فى بيئة لا تكترث بتعليم الفتيات، ولا تقدر عمل المرأة، كانت العبارات الهدامة تلاحقها كلما أصبحت «على وش جواز»، لم تلتفت «ندى» ابنة مركز السنبلاوين، إلى كل ما كان يحيط بها من ظروف، فقط تحقيق حلمها كان «الجرس» الذى يدوى فى أذنيها، حتى تخرجت فى كلية الإعلام بتقدير عام جيد جداً، ثم أصرت على تحضير الماجستير، إلى جانب مواظبتها على عملها كبائعة فى محلها الخاص الذى بنته بإمكانياتها «طوبة طوبة».

{long_qoute_1}

أولى مشكلات «ندى أحمد ماهر»، 26 عاماً، واجهتها عندما حصلت على مجموع 97% فى الثانوية العامة، ولم تتمكن من السفر للقاهرة للالتحاق بكلية الإعلام، لأن مجتمعها يرفض أن تتعلم فتاة بمفردها فى محافظة غريبة، «تقعد فى البيت أو تاخد معهد سنتين وتتجوز صغيرة»، اقتراحات كانت تواجهها «ندى» مثلها مثل بقية زميلاتها، ورغم ذلك أصرت على رأيها: «ساعتها ورقى راح لآداب إنجليزى حسب مجموعى، ورغم تقديرى العالى فإنى أصريت أسحب ورقى بعد خناقة مع أهلى عشان أدخل آداب إعلام، اللى كانت بتاخد من 80% وناس كتير زعلت من قرارى».

والدا «ندى» ما زالا يعملان فى إحدى دول الخليج، ورغم ذلك أصرت الفتاة التى لم تكن آنذاك تتجاوز عامها الـ20 أن تبنى نفسها وتبحث عن وظيفة لتنفق منها على نفسها «من عرق جبينها»، ورغم قدرة والدها على مساعدتها فإنها رفضت أن تعيش «عالة» بحسب توصيفها، فبدأت أول طريق العصيان مع أبناء بلدتها: «اشتغلت فى الدعاية والإعلان وكنت بوزع فلاير فى الشارع على العربيات وكان ده بالنسبة لجيرانى جريمة إزاى أعمل كده».

تطور الأمر حتى قررت «ندى» أن تفتتح مشروعها الخاص بأقل تكلفة، محل إكسسوارات وملابس استبدلت به رغبة أسرتها فى تزويجها صغيرة السن بدلاً من أن تحصل على لقب عانس، وأصرت على استكمال مشوارها لتتولى بنفسها أعمال تشطيب محلها الخاص من محارة إلى دهان إلى الديكور الخارجى. بعد الزواج لم تتوقف رحلة «ندى»، حيث استطاعت بحسبها فرض ثقافتها على عائلة الزوج التى وصفتها بـ«المحافظة»، وواصلت إعطاء دروس الإنجليزية لفتيات المحافظة، مع إفساح ساعات لمذاكرتها فى تحضير ماجستير الإعلام، رغم متاعب الحمل فى شهورها الأولى، حتى المحل الذى أغلقته لفترة وجيزة تنتظر أن تمر شهور حملها الأولى بسلام لتعود إلى ما بدأت، تفتخر بتجربتها الممتلئة بالتحدى والإصرار: «للأسف إحنا بنعامل المرأة بشكل سيئ جداً، لكن لو أنا مشيت بكلام الناس، لا هما هينبسطوا ولا أنا هكون مرتاحة، يبقى أعمل اللى يخلينى مرتاحة ما دام أهلى موافقين»، وتنصح غيرها من الفتيات بعدم الاكتراث لمواقف الآخرين وآرائهم، تقول: «طظ فى كلام الناس، ولو هخلف بنت مش هسيبها تعيش فى أجواء زى دى أبداً».

 


مواضيع متعلقة