«أحمد ماهر».. جهاز قلب يتيم.. و«التنفس الصناعى» بالحجز

كتب: محمود عبدالرحمن

«أحمد ماهر».. جهاز قلب يتيم.. و«التنفس الصناعى» بالحجز

«أحمد ماهر».. جهاز قلب يتيم.. و«التنفس الصناعى» بالحجز

داخل غرفة خالية من الأسرّة، مكتوب عليها «حجرة الكشف»، باستثناء سرير مهلهل، وستارة قماش مقطعة، وصنبور مياه وحوض صغير فاضت منه المياه على أرضية الحجرة، جاء إلينا طبيب الاستقبال يحمل فى يده جهاز قياس الضغط، سألنا عن شكوانا، وبعدما أخبرناه، صرف لنا حقنة «فولتارين» مسكّنة وعدداً من الأقراص لوضعها تحت اللسان عند تجدد الأزمة، سألناه عن سببها، فأخبرنا بأنه لن يكون بمقدوره معرفة ذلك دون عمل مجموعة من الأشعة والتحاليل التى لا توجد داخل المستشفى فى فترة المساء، وفى الصباح سيتطلب الأمر منا الانتظار وأخذ دور فى طابور المرضى «علشان المستشفى فيه جهاز قلب واحد والضغط عليه كبير».

{long_qoute_1}

طلبنا منه السماح لنا بالدخول إلى غرفة حجز المرضى، وبعد مباحثات بينه وبين إحدى الممرضات الجالسات على «كونتر» من الرخام فى مدخل الطرقة الرئيسية للمستشفى، أخبرنا بأن جميع الأسرّة مملوءة، وعلينا أن ننتظر لحين خلوّ سرير. «الحاج حسين»، أحد المحجوزين فى غرفة الاستقبال، يعانى من أزمة فى التنفس، الأمر الذى يضطره للمجىء بشكل متكرر إلى المستشفى، لأنه قريب منه، من ناحية، ولخطورة «كرشة النفس» التى يتعرض لها من ناحية أخرى، يقول إنه لم يعد يبالى بمدى جاهزية الاستقبال، أو وجود مكان له لأنه «بيدخل المستشفى وهو عارف عاوز إيه»، حيث يأتى ليوضع تحت جهاز الأكسجين، وما يؤرقه فى كل مرة يجىء فيها هو عدم توافر أنابيب الأكسجين أحياناً، أو وجود طابور من المرضى ينتظرون دورهم على الجهاز.

يرى الرجل الستينى أن حالة المستشفى «لا تسر عدو ولا حبيب» من حيث النظافة وتوافر الإمكانيات، حيث لا يوجد سوى أدوية مسكّنة أثناء الليل، وفى النهار يزدحم عشرات المرضى على أبواب كل قسم، نظراً لحيوية المنطقة التى يوجد بها، وتضخم سكانها، لذا فهو يرى أن إلقاء المسئولية على أطباء الاستقبال نوع من التجنى عليهم لأنه «ماينفعش نسيب الروس الكبيرة ونيجى على طلبة خريجين واقفين على رجليهم طول اليوم ونلومهم، على رأى المثل (اطبخى يا جارية)، الدوا اللى وزارة الصحة بتوفرهولهم بيصرفوه للعيانين، إنما مش هيروحوا يشتروا على حسابهم علشان خاطر يعالجوا الناس».

 


مواضيع متعلقة