«الربيع العربى»: نجاح جزئى فى مصر وتونس.. و«خراب» فى سوريا واليمن

كتب: محمد المعتصم

«الربيع العربى»: نجاح جزئى فى مصر وتونس.. و«خراب» فى سوريا واليمن

«الربيع العربى»: نجاح جزئى فى مصر وتونس.. و«خراب» فى سوريا واليمن

تباينت مواقف الشباب من «ثورات الربيع العربى»، حسب الدراسة، وإذا ما كانت لها تداعيات إيجابية أم سلبية على المجتمع العربى، وانقسمت حالات الدراسة لـ«3 فرق»؛ أولها رأوها فى إجمالها «سلبية» نظراً لعدة اعتبارات، حيث إنها «لم تجلب هذه الثورات للمجتمعات العربية سوى الفرقة والانقسام، وانقسمت الحكومات والأنظمة العربية بين مؤيد لهذه الثورات وداعم لها، أو رافض لها خوفاً من وصول المد الثورى إلى مجتمعاته». {left_qoute_1}

بينما رأى آخرون أن: «الثورة فى مصر وتونس قد نجحتا جزئياً فى تحقيق بعض أهدافهما، لكن الثورات فى ليبيا وسوريا واليمن فشلت تماماً فى تحقيق أى أهداف، وبالتالى فهى ثورات سلبية».

ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن «الربيع العربى» أسقط الوطن العربى فى حروب أهلية، وصراعات قبلية ومذهبية، ودفعت إلى السطح صراعات دامية بين الهويات الدينية والعرقية والطائفية، وهى ما كانت لتظهر أبداً إلا فى ظروف كمثل ظروف الثورات الشعبية التى حدثت، وهو ما يشكل إجمالاً تهديداً قوياً للهوية العربية. وتابعوا: «ولم تحقق ثورات الربيع العربى الأهداف التى وعدت بها شعوبها، فلا تحقق الرخاء ولا العدل ولا الكرامة الإنسانية، ولا التخلص من الأنظمة القمعية والاستبدادية فى أغلب المجتمعات التى قامت فيها الثورة، كما أنها منحت القوى الخارجية الفرصة للتدخل فى الشئون العربية بشكل سافر، وأنها لم تكن إلا معولاً من معاول هدم الأبنية العربية، وتنفيذ مخططات الصهيونية والقوى الغربية فى تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة متناحرة». واستطردوا: «وأدت ثورات الربيع العربى لمزيد من حوادث القتل والإرهاب والانفلات الأمنى والسرقات فى البلدان والمجتمعات التى قامت فيها، فضلاً عن تشريد وتهجير كثير من الأسر العربية ليعيشوا إما فى مخيمات على الحدود مع الدول المجاورة أو كأغراب ولاجئين فى داخل مجتمعات عربية أخرى».

أما أصحاب الفريق الثانى؛ فرأوا أن ثورات الربيع العربى «إيجابية»، حيث إنها حركت المياه الراكدة وأطاحت بأنظمة قمعية فاسدة وأتت بأخرى وطنية، ودفعت الشعوب للمطالبة بحقوقها، وكشفت عن قدرات الشباب على العمل السياسى والتغيير والثورة على الأوضاع الفاسدة، وأثبتت بشكل واقعى أنه لا أحد مهما علت منزلته الاجتماعية أو ارتفعت مكانته السياسية أو موقعه التنفيذى فوق المساءلة والمحاسبة والوقوع تحت طائلة القانون، وأدت إلى ارتفاع مستويات الوعى السياسى لدى أغلب الجماهير العربية.

أما الفريق الثالث فقد ذهب إلى أنها بدأت إيجابية، لكن الأحداث التى تلتها وآليات تعامل القوى السياسية معها، والأداءات المخيبة للحكومات الانتقالية، أدت إلى إفشال هذه الثورات وتحولها إلى ثورات سلبية وتحركات فئوية فوضوية، فى حين غابت المقاصد الحقيقية والأصلية التى تفجرت الثورة من أجلها.


مواضيع متعلقة