يبدو أن النهج التى تتخذه جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ضد مصر يحتاج مِنا جميعاً إلى وقفة جادة وصارمة وحازمة، وقفة قوية ضد تجاوزاتها فى حق «مصر»، وقفة ضد ادعاءاتها المتكررة والباطلة على تعامل «مصر» مع الملف الفلسطينى.. ففى المرة الأولى ادعت كذباً أن «مصر» تمهد لاستقبال الفلسطينيين فى رفح وتبنى لهم آلاف المساكن، وهو ما نفته السلطات المصرية التى كشفت عن قيامها بتجهيز منطقة لوجيستية لاستقبال شاحنات المساعدات التى تُقدَّم للأشقاء فى قطاع غزة حتى لا تنتظر على جانبَى الطريق من رفح حتى العريش، وهذا الانتظار المتكرر يأتى بعد التعنت الإسرائيلى لعدم إدخال المساعدات.. إنها حالة كذب بيِّن، حالة كان من المفترض أن تتقدم فيها الجريدة باعتذار رسمى لقرائها على الخبر الملفَّق المغرِض الذى نشرته عن «مصر»، خاصة أن دور «مصر» فى تقديم المساعدات (لا يمكن إنكاره)، ورفض «مصر» تهجير الفلسطينيين (أمر لا جدال فيه)، ودفاع «مصر» القوى عن القضية الفلسطينية (واضح لكل ذى عينين).
.. ومع ذلك تنشر «وول ستريت جورنال» خبراً كاذباً للمرة الثانية عن «مصر»، خبراً ملفقاً بنسبة (١٠٠ ٪)، ولا علاقة له بما يحدث على أرض الواقع، يقول الخبر: «مصر» تتداول مع الجانب الإسرائيلى حول خطط لاجتياح رفح.. ليخرج ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، لينفى نفياً قاطعاً ما تم نشره، ويقول نصاً:
- الموقف المصرى الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية الرفض التام لهذا الاجتياح الذى سيؤدى إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة خلال (٢٠٠) يوم من العدوان الإسرائيلى الدموى.
- إن تحذيرات «مصر» المتكررة قد وصلت -من كافة القنوات- للجانب الإسرائيلى، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية فى رفح بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلاً عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها.
- فى الوقت الذى تفكر فيه إسرائيل فى هذا الاجتياح الذى تقف «مصر» وكل دول العالم ومؤسساته الأممية ضده، تركز الجهود المصرية المتواصلة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، إلى جانب السعى لدخول المساعدات الإنسانية لأشقائنا فى قطاع غزة بالقدر الكافى ولكل مناطقها، وبخاصة الشمالية، وإخراج مزيد من الجرحى والمرضى لعلاجهم خارج القطاع الذى انتهت به تقريباً كل الخدمات الصحية.
.. كان على «وول ستريت جورنال» أن تشاهد (٣٧) تحذيراً رسمياً صادراً من الرئيس السيسى ضد اجتياح رفح خلال لقاءاته مع رؤساء وزعماء وقيادات العالم، وأهمها لقاؤه مع ويليام بيرنز، مدير المخابرات الأمريكية، أو تشاهد (٢٨) تحذيراً رسمياً صادراً من سامح شكرى، وزير الخارجية، من اجتياح رفح، آخرها حواره مع قناة (CNNArabic) منذ (٦) أيام فقط، والذى كرر خلاله تحذير «مصر» من اجتياح إسرائيل رفح.. للأسف لم يشاهدوا، وهذا فى حد ذاته كسل فى أداء الواجب وإهمال، بل نعتبره (تقصيراً) لا يمكن قبوله.
.. إذن (أليس فى جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية صحفى رشيد نزيه مهنى يرفض مثل هذه الأخبار الملفقة ضد مصر؟)، بالتأكيد هذه الجريدة تضم بين جدرانها صحفيين مهنيين، وبهم من النزاهة الكثير، ولديهم رشد كبير، وإلا لما أصبحت جريدة واسعة الانتشار ولها تأثير كبير داخل أمريكا وخارجها، نحن نتمنى أن تنبذ الجريدة من يروج لشائعات أو ينشر أكاذيب وتعاقبه، حتى لا تفقد مصداقيتها المعهودة، خاصة أننا نعتبرها الجريدة التى تهتم بالخبر، ولها قدرها ومكانتها عالمياً، ففى ميثاق العمل الصحفى شرف علينا أن نضعه أمام أعيننا ونسير عليه، إن شرف المهنة يتعلق بالخبر الصحيح، وعلى «وول ستريت جورنال» أن تدافع عن مهنيتها وشرفها الصحفى بعد الأخبار الكاذبة التى تنشرها عن «مصر»، ويتم تكذيبها ببيانات رسمية مصرية.
.. هذا عتاب مِنا لهذه الجريدة ولصحفييها ولمسئوليها حتى لا ينشروا أخباراً لمجرد الإساءة إلى «مصر» فقط، ونحن على يقين من تحرُّك هيئة تحريرها بالكامل لرفض مثل هذه الأخبار التى تسىء للجريدة نفسها قبل أن تسىء لـ«مصر»، وتسىء للمهنة قبل أن تسىء لـ«مصر».