منذ سنوات طوال، لم تحتفِ مصر بعيد العمال وتقييم سواعد أبنائها بما يجب مثلما حدث هذا العام، حيث عاد العمل قيمة لا نظير لها واستعدنا الوعى بأن الحياة الكريمة أساسها أن تكسب قوتك بعرق جبينك بعد حملة شعواء ضد كل ما فيه خير لمصر.. وعاد التفاخر بعدم العمل وكأن العمل سبة وما يدعو للفخر هو إرث ما يحقق دخلاً دون أن «تتلوث» الأيادى.. وقد أدت هذه المفاهيم المتخلفة إلى تراجع الدور المصرى على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، إذ كيف لشعب أبهر العالم ببناء الأهرام فى العصور البعيدة، والسد العالى فى العصر الحديث، أن يركن إلى الكسل والاعتماد على الغير فى كل ما يحتاجه؟ وبديهى أن الاعتماد على الغير يؤدى بالضرورة إلى التبعية المريرة لهذا الغير.
مع ثورة الثلاثين من يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، عاد العمل إلى صدارة الأولويات باعتباره الأمل فى استعادة مصر لمكانها ومكانتها وهو ما طبّقه الرئيس السيسى بتحقيق البنى التحتية التى تفتح الآفاق للتوسع فى الإنتاج وتوطين الصناعات واستغلال كل الثروات الطبيعية التى حبا بها المحروسة الخالق عز وجل لتحقيق منتجات لا مثيل لها من حيث طبيعة المواد وكذلك مهارة العمال.. إن الوطن كله أدرك أن أمل مصر، صُنع فى مصر.. وعاد شعارنا النبيل العظيم، العمل حق، العمل شرف، العمل واجب، ومن هنا كان توجه الدولة إلى الاستفادة من كافة الإمكانيات وعدم إهمال أية فئة، خاصة ذوى الهمم، الذين يتمتع بعضهم بمواهب خارقة فى مجالات مختلفة، حيث إن الإعاقة فى نقطة ما، لا تعنى عدم الاكتراث بمواهب أخرى وإمكانيات قد تصل إلى درجة العبقرية.
لقد احتفل الشعب المصرى بأسره بعيد العمال هذا العام وكذلك أيقن العمال أنهم باتوا فى أيدٍ أمينة، مع قائد لا يكف عن الاهتمام بحالتهم الاجتماعية برفع الحد الأدنى للأجور وتأمين العناية الصحية والتعليم وكل ما يحتاجه المصريون لبناء دولتهم الغالية، بعد تفشى ثقافة الدونية التى ركزت أساساً على إهدار قيمة الوطن والحط من قدره، لا سيما بشعار أهل الشر الكريه، ما الوطن إلا حفنة من التراب العفن.. وقد تدهورت القيم السائدة بتمجيد العمل واحترامه منذ منتصف السبعينات وبرز مَن يسمون برجال الأعمال، بينما هم أبعد ما يكونون عن الأعمال، بل كانوا مجرد سماسرة يتاجرون فى قوت الشعب.
وبعد أن هب المصريون فى الثلاثين من يونيو وانتصرت القيم الأصيلة على تلك الثقافات الدخيلة، أثبتت قيادة الرئيس السيسى الذى «شاورت عليه» قلوب عشرات الملايين، ببناء البنى التحتية، رغم الشائعات الخبيثة المغرضة بادعاء التعاطف مع الطبقات الفقيرة بتوفير الطعام، وكأن الطعام لا يحتاج إلى كل ما تم إنجازه، وهو ما يشبه المعجزات، باعتراف العالم بأسره، لا سيما أن العالم يجتاز أزمات لم يسبق لها مثيل، بدءاً من الكورونا ومروراً بالحرب الأوكرانية الروسية، وصولاً إلى حرب الإبادة التى تشنها الدولة الصهيونية على حدودنا فى غزة، وهى الحرب التى أفشلها الصمود والحزم بقيادة الرئيس السيسى، ولذا فإن طعم النجاح وإعلاء شأن العمل هذا العام، يسطر صفحة رائعة فى تاريخنا الحديث، وكل عام وكل عمال مصر طيبون وبألف ألف خير ودامت سواعدهم أداة رائعة للبناء ومستقبل الأجيال المقبلة.