مع قرب الانتخابات البرلمانية، عادت مرة أخرى «نبرة الإقصاء»، تحت ادعاءات ثورية ضد رجال الحزب الوطنى السابق، والغريب أن هؤلاء لا يطبقون نفس المطالب على رجال الإخوان من القتلة الإرهابيين، رغم أن رجال نظام «مبارك» والحزب الوطنى بقياداته وأعضائه خرجوا من السلطة دون إرهاب أو تفجير أو تكفير أو مشهد من مشاهد العنف أو استقواء بالخارج والتآمر خارجياً على الدولة والشعب المصرى، ورغم أن غالبيتهم الساحقة لهم جذور عائلية عريقة بل وكفاءات مهنية ومخلصة، بينما المعارضة بكل أشكالها أثبتت خلال السنوات الماضية أنها فاشلة من حيث الكفاءة والإدارة والشعبية، وللأسف فإن من يطالبون بإقصاء رجال «الوطنى» كانوا يتوددون لهم فى الماضى القريب، ويلعق بعضهم أحذيتهم، ولكن لأن المعارضة تغيرت، فأصبح الانتقام إحدى مواصفات الثوار، كما أن البعض أراد إجراء عملية غسيل لسمعته السياسية، بالهجوم المفتعل على رموز النظام السابق، بل والأغرب أن بعض رجال النظام القديم يتطهرون بمهاجمة زملائهم وكأنهم لم يكونوا معهم مثلما فعل المدعو عمرو حمزاوى، الذى قدم قانون العزل أثناء عضويته فى برلمان الإخوان المنحل، رغم عضويته السابقة بأمانة السياسات، وأيضاً الأخ جابر جاد نصار الذى عدّل مشروع القانون وقتها فى برلمان الإخوان، رغم أنه كان عضواً بأمانتى التثقيف والشئون القانونية، ويحدث الآن أن كل مرشح من أدعياء الثورة يقف أمامه منافس قوى ينتمى لنظام «مبارك»، يخرج ليتحدث عن الثورة الثالثة إذا عاد نواب «الوطنى»، أيضاً كل حزب فاشل لا يجد له مساحة فى الشارع المصرى، يخرج لينتقد ويهاجم حتى تتسع الساحة له رغم أن الشعب المصرى أكثر وعياً واستبعد نواب «الوطنى» عام 2012، دون وصاية أو إقصاء قانونى.. المؤكد الآن أن الشعب سيعيد انتخاب رجال الوطنى من غير الفاسدين وهم كُثر بسبب سوء أداء مدعى الثورة على مدى 3 سنوات ونصف السنة وسيعود مرة أخرى لانتخاب بعض رموز «الوطنى»، فهناك رموز كثيرة من أدعياء الثورة يناضلون الآن لأن مشكلتهم الأساسية فى السابق كانت مع الحزب الوطنى السابق الذى لم يسمح لهم بالمشاركة، فكانوا «مطاريد النظام» وذهبوا إلى المعارضة ويتبنون الآن منبر الإقصاء بعيداً عن قيم ومُثل الثورات الناجحة، والأغرب أن بعضهم يتحدث عن استيعاب الإخوان والمصالحة والدمج فى العملية السياسية رغم أن الجماعة إرهابية وخائنة بينما لا يطيقون تطبيق المبدأ نفسه على رجال «الوطنى».. لا لشىء إلا لتضارب مصالحهم معهم، وأن الواقع السياسى أثبت أنهم الأقرب إلى الجماهير وأكثر كفاءة فى إدارة العمليات الانتخابية. أعتقد أن المصلحة الوطنية تحتم على الوطنيين الاستفادة بكافة قدرات أبناء الوطن طالما لم يتلوثوا بالفساد، بعيداً عن نغمة «الفلول» البغيضة التى ابتدعها الإخوان ورددها صبيانهم وأصحاب المصالح.. ومستقبل مصر يحتم على الناس النظر قليلاً للواقع والمستقبل، دون شعارات ومكتسبات، لأن مصر للجميع وبالجميع عدا الخونة والإرهابيين والفاسدين.. كما أن الشعب أوعى من كل هؤلاء، ويقدر الثمين من الغث، والفارق بين رجال الدولة ومدعى الثورات التى يتكسبون منها.