ما أبعد الفارق بين حال سيناء اليوم، وحالها قبل عشر سنوات، و كشفت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ42 لتحريرها، عن النقلة النوعية الهائلة التي تحققت فيما يشبه المعجزة، في زمن قياسي يحسب في عمر الأمم و الشعوب وكأنه طرفة عين.
استرجعت من بين ما أحتفظ به من الأوراق، بيان أصدره حزب التجمع عام 2013، في ظل نكبة الدولة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وصدر البيان تحت عنوان "سيناء لم تتحرر بعد .. وتعريض أمنها للخطر خيانة عظمى".
وأشار "التجمع"، إلى عدم شعور أهالي سيناء بعودتهم إلى حضن الوطن الأم مرة أخرى، رغم مرور أكثر من (30) عام - آنذاك - على تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك عودة الأرض منزوعة الأمن، كما أن "الدولة" غائبة بفعل اتفاقيات "كامب ديفيد"، والتي جعلت من سيناء أرضًا مُحتلة احتلالًا رخيص الثمن.
وأشار بيان " التجمع " إلى الجريمة التي ارتكبها " نظام الإخوان " بتعامله مع أهالي سيناء، بطريقة أمنية غاشمة، تتفق مع التهمة التي أطلقهاالمرشد السابق لجماعة الإخوان ( مهدي عاكف ) في مواجهتهم، بالعمالة لحساب العدو الإسرائيلي، ولم ينظر " الإخوان " إلى المصريين في سيناء نظرة المواطن الذي يتساوى في الحقوق مع غيره من المواطنين في أي مكان في مصر.
و لفت حزب التجمع في بيانه إلى معاناة اهالي سيناء من أقسى حالات التهميش، حيث لا يوجد تعليم جيد، ولا مراكز صحية، ولا حتى شبكات اتصال، ولا مياه عذبة، ولا فرص عمل .و لخص البيان هذا الوضع في عبارة موجزة - و موجعة - وقال " عادت سيناء إلى الوطن، ولم يعد الوطن إليها ".
وأشار " التجمع " إلى أن سيناء تحولت تحت حكم جماعة الإخوان لـ "جنة عدن " للإرهابيين، وفضل الرئيس " الإخواني " أن ينحاز لمصلحة جماعته المرتبطة بجماعات جهادية لديها استحقاقات سياسية وانتخابية لديه، و لدى جماعته، على مصلحة الوطن، كما رفض الحسم العسكري ضد الجماعات الإرهابية مكتفيًا بعقد بعض الجلسات العرفية معها بمنطق يتنافى مع مكانة وقيمة الدول، ويهدد الأمن القومي للخطر.
و اكد البيان إن التفريط في حق شهدائنا في رفح، و في حق الدولة المصرية، لا يمكن اعتباره خطًا سياسيًا، وإنما يرقى إلى اتهام " محمد مرسي " وجماعته بالخيانة العظمى .و اليوم ماذا بقي من كل تلك " المصائب السوداء " التي تضمنها بيان حزب التجمع، بعد عشر سنوات فقط، منذ تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم.
الإجابة جاءت كاملة في كلمة الرئيس في الذكرى الـ(42) الأرض، بتأكيده قيمة و مكانة سيناء في وجدان الشعب المصري، و أن الحفاظ عليها بعد تحريرها من الاحتلال، وتطهيرها من التطرف والإرهاب، بدماء أبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة، سيظل هو الواجب المقدس، مهما بلغت التضحيات.
وإن عدم التفريط في شبر واحد منها، هو المنهج الذي يشكل الأسس الراسخة للوطنية المصرية، و باعتباره من المحددات الرئيسية للأمن القومي المصري.
قالها " السيسي " بكلمات واضحة و صريحة لا تحتمل اللبس أو التأويل، قالها كرسالة مهمة لكل من يفكر في تهديد حدود مصر.
وعن قوى الإرهاب والشر التي ظنت واهمة أن بمقدور عملياتها الإرهابية إضعاف عزيمتنا، أوجز الرئيس وقال " لقد تحطم الشر على حصون الخير والشرف ".
عادت سيناء إلى الوطن، وعاد الوطن إليها أيضًا بأكبر خطة للتنمية في تاريخها، وأكد "السيسي" إن تعميرها هو واجب وطني مقدس، واليوم تشهد جهودًا غير مسبوقة،لتحقيق التنمية الشاملة فى الصحة والتعليم والبنية الأساسية وجميع مقومات العمران والصناعة والزراعة.
في الذكرى الـ(42 ) لتحرير سيناء، وجب علينا توجيه كل التحية والتقدير لمن ضحوا بأرواحهم فداء لها ولكل الوطن، وكل الشكر للرئيس السيسي صاحب النقلة التاريخية لأرض الفيروز.