انتهى حادث المنشية الإجرامى بحل الجماعة الإرهابية ورجوع أغلب كوادرها وقياداتها الكبيرة والمتوسطة إلى السجون، وتقريباً طويت هذه الصفحة وبدأت مصر الالتفات للبناء الذى مر بخطوات كبيرة جداً فى طريق بناء بلد عصرى حديث من تأسيس مؤسسة الصناعة ومعها صناعات عديدة مهمة، إلى الشروع فى بناء مفاعل ذرى مصرى فى أنشاص إلى تأميم القناة، ثم بروز مصر كقوة كبيرة فى المنطقة تقود الأمة العربية وأفريقيا.
ما سبق يقلق قوى كبرى فى العالم جاءت بالعدوان العسكرى المباشر فى بورسعيد ولم تفلح ولم يكن من بد إلا بالاعتماد على قوة محلية داخلية توقف ذلك وتسقط النظام المناوئ للغرب بنزعات الاستقلال التى ينتهجها والأخطر طموحاته الكبيرة فى بناء دولة قوية.
لم يكن هناك أفضل من الاعتماد على عصابة الإخوان التى لا تصطدم أبداً إلا مع أنظمة وقيادات وطنية، لأنها لا تريد أو من يوجهها من الخارج لا يريد لمصر الخير على الإطلاق!
وجاءت التعليمات وبعضها تم الاتفاق عليه خارج البلاد بإعادة تنظيم صفوف الجماعة والتصدى للنظام الذى وصفوه وقتها بالاشتراكى الكافر الفاجر.. إلخ إلخ.
هذه المرة -وبتبسيط غير مخل- كان التنظيم المزمع إعادته مسلحاً من أول خطوة.. هذه المرة كان الاستناد المباشر إلى أفكار سيد قطب وكتابه الشهير «معالم فى الطريق»، وهو باختصار أيضاً يرى أن المجتمع بوضعه العصرى الحالى مجتمع جاهلي خرج عن شروط الإسلام الصحيح.
وبالتالى فهو مجتمع كافر.. وحكامه كذلك.. ومع الكفر تستحل أشياء عديدة من الأرواح إلى الأموال.. لكن -هكذا يرون- الجماعة المؤمنة لم تستعد بالشكل الكافى لذلك.. وعليها إعداد نفسها.. ومن هنا جاءت فكرة الإسراع بتسليح التنظيم وهذه المرة متفجرات وأسلحة خطرة وليس مسدسات وبنادق!حتى اللحظة توجد روايات عديدة للقبض على التنظيم واكتشافه.. إحداها تتحدث عن اشتباه فى شخص.
وعند التحقيق معه سأله المحقق حرفياً عن أسماء «أسرته»، فاعتقد أن التنظيم اكتشف، فذكر أسماء «أسرته» فى التنظيم مما أدهش المحقق ومن هنا جاءت أول خيوط القضية!
رواية أخرى تستبعد تماماً الأجهزة الأمنية وتقول إن لجنة من لجان التنظيم الطليعى -وهو تنظيم سرى مؤمن بالثورة من داخل الاتحاد الاشتراكى- لاحظ أعضاؤها وجود تحرك غير طبيعى لبعض أفراد من الإخوان أفرج عنهم الفترة الأخيرة.. وأن اجتماعات تتم.
وبالفعل أبلغت قيادات التنظيم التى أبلغت بدورها القيادة السياسية ومنها إلى الأجهزة المختصة!
المثير.. والخطير.. التوصل إلى وجود مخطط مسلح لتفجير ونسف مؤسسات حيوية وحساسة لإحداث فوضى شاملة يتسلل من خلالها التنظيم إلى السلطة.. ومن هذه المؤسسات القناطر الخيرية.. النقل العام مثلاً.. الأولى تغرق الدلتا والثانية تشل الحياة فى العاصمة تماماً وهكذا!
لم يكن ذلك وحده هو الخطير.. معلومة كارثية أخرى وهى وجود أحد أعضاء التنظيم فى حراسة الرئيس!
الرئيس عبدالناصر؟ نعم..من هو؟! لا يعرفون اسمه.. والحل؟! كل ساعة بل كل دقيقة تمر يكون الرئيس فى خطر.. نحتاج إذناً إلى اعترافات سريعة.. عاجلة.. لكن أعضاء التنظيم لا يتكلمون.. أحيلت القضية إلى المباحث الجنائية العسكرية.. إلى شمس بدران.. وقد أشرف على القضية كلها بنفسه.. من هنا تبدأ القضية فى الاتجاه إلى منحى آخر.. ما هو..؟!
الحلقة القادمة نكمل!