طبول الحرب تحول ليبيا إلى «مسرح عمليات»

09:45 م | الجمعة 19 فبراير 2016

الفوضى الناجمة عن الثورة الليبية التى انطلقت منذ 5 سنوات، تسببت فى تحول ليبيا إلى بؤرة الإرهاب الأولى فى العالم، التى استطاعت استقطاب ما يقرب من نصف إرهابيى العالم حتى الآن، ووصلت الفوضى إلى مرحلة باتت فيها ليبيا هى الوجهة الجديدة التى يهرب إليها كل إرهابى سعياً إلى الخلاص من المعارك العنيفة التى تدور رحاها على أراضى العراق وسوريا. لم يعد هناك -على مد البصر على الأقل- حلول تلوح فى الأفق لوضع حد للأزمة التى تهدد بالانفجار فى وجه جيران ليبيا، فانتشار الإرهاب فيها بهذه القوة يهدد استقرار مصر، ويهدد بفتح نيران الجحيم على تونس والجزائر، وينذر بكارثة تجتاح أوروبا انطلاقاً من إيطاليا التى تواجه ليبيا على الجانب الآخر من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفى ظل محاولات التوصل إلى وساطة يمكنها القضاء على حالة الاقتتال الداخلى والنزاع على السلطة أملاً فى تركيز الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية، تلوح فى الأفق سيناريوهات التدخل العسكرى من أطراف متعددة بقوة، فمن حلف شمال الأطلسى «الناتو» الذى يسعى إلى درء خطر قد يقضى على أوروبا بأكملها، حتى بعض الدول العربية والغربية التى تسعى للتدخل فى ليبيا لحماية حدودها، تتأرجح احتمالات التدخل البرى أو الجوى الواسع على أقل تقدير، لتبقى الأيام وحدها شاهداً على ما يمكن أن ينقذ دول جوار ليبيا من مصير مجهول فى ظل تفشى ظاهرة الإرهاب، وما يمكن أن يلحق بدول أوروبا إذا نجح تنظيم «داعش» الإرهابى فى التسلل إلى إيطاليا من خلال الهجرة غير الشرعية.