بدلا من الإجهاض.. منع الإنجاب حتى 2018 في أمريكا اللاتينية لمواجهة "زيكا"

كتب: أروا الشوربجي

بدلا من الإجهاض.. منع الإنجاب حتى 2018 في أمريكا اللاتينية لمواجهة "زيكا"

بدلا من الإجهاض.. منع الإنجاب حتى 2018 في أمريكا اللاتينية لمواجهة "زيكا"

دون لقاح أو علاج معروف، أو حتى تشخيص موثوق من الأطباء حول "زيكا"، هذا الفيروس الذي يتسبب في صغر أدمغة أطفالهم، تنشره بعوضة زاعجة في بلاد أمريكا اللاتينية، ذهبت التوجيهات الرسمية من البرازيل وكولومبيا وهندوراس والسلفادور إلى توصية النساء بالابتعاد عن الحمل حتى عام 2018.

في الوقت الذي ناشدت جماعة من طائفة الكاثوليك البابا فرنسيس، من أجل تقنين إجهاض الحوامل لحماية أنفسهن من فيروس "زيكا"، التي ربطت دراسات عديدة بينه وبين تشوه الأجنة، وقالت جماعة "كاثوليكس فور تشويس" الليبرالية ومقرها واشنطن في بيان، إنها نشرت إعلانات في الطبعة الدولية لصحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "إل داريو أوي"، عشية الرحلة التي يقوم بها البابا فرنسيس إلى كوبا والمكسيك، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، وطالبت الجماعة فرنسيس وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية "أن يقف تضامنا مع الفقراء، ويتعين احترام وليس إدانة قرارات النسوة بشأن الحمل بما في ذلك قرار إنهاء الحمل".

ويعتبر الإجهاض قانونيا في ثلاث دول فقط بأمريكا اللاتينية، وهم: أوروجواي، وجيانا، وجويانا الفرنسية، إلا أن باقي لم تشرع الإجهاص إلا في حالات الاغتصاب والزنا أو تعرض حياة الأم للخطر، بينما شمحت المكسيك وكولومبيا وبنما لنسائها بإنهاء الحمل بسبب ضعف الجنين، وذكرت مجلة "ذا تايم" الأمريكية، أن في السلفادور، يمنع الإجهاض في جميع الحالات، حتى في حالة الاغتصاب أو في حالة الحمل الذي يُعرض حياة الأم للخطر، حيث تواجه النساء في السلفادور عقوبة السجن بسبب الإجهاض.

في البرازيل، حيث يعتبر "زيكا" الأشد انتشارا، تتوافر وسائل تحديد النسل إلا أنها لا تصل إلى الفقيرات والريفيات، حيث قدرت التقارير أن حالات الحمل غير المخطط لها تشكل أكثر من نصف جميع الولادات في البرازيل، ومن ناحية أخرى يعد الإجهاض غير قانوني، إلا في حالات الاغتصاب وبعض الظروف الطبية، فإذا كانت المرأة أصبحت حاملا في البرازيل عن طريق الخطأ، قد تكون اختياراتها مقيدة قانونا ومربكة طبيا، في الوقت الذي تجرى عمليات الإجهاض غير القانونية، حوال 200 ألف امرأة في البرازيل تدخل المستشفى كل عام بسبب مضاعفات من هذا الإجراء.

وصفت ياتريس جالي، مستشار السياسة القائمة لتنظيم الصحة الإنجابية في البرازيل، بأن هذا النوع من توصية المرأة بعدم الإنجاب غير واقعي، وتساءلت: "كيف يمكن أن تضع كل عبء هذا الوضع على النساء؟، لذلك يخطط معهد الأبحاث البيولوجية الأخلاقي النسائي في البرازيل، لرفع قضية إلى المحكمة العليا لضمان الحصول على وسائل منع الحمل، واختبار التشخيص المبكر للحمل، والحق في الإجهاض الآمن والقانوني عند اكتشاف تشوهات الجنين".

وفي سياق متصل، رفض وزير الصحة في كوستاريكا فيرناندو لوركا كاسترو تشجيع الإجهاض للنساء الحوامل المصابات بفيروس "زيكا"، بعدما دعا مسؤول بالأمم المتحدة، الدول التي ينتشر فيها "زيكا" إلى دعم حق النساء في إجهاض حملهن وتوفير استشارات متعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، في بيان أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه يجب إعادة النظر بشكل عاجل في القوانين والسياسات التي تقيد حصول النساء على هذه الخدمات بحيث تتماشى مع الالتزامات الخاصة بحقوق الإنسان بغية ضمان حق التمتع بالصحة للجميع.

قال وزير الصحة الكوستاريكي، في تصريحات له على "صحيفة إسيبرنسا المكسيكية"، إن "الإجهاض العلاجي المشرع في البلاد لا بد من وجود خطر على الأم، وليست في حالة الأطفال الذين يعانون من صغر الرأس"، مؤكدا أنه "لا يوجد أي دليل قاطع على أن زيكا يتسبب في مرض صغر الرأس حتى الآن".


مواضيع متعلقة