المئات يعيشون مع أغنامهم أسفل الطريق الساحلى داخل «الخيام»

كتب: عبدالفتاح فرج

المئات يعيشون مع أغنامهم أسفل الطريق الساحلى داخل «الخيام»

المئات يعيشون مع أغنامهم أسفل الطريق الساحلى داخل «الخيام»

طريق أسفلتى ضيق يقع على أحد جانبى ترعة يسرى التى تمر أسفل الطريق الساحلى الدولى، لرى الأراضى الصحراوية بمدينة جمصة بالدقهلية، ويؤدى الى قرى ريفية تابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، تسكنها مجموعات كبيرة من البدو الرحل فى ظروف معيشية صعبة، يتنقلون بين محافظات الدلتا والقاهرة الكبرى فى فصل الصيف، بينما يفضلون البقاء فى مسقط رأسهم وأماكن إقامتهم الأصلية فى فصل الشتاء، ترعة يسرى، التى يتم رفع المياه إليها بواسطة محطة رفع، تتعرض لانتهاكات شديدة من قبل بعض المواطنين الذين يقومون بردم أجزاء منها لإنشاء مبان ومحال تجارية على مرأى ومسمع من المسئولين الذين يتهمهم الأهالى بالفساد والرشوة من المخالفين، على حدود قرية الوسطانى تتناثر خيام البدو الرحل فى قلب الأراضى المزروعة بالبرسيم وعلى ضفاف الترع والمصارف، أحد الطرق الترابية المؤدى الى الأراضى الزراعية التى يسكن فيها البدو ضيق ومتعرج جداً، على يمين الطريق ترعة رى مغطاة بورد النيل بالكامل، لا يظهر منه أى أثر للمياه، من بعيد تظهر خيام البدو الرحل والأبقار والأغنام والماعز بجانب الأطفال الصغار الذين يلهون فى أرجاء المكان.

{long_qoute_1}

«منى السيد سليم» أتمت لتوها العقد الثالث من العمر، تعيش داخل خيمة صغيرة بصحبة أبنائها الثلاثة بعد أن توفى زوجها منذ عام ونصف، لون وجهها القمحى المائل للحمرة، تظهر عليه علامات الشقاء والمعاناة، ورغم صغر سنها فإن هيئتها تبدو أكبر من سنها بكثير، لم يترك لها زوجها أى تركة أو ميراث بعد موته المفاجئ، فقررت الاعتماد على نفسها لتربية أبنائها الثلاثة، بعد أن ساعدها أشقاؤها فى الحصول على معاش شهرى قيمته 450 جنيهاً، بجانب امتلاكها بقرتين تعيش منهما مع بعض الأغنام الأخرى، حسب وصفها، تقول منى بصوت خفيض «عندى ولد اسمه ابراهيم وبنتين اسمهم بسمة وندى، ولما جوزى توفى كان عنده 34 سنة، وقاعدة دلوقتى لوحدى أنا وعيالى وبناكل وبنشرب لوحدنا، وعايشة جنب إخواتى، ومتأجرة أرض وقاعدة فيها وبنأكل منها البهايم، طول عمرنا واحنا قاعدين فى الطل كده، فى الصيف والشتاء، معندناش بيوت عشان نقعد فيها، كل حياتنا فى الخلا والأراضى الزراعية، والخيمة دى بنقول عليها بيت لأننا بنقعد فيها وننام فيها ونطبخ فيها أيضاً».

تشير منى بيديها إلى الخيمة التى تقيم فيها وتقول «عندما تسقط الأمطار ننكمش داخل الخيمة ونقوم بسد فتحاتها حتى لا تتسرب المياه الى الداخل أو تصيب الفراش الذى ننام عليه بالبلل، تستطيع الخيمة منع الأمطار بفضل المشمع البلاستيك الملتصق بها من الأعلى لكنها لا تستطيع منع البرد، اللى قاعدين فى بيوت حلوة فى قلب المدن بيشتكوا من البرد، ما بالك باللى قاعدين فى خيمة فى عز البرد، المنطقة هنا تتعرض لأمطار شديدة جداً بحكم قربها من البحر والساحل، ومفيش قدامنا إلا إننا نحاول نبعد الميه من دخول الخيمة وحماية البهايم، لو فيه عِجلة صغيرة بندخلها معانا هنا الخيمة عشان البرد والمطر، وطبعاً ما بنقدرش ندخل البقر الكبير بنسيبه بره، وبيفضل يجعر من المطر الشديد والبرد لكن ما باليد حيلة».

{long_qoute_2}

تضيف صاحبة الخيمة بنبرة مرتفعة «البهايم بتصرف، يعنى البهيمة بتاكل بـ50 جنيه فى اليوم، واحنا بنأجر الفدان الواحد بـ6 آلاف جنيه فى 3 شهور، سعر الأرض هنا غالى جداً، وسعر الإيجارات أغلى، وبنشترى الدقيق والرز والزيت، كل عيشتنا صعبة وأكتر حاجة بتكون صعبة عليَّا كمان هى مسئولية البهايم، لأنها مسألة مش سهلة، ومسئولية راجل مش واحدة ست معاها 3 عيال صغيرين عايشه فى الخلاء، أبو جوزى عنده فشل كلوى وبيغسل 3 أيام فى الأسبوع وبيتنقل بين خيم أولاده وعندنا، مسكين هيعمل إيه مع المرض والبرد».

على بعد حوالى 100 متر من شقيقته يعيش هانى سليم، صاحب الـ35 ربيعاً، يمتلك هو وشقيقه عدداً لا بأس به من رؤوس الماشية والأغنام بعد رحلة كفاح طويلة، ولديهم 3 خيام، الرئيسية تعيش فيها والدته وأبناؤه وبنت شقيقه، وهى الخيمة التى يطهون فيها طعامهم ويعجنون فيها خبزهم، أمام الخيمة توجد الطيور الحية التى تتم تربيتها كل فترة لتتناولها الأسرة أسبوعياً بجانب الأغنام والماعز التى يحملها الأطفال بسعادة وفرح كأنها أصدقاؤهم.

«الصيف حصيرته واسعة بنقدر نتحرك ونخرج ونقعد فيه براحتنا، لكن الشتا بيتعبنا قوى بسبب المطر والبرد» بهذه الجملة بدأ هانى سليم، صاحب البشرة الوردية، حديثه قبل أن يضيف: البدو الرحالة يتمركزون فى محافظات دمياط والدقهلية وكفر الشيخ بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط بجانب محافظة الشرقية فى بلبيس، والبدو فى محافظة دمياط عبارة عن 4 قبائل وينقسمون إلى فئتين، بدو حضر، وبدو رحل، والفئة الأولى منهم أطباء وضباط جيش وشرطة ومسئولون كبار فى الدولة، اللى بيتعلم من أولادنا بيطلع من الأوائل حتى لو كان بيذاكر فى الخيمة، أولادنا أذكياء جداً وبيفهموا كل حاجة، بسبب العيش فى الطبيعة والبراح، وهذه الفئة تسكن فى بيوت جديدة من الطوب الأحمر، أما الفئة الثانية التى ننتمى إليها فإنها تسكن الخيام بصفة دائمة، ولا يوجد لها بيوت وتتنقل طوال العام عكس الفئة الأولى التى تتنقل فى الصيف فقط».

وعن المصاعب التى تواجههم يقول هانى «لما الجو بيمطر ما بنعرفش ننام عشان العيال والبهايم، بنتعب جداً فى الشتاء، وأثناء تنقلنا بين المحافظات كانت نساؤنا تلد فى الخيام وعندما كنا نذهب الى مكاتب الصحة فى دمياط لتسجيلهم كانوا يقولون سجلوا المولود فى المكان الذى وُلد فيه، لما مراتى ولدت فى بيلا فى كفر الشيخ ، رُحت أسجل ابنى قالوا سجله فى محل إقامتك فى دمياط، ولما رحت دمياط قالوا سجله فى المكان اللى اتولدت فيه، المهم سجلتها فى الآخر بعد عدة وساطات، الموضوع ده عامل لنا مشكلة بسبب التطعيم، فيه بعض الوحدات بتقول انتم ملكوش تطعيم هنا، روحوا فى الوحدة اللى انتم تبعها، مع إننا عارفين كويس إن التطعيم من حق أى مواطن فى أى مكان، يعنى لم يشترطوا مكان الولادة أو محل الإقامة، معظم الوقت بنمشى مصالحنا بالفلوس عشان نقدر نعيش ونتعالج».

{long_qoute_3}

يوجه «هانى» حديثه الى ابنه الأكبر «سليم» الذى يرتدى جلباباً صغيراً لربط إحدى الأبقار فى الوتد، ثم يكمل «احنا بنروح أى حتة فى محافظات الدلتا، يعنى ممكن نروح لمحافظة الجيزة ونقيم هناك أكثر من شهر، لكن مشكلة التنقل دى أكبر مشكلة بتواجهنا، لأن بعض الفلاحين بيرفضوا مرورنا من قدام أراضيهم، واحنا طبعاً ما نعرفش نمشى على الطرق السريعة عشان العربيات، وأحياناً بنقول ليهم احنا تبع اللواء فلان ودى البهايم بتاعته وساعتها بيخافوا وبيعدونا، ولما نحب نروح محافظة معينة بنمشى على رجلينا، واحد قدام البهايم وفى الوسط وفيه واحد فى الآخر خالص، وممكن واحد فينا يسبقنا بالحمار ويمشى قدامنا 500 متر لاستكشاف المناطق قبل المرور منها، لمعرفة هل هى آمنة أم لا، وممكن نوصل محافظة الشرقية مثلاً فى 5 أيام أو أسبوع، وطبعاً بناخد معانا كل حاجتنا عشان احنا مالناش بيوت وغير مستقرين بالمرة، نفسى أبنى بيت ونقعد فيه أنا وإخواتى زى كل الناس فى الشتا لكن مش عارفين، لينا حتة أرض فى جمصة بس خايف أبنى فيها عشان الحكومة ما تهدهاش، احنا مالناش ضهر، وبنمشى جنب الحيط يا بيه».

ينفعل هانى وترتفع نبرة صوته قليلاً ثم يقول «سعر إيجار الأرض هنا غالى قوى، يعنى صاحب الأرض بيأجر لنا فدان البرسيم 3 شهور بـ6 آلاف جنيه، المحاصيل التانية هى اللى رفعت الأرض زى الفول والكتان والبطاطس والقمح، عشان كده كل واحد أرضه جنب السكة أو الجسر بياكل فى أرض الدولة ومفيش حد بيقدر يوقفه، السكة ضيقة جداً والعربيات ما بتعرفش تمشى عليها، وفى وقت المطر العربيات بتسقط فى الترع، ده غير إن الترع هنا بدون تطهير تماماً، ولما الكراكات بتيجى تطهر بتمشى بعيد عن الجسر اللى فى أراضى الناس لأنها صغيرة جداً، يعنى لو السكة المفروض تكون 4 متر عرضها الآن متر واحد أو نص متر، ولو بهايمنا عدت على أرض أى حد وأكلت منها بنتغرم على طول».

يبتسم هانى قليلاً قبل أن يقول «نتعرض للسرقة والنصب كثيراً، بنكون ماشيين فى أمان الله تلاقى واحد يقولك تعالى كل فى أرضى دى، وبيّت فيها النهارده، وبعد ما ياخد مننا الفلوس ويمشى نعرف تانى يوم إن الأرض مش بتاعته فندفع فلوس تانى لصاحب الأرض الأصلى، وساعة الثورة واحد نصاب نصب على ناس قرايبنا فى الدقهلية وقال لهم انتو فى حمايتى انزلوا فى أرضى النهارده، وأكلوا بهايمكم وعزم عليهم بعشا، وحط ليهم منوم فى الأكل، وبعد ما صحيوا من النوم ما لقيوش إلا 3 مواشى من أصل 30 راس، والأرض أصلاً ماكنتش بتاعته، والمواقف دى بنتعرض ليها كتير جداً خصوصاً لما بنكون فى حتة غريبة عننا ومش عارفين فيها حد».

يلتقط «ابراهيم» شقيق هانى الأصغر أطراف الحديث ويضيف بصوت غاضب «الناس بيتهمونا بحمل أسلحة نارية، ونحن لا يوجد معنا أى أسلحة على الإطلاق، هل هذا سيكون حالنا لو حملنا أسلحة، نحن لا نعرف غير الرعى وإطعام البهائم عبر الترحال والسير فى أراضى الله فقط، وعندما توجهت الى أحد مهندسى الزراعة للشكوى من تعدى الفلاحين على الطرق، قال قمت بتحرير أكثر من 40 محضراً ضد أحد الأشخاص دون فائدة، بعض الفلاحين يزرعون الطرق والترع دون أدنى تدخل من المسئولين، فمثلاً ترعة يسرى تتعرض لانتهاكات شديدة جداً سواء بالزراعة أو البناء، لكن هؤلاء المخالفين يقدمون رشاوى الى الموظفين بالمحليات ليبتعدوا عنهم ويمتنعوا عن تنفيذ قرارات الإزالة».

ينقلون المياه على أظهر الدواب

وعن الأمراض التى تصيب مواشى البدو الرحل يقول إبراهيم « تتعرض بهائمنا الى أمراض خطيرة أيضاً مثل الحمى القلاعية، التى تقضى على بعض الرؤوس عندنا، والعلاج الذى تصرفه الوحدات البيطرية الثلاث فى قرية الوسطانى غير فعال ويؤدى إلى سرعة نفوق المواشى، ومرض الحمى القلاعية ليس له علاج، بل نتركها حتى انتهاء الدور والشفاء منها، البدو الرحل يعلمون أموراً وحلولاً لا يعلمها الأطباء البيطريون أنفسهم، نحن لا نعتمد على العلاج الذى يقدمونه وإن قدموه لنا أصلاً فهم يرفضون مساعدتنا بالأدوية من الأساس، لكن نحن نعتمد على بعض الأدوية الطبيعية التى تأتى بنتائج إيجابية، ويوجد اختلاف كبير بيننا وبين الفلاحين فى تربية المواشى، إذ يقوم الفلاحون بقطع الحبل السرى للعجول الصغيرة بعد ولادتها وتقليم أظافرها لكننا نتركها ولا نقطعها، وعندما تنسى بعض الأبقار عجولها الصغار وتنفرها، أى لا تريد إرضاعها، نقوم بعمل اختراع وهو توصيل خرطوم صغير إلى بيت الولادة، وننفخ فيه حتى يكثر اللبن فى الضرع ثم ندهن ظهر العجل بجزء من مشيمة الولادة أو الخلاص وحينئذ تشم البقرة رائحتها وتحن إلى العجل وتقوم بإرضاعه».

يشير «إبراهيم» إلى والدته المسنة التى كانت تقوم بإعداد الخبز بطريقة بدائية داخل فرن صغير جداً ومنخفض عن الأرض بمقدار 50 سم بالاشتراك مع زوجته التى كانت تفرد الدقيق المعجون بهمة ونشاط، ويقول «بعد ما أبويا مات حبينا نعمل معاش لأمى، قعدنا 9 شهور كاملين نجرى على الورق ولفينا على المصالح الحكومية كلها لإثبات عدم حيازتها لأراض زراعية، وفى الآخر قبضت معاش 400 جنيه، أمى أساس عيلتها من بلبيس فى الشرقية لكن أبوها جه هنا واستوطن المنطقة فى دمياط، وإخواتها عايشين هنا فى الوسطانى برضه ولها إخوات متعلمين، منهم واحد موجه حالى فى التربية والتعليم، لكن أمى تعيش معنا هنا فى هذه الخيام وتتنقل معنا باستمرار إلى أى محافظة نذهب إليها».

يتوقف إبراهيم، صاحب الشعر المسترسل، الذى يظهر من خلف العمة البيضاء، عن الكلام قليلاً لمتابعة سير إحدى الأبقار خارج المنطقة المحددة، ثم يقول «تسربت من التعليم وأنا فى المرحلة الإعدادية لكنى أقرأ وأكتب، والدراسة أفادتنى كثيراً فى الحسابات والجمع والطرح، وأثناء الدراسة كنت بروح أقعد عند خالى جنب المدرسة، وكنت بروح لأهلى فى محافظة البحيرة فى الإجازة، شقيقنا الأكبر بيعرف يقرأ ويكتب زى الفل، وما راحش مدرسة ولا يوم ولا حتى راح الكتاب، الحكاية كلها إنه كان بيقعد جنب واحدة قريبتنا وهى بتذاكر ولقط منها، احنا نفسنا أولادنا تتعلم وتبقى كويسة لكن عيشتنا غير المستقرة سبب فى خروجهم من التعليم، احنا كل يوم فى مكان، يعنى أنا وأخويا هانى بنروح نودى ابنه للمدرسة على الموتوسيكل كل يوم طول ما احنا فى المنطقة لكن لما بنروح أى محافظة تانية ما بنعرفش نوديه المدرسة بتاعته فى الوسطانى، ومش عارف ابنه التانى هيكمل ولا لأ».

يؤكد البدوى الشاب أن استخراج الأوراق الرسمية أكثر شىء يؤرق البدو الرحالة، لأنهم لا يروق لهم الذهاب إلى المصالح الحكومية التى تطلب منهم تقديم أوراق رسمية كثيرة، حيث يقول «منذ شهر ذهبت إلى السجل المدنى لعمل بطاقة شخصية لزوجتى حتى أتمكن من توثيق عقد الزواج، لأن عمرها كان أقل من السن القانونية وقت الزواج، فطلبوا منى عدة شهادات لإثبات أن أباها من مواليد بلقاس، لأن شهادة ميلاده تابعة لمدينة بلقاس فى الدقهلية، وفى الآخر المشكلة اتحلت الحمد لله بعد ما ربنا وقف لىَّ أولاد الحلال».

يلتقط شقيقه «هانى» أطراف الحديث مرة أخرى ويتحدث عن العادات والتقاليد الخاصة بالبدو الرحالة، ويقول «الزواج هنا يخضع لتقاليد متوارثة عن الآباء والأجداد، حيث تكون أولوية الزواج من الفتيات لأبناء العم من الدرجة الأولى، لكن هذه التقاليد بدأت فى التغير حيث يقوم بعض الآباء الآن بأخذ مشورة البنت قبل الزواج ويعملون بها، وإذا رفضت البنت الزواج من ابن عمها تقوم بتوضيح الأمر له، وإذا أصرت على الرفض يتم تخييرها أحياناً بين أبناء عمها، حتى لا تخرج من العائلة، ويصل مهر الفتاة إلى 80 ألف جنيه، على حسب ثراء والدها وجمالها، ومهر الفتاة التى تعيش فى الخيام أكبر من مهر الفتاة الأخرى التى تقيم فى البيوت السكنية، لأنها ستبذل جهوداً كبيرة من أجل المعيشة وستتعب مع زوجها فى العيش داخل الخيام والخلاء وستعانى من التنقل، ويدفع العريس قيمة المهر إلى والد العروسة لتشترى بها ذهباً، ثم يقوم والدها بتجهيزها بـ4 بطاطين و 3 موكتات وسجادة صلاة، ويكون على العريس فقط تجهيز الخيمة، حياتنا بسيطة جداً ولا توجد بها مظاهر المغالاة فى زواج الحضر».

ويضيف «ترتدى نساء البدو الرحل ثياباً مميزة ذات ألوان وأشكال زاهية، وتتميز بالتطريز اليدوى المحكم، لكن فى الفترة الأخيرة تم استيراد هذه الثياب المطرزة من الصين، وتباع فى محلات شهيرة بقرية الوسطانى»، تلتقط والدته «غزال عبدالسلام» أطراف الحديث وتمسك بقطعة صوف دائرية غزلتها بيديها سابقاً، وقالت «أنا اللى عاملة دى بإيدى، غزلتها غزل يدوى بصوف الغنم، الأول كنا بنطرز الجلابية فى 3 شهور لكن دلوقتى الجلابية بتيجى مطرزة جاهزة، وبرضه مفيش أحلى من شغل الإيد، وأضافت السيدة الستينية التى ترتدى جلباباً أسود «حياتنا كلها فى الخلاء والواحدة الست فينا بتشتغل زى الراجل وأكتر، يعنى زوجات أولادى بيملوا ميه من البلاد اللى حوالينا، وبيطبخوا وبيحلبوا البهايم وبيبيعوا اللبن كل يوم، وعلى الرغم إن حياتنا صعبة قوى كده لكننا مبسوطين بيها وبنعتبرها أحسن من حياة الناس اللى قاعدة فى الزحمة».

 


مواضيع متعلقة