«الأكل».. المشاعر الصادقة لها طعم ورائحة

كتب: دينا عبدالخالق

«الأكل».. المشاعر الصادقة لها طعم ورائحة

«الأكل».. المشاعر الصادقة لها طعم ورائحة

«لا يوجد حب مخلص أكثر من حب الطعام».. كلمات قالها المؤلف «برنارد شو»، منذ أكثر من 150 عاماً، فهو حب غير مشروط سوى بما تحمله الحقائب من أموال، لا يمنعه بُعد المسافات وإنما يزيده شوقاً وانتظاراً، له مذاق خاص يتسلل إلى محبيه يجبرهم على تكرار المذاق أكثر من مرة، فيمتلك القلب والمعدة معاً ويوقف نشاط العقل، فهو بالنسبة لهم كالماء والهواء، وبديل عند عدد كبير من الفتيات عن «هرمون الحب».

نوران أحمد.. لم يمثل الطعام لديها وجبة يومية عادية، وإنما هو بمثابة «عشق بلا حدود»، فهو يمثل ركناً أساسياً فى حياتها، كونها تقضى فيه ساعات طويلة لاختياره، منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها، حتى إنه يدفعها إلى زيارة أماكن بعيدة عن مقر إقامتها والسفر لمحافظات مختلفة كالإسكندرية لتجربة أطعمة ومشروبات جديدة من السوشى والسى فود والأكل الإيطالى والإسبانى والمكسيكى والآسيوى والأفريقى والأوروبى، ليس بدافع الجوع وإنما لنيل نصيبها من المتعة الناتجة عن تناول الطعام.

 

اختيار أكلات «تطعم العين أولاً» هو الأساس الذى تعتمد عليه الفتاة العشرينية فى تجاربها المختلفة، والنابع من دراستها للهندسة المعمارية، فضلاً عن إيمانها بأن تقديم الطعام هو فن ويحتاج لخبرة فى مجال الديكور والعمارة، ما جعلها تنشر نصائحها وآراءها عن الأماكن والأطعمة فى كل مرة لمتابعيها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وهو ما صنفها كـ«دليل غذائى» لأصدقائها، بالإضافة لكونها تخصص يوم الأربعاء من كل أسبوع لتجربة «أكلة جديدة» مع العائلة أو الأصدقاء.

«الجبن هو المسئول عن هرمون الحب وليس الشيكولاته» بالنسبة لـ«نوران»، ما جعلها تهوى تناول المعجنات، ومن ثم أكسبها وزناً زائداً، إلا أنه لم يسبب لها أذى نفسياً، قائلة «طالما من حاجة بحبها ماعنديش مشكلة فى الوزن ولا الفلوس، ده أنا ممكن أشتغل ذوّاقة بس للمطاعم وهبقى مبسوطة جداً».

الوزن الزائد، مشكلة شاركتها فيها رنا أحمد التى تجد إحساساً بالسعادة فى تناولها لأبسط الأطعمة، وتصفه بأنه «نغم ومزاج» وليس جوعاً، فهى تعشق الاستمتاع بالوجبة وكأن «الحواس كلها تجمعت فى الفم»، ما جعلها قادرة على تمييز المكونات والبهارات والمادة الدهنية فى الطعام، ومن ثم تجربته فى المنزل وتقديمه لأهلها.

تجربة الأطعمة الجديدة أمر محسوم بالنسبة لـ«رنا» حيث إنها تتناول ما تحبه فقط، وعلى خلاف سابقتيها، لا تعانى شيماء أبوبكر من الزيادة فى الوزن رغم كونها تتناول الطعام طوال الوقت، وهو ما يصيب من حولها بالدهشة «بيقولوا لى الأكل ده كله بيروح فين؟!»، فعلاقتى به أشبه بحالة العشق الشديدة التى تغمرها بإحساس «سعادة فوق الخيال».

ارتبطت الفتاة العشرينية بحب الطعام منذ كانت فى المرحلة الإعدادية، حينما بدأت تكافئها والدتها لنجاحها وتصرفاتها الصحيحة بإعداد الوجبات التى تحبها، ما جعلها فيما بعد تقرر زيارة المطاعم المختلفة لكسب ذلك الشعور بالسعادة، تقول «شيماء»: «هو الحاجة اللى بحب أعملها فى أى وقت وأنا فى جميع حالاتى.. مبسوطة.. زعلانة.. مكتئبة.. خايفة، باطلع من المود بالأكل.

 


مواضيع متعلقة