صيانة الطرق بـ«تيجى على غفلة»

كتب: رنا على

صيانة الطرق بـ«تيجى على غفلة»

صيانة الطرق بـ«تيجى على غفلة»

طوابير سيارات.. أجرة، ملاكى وميكروباصات، تمر ساعة تلو الأخرى والطريق لا يتحرك، البعض بدأ يتأفف، والآخر أطلق أبواق سيارته، لكن دون جدوى.. «هو فى إيه؟»، صوت غاضب يقتحم ضوضاء «الكلاكسات»، يسكته رد ساخر لسائق أجرة أخرج رأسه من نافذة التاكسى: «بيعملوا صيانة لمحور صفط اللى ماكملش 6 سنين.. منهم لله». {left_qoute_1}

بعد انتظار دام ساعة ونصف الساعة، قررت أن تخرج من الميكروباص، تحمل حقيبتها وأوراق المراجعة النهائية بين يديها، وتركض أعلى محور صفط الذى توقف، ومنعها من الوصول قبل موعد الامتحان «مروة أحمد»، الطالبة فى التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، قررت أن تسير على قدميها، بدلاً من الانتظار: «عندى امتحان، ولو ماتحركتش هاشيل المادة.. حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب»، قرار «مروة» صاحبته استجابة من طلاب آخرين اشتركوا معها فى السير، على أمل الوصول قبل بداية الامتحان، وعلى وجوههم علامات القلق والذُّعر بسبب توتر الامتحانات والوصول فى الموعد، ومن بينهم كان «محمد»، الطالب فى الجامعة نفسها: «يعنى أبقى على المحور من 9 الصبح، وعقبال ما أروح الامتحان تبقى 12، منهم لله بجد» أزمة الطالب كان لها مردود أكبر عند سائقى الأجرة، ومن بينهم «مصطفى عبدالسلام»، 43 عاماً، فيقول بلهجة غاضبة: «أنا باطلع وردية من 7 الصبح، وباسلم العربية 3 العصر، لما 3 ساعات يضيعوا على الكوبرى، يبقى أجرة النهارده ضاعت عليا وهتتخصم منى، وبعدين هى مش الصيانة بتبقى من بالليل للفجر، اللى بيعملوه ده تهريج، وبقالهم أيام على الحال ده».

«إحنا فى مصر مفيش حاجة بنعملها ليها علاقة بهندسة الطرق»، بضيق أكد د. أحمد صبرى عبدالحكيم، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن فوضى الصيانة وعدم الالتزام بالمواعيد المحدّدة إلا فى حالات الطوارئ أحد أسباب زيادة الشلل المرورى، وعدم اتباع خُطط بديلة لتنبيه المواطنين عن طريق نشرات تنويه فى الراديو والتليفزيون عن إغلاق المحور للصيانة لفترات أو ليوم كامل: «محور صفط منذ افتتاحه عام 2010 وهو أحد المحاور الرئيسية، ولا بد من التعامل مع الطوارئ والصيانة بخُطط مُبتكرة أكثر من كده، وما دام مش قادر تشتغل بالليل حذّر المواطن علشان مايعديش منه الصبح».

 


مواضيع متعلقة