حيرة الأطباء: «الإضراب» أو «الضرب»

كتب: رنا على

حيرة الأطباء: «الإضراب» أو «الضرب»

حيرة الأطباء: «الإضراب» أو «الضرب»

«أيهما أهم.. الكرامة أم الواجب؟» أعيى السؤال عدداً كبيراً من الأطباء، وقعوا فى حيرة فى أعقاب أزمة مستشفى المطرية، بين أداء واجبهم الطبى تجاه المرضى، أو الالتزام بما أقرته النقابة من قرارات تحفظ للطبيب كرامته، حتى لو كان القرار هو الامتناع عن العمل والتصعيد تجاه الاعتداءات التى يتعرضون لها فى المستشفيات.

بعد 36 ساعة بلا طعام أو رشفة ماء، قرر الطبيب الثلاثينى أن يرتاح، ويتناول طعامه بعد أن أنهى مروره على المرضى، فجأة يأتيه صوت غاضب من رواق قسم الباطنة بقصر العينى «انت بتأكل وسايب العيانين بيموتوا»، دقائق وأشهر الرجل الذى أتى بوالدته المسنة سلاحاً فى وجه د.ميخائيل شحاتة، أخصائى الجراحة العامة، يأمره أن يسعف والدته عندها لم يجد الطبيب مفراً من الكشف على الحالة، وفى رأسه تدور آلاف الأفكار «بعد ما أتعب وأدرس فى بلاد بره فى الآخر أشتغل تحت تهديد السلاح» الموقف الذى لم يكن معنياً بحالة الطبيب الثلاثينى فقط بل تحول إلى ظاهرة بين الأطباء، وآخرهم واقعة الاعتداء على أطباء مستشفى المطرية، الذى كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر «ميخائيل» وعشرات الأطباء واضطرتهم للجوء إلى الإضراب حتى يستردوا حقوقهم «إحنا خلاص تعبنا، ولو حكّمنا ضميرنا هنلاقى أن الإضراب أحسن من أنى أشتغل بتوتر وأنسى مشرط ولاّ فوطة جوه بطن مريض»، ومع ذلك لا ينفى الطبيب الثلاثينى حيرته أمام أداء الواجب والقَسَم الذى يلزمه برعاية مرضاه «أكيد كلنا عندنا ضمير بس محدش بيفكر يحط نفسه مكان الدكتور عشان يشوف إحنا بنشتغل إزاى».

مطالب معروفة يكررها د.هانى مهنا، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء ومقرر لجنة الإعلام، على آذان وزارة الصحة التى تسببت بشكل رئيسى فى تدهور أوضاع الأطباء، من أهم تلك المطالب تجريم الاعتداء على الفريق الطبى، وتفعيل الإغلاق الاضطرارى بديلاً للإضراب «نقفل لحد ما تتوفر الحماية للمريض والطبيب فى الوقت نفسه ونرجع نشتغل من جديد»، مؤكداً أن من بين أسباب كثرة الاعتداءات على الأطباء، انخفاض الإنفاق على القطاع الصحى «مهو مفيش غيرنا قدامهم يفرّغوا فيه شحنة الغضب».

 


مواضيع متعلقة