حمدى الكنيسى: حال الإعلام «لا يسر عدواً ولا حبيباً»

كتب: سعيد حجازى

حمدى الكنيسى: حال الإعلام «لا يسر عدواً ولا حبيباً»

حمدى الكنيسى: حال الإعلام «لا يسر عدواً ولا حبيباً»

طالب بثورة تصحيح مسار داخل وسائل الإعلام، وأكد أن الإعلام فى قفص الاتهام، وأن بعض الإعلاميين كانت لهم مسئولية كبرى فى إثارة حساسية بين الثورتين.. الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى، رئيس نقابة الإعلاميين «تحت التأسيس» ورئيس الإذاعة الأسبق، قال أيضاً فى حواره مع «الوطن» إن الإعلام لم يقُم بدوره تجاه خارطة الطريق وإن «30 يونيو» تعثرت بسبب العشوائية والانفلات الإعلامى.

وأشاد «الكنيسى» خلال الحوار بدور المهندس محمد الأمين، رئيس غرفة الإعلام المرئى والمسموع، فى إعادة التوازن للإعلام المصرى، من خلال دوره البارز فى اللجنة التنسيقية للإعلام، واتصالاته العديدة لتوصيل رسائل اللجنة التنسيقية، كذلك إدراكه العميق لدور الإعلام وحماسه الشديد لقيام نقابة الإعلاميين، وعمله الدؤوب للانتهاء من مدونة السلوك المهنى.

وأوضح أن مشروع قانون الإعلام الموحد «مكسب كبير»، ويعبّر عن جموع الصحفيين، والهيئة التنسيقية للإعلام تدعمه، وأن المستشار مجدى العجاتى، وزير الشئون القانونية والمستشار أحمد الزند، وزير العدل، أكدا له حرص الحكومة على إصدار قوانين التشريعات الإعلامية قريباً.

وإلى نص الحوار:

 

■ ما تقييمك لأداء الإعلام المصرى بعد ثورة 30 يونيو؟

- منزعج جداً من أداء وسائل الإعلام بعد ثورة المصريين العظيمة فى 30 يونيو، فالإعلام كاد يفقد رصيده الهائل داخل الشارع المصرى الذى حققه فى ثورة 25 يناير والتمهيد لثورة 30 يونيو، فبعض الإعلاميين ساعدوا على زيادة الاستقطاب، وهذا لن يُغفر للإعلام بأى حال من الأحوال، فكان لهم مسئولية كبرى فى إثارة حساسية بين الثورتين، وكأن الثورتين ضد بعضهما، وحدثت انشقاقات داخل الأسرة المصرية، فوقع الإعلاميون بين التردى فى الأداء والعشوائية، وظهرت أجندات حزبية وفئوية، كذلك لم يقُم الإعلام بدوره تجاه خارطة الطريق، ففى انتخابات الرئاسة كان دوره معقولاً لحد كبير، لكن بعد ذلك ساهم فى إحداث نوع من الانقسامات. وفى المرحلة الأخيرة، وهى انتخابات مجلس النواب، فوجئنا بأن الإعلام تحول لمنابر دعاية لشخصيات تخوض الانتخابات، ومنصات للهجوم وإلقاء السب والقذف والبذاءة تجاه بعض المرشحين، فالإعلام الآن فى حالة لا تسر عدواً ولا حبيباً، وأحمّل بعض وسائل الإعلام مسئولية الاستقطاب الشديد داخل الشارع المصرى. {left_qoute_1}

■ هل نحتاج لثورة تصحيح داخل الإعلام؟

- هذا صحيح.. فنحن كإعلاميين نحتاج إلى ثورة داخل الإعلام، فثورة 30 يونيو تعثرت بسبب العشوائية والانفلات اللذين أصابا وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن الأزمة الحالية فى الدولة ستنتهى عندما يعود للإعلام توازنه، فخارطة الطريق اكتملت بكل مراحلها، الدستور والانتخابات الرئاسية ثم انتخابات مجلس النواب، لكنها تأثرت بسبب ما أصاب الإعلام، وأرى أنه عرض زائل وسيتوقف تماماً باستعادة الإعلام لتوازنه، فعندما ينجح الإعلام فى النهوض من عثرته ستكتمل الصورة من رئاسة جمهورية قوية، وبرلمان قوى، وإعلام مصرى وطنى.

■ كيف تتابع اتهامات الإعلاميين لبعضهم البعض على الشاشات؟

- الإعلام لديه انحراف فى الرؤية السياسية للدولة، وتأثر البعض بالوساوس والسموم التى يبثها أعداء الداخل والخارج، فنحن نتعرض لعمليات ومخططات يقوم بها عناصر بالداخل والخارج تابعون لتنظيمات إرهابية وبعض المنتسبين لثورة يناير الذين يرون أن ثورة 30 يونيو ضدهم، كذلك الإعلام الغربى بقيادة أمريكا، فالأخطاء الحالية لإعلامنا تعرقل مسيرة الدولة وتعطى للإعلام الخارجى مادة خصبة لتهاجم مصر، لدىّ عدد كبير من الإعلاميين العرب، بعضهم يتصل بى ويقول لى: «ليست هذه مصر التى نعرفها من خلال الإعلام المصرى، فما الذى يحدث عندكم؟»، فالإعلام المصرى فى قفص الاتهام، والتهمة الموجهة له هى تنفيذ بعض الأجندات الخاصة والفئوية والطائفية تنعكس فيما يبثه، خاصة فى القنوات الفضائية الخاصة، والنتيجة كما نرى هناك بلبلة وشوشرة وإثارة لليأس لدى الناس فى حين نرى الإنجازات والمشروعات الكبرى التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى تحتاج إلى من يبرزها حتى يظل الأمل موجوداً لدى الأجيال المختلفة، فمصر الآن محل دهشة واستياء بعض الإخوة العرب بسبب الإعلام، وأعيب على بعض الإعلاميين المصريين والعرب السخرية من مصر، فمن يقوم بذلك لديه تنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان، فهناك وسائل إعلام عربية تستفيد من الإعلام المصرى وتستغله للتشويه.

{long_qoute_1}

■ وماذا عن أعمال اللجنة التنسيقية للإعلام؟

- أريد فى البداية أن أؤكد أن المهندس محمد الأمين، رئيس غرفة الإعلام المرئى والمسموع، كان له دور بارز فى اللجنة التنسيقية للإعلام، وخلال تلك الفترة التى قمنا فيها بإجراء اتصالات عديدة برئاسة الوزراء لتوصيل رسائل اللجنة التنسيقية، «الأمين» فاجأنى بإدراكه العميق لدور الإعلام وحماسه الشديد لقيام نقابة الإعلاميين، وعمله الدؤوب للانتهاء من مدونة السلوك المهنى، وهو لديه قدرة على التركيز بشكل غير عادى. ومن خلال اللجنة التنسيق له دور واضح فى ترشيد الإعلام وإعادة التوازن له، أما بالنسبة للجنة التنسيقية فهى مشكلة من خمس جهات مسئولة عن الإعلام، هى غرفة الإعلام المرئى والمسموع برئاسة المهندس محمد الأمين، ونقابة الصحفيين ممثلة فى النقيب يحيى قلاش، ونقابة الإعلاميين ممثلة فى حمدى الكنيسى، والهيئة العامة للاستعلامات ممثلة فى السفير صلاح عبدالصادق، واتحاد الإذاعة والتليفزيون ممثلاً فى عصام الأمير، وحملت تلك اللجنة على عاتقها التحرك لتصحيح مسار الإعلام.

■ وهل كان هناك تحركات قبل تشكيل اللجنة؟

- بداية الأمر كانت من اللجنة الوطنية للتشريعات الإعلامية والصحفية (لجنة الخمسين)، وهذه اللجنة كانت بنصيحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما دعا الإعلاميين لإعداد مشروعات القوانين الخاصة بالإعلام، وعلى الفور اجتمع 50 شخصية إعلامية كبرى وشخصيات قانونية، وكان للمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين دور فى تلك الاجتماعات، ومن الشخصيات جلال عارف وصلاح عيسى ويحيى قلاش وضياء رشوان وحمدى الكنيسى والدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والدكتور حسن عماد مكاوى، والدكتور علاء عبدالهادى رئيس اتحاد الكتاب، والدكتور نور فرحات أستاذ القانون الدستورى، وكانت مهمة تلك اللجنة تنفيذ مواد الدستور الخاصة بالإعلام وهى مواد (211، 212، 213،)، التى تشمل المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، وشكلنا قوانين خاصة بالثلاث هيئات، وكان هناك تنسيق مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت، فكان هناك لجنة مشكّلة من الوزراء لإعداد قوانين الإعلاميين، وعندما قابلوا ضياء رشوان ومجموعة من اللجنة الوطنية لاستطلاع رأيهم فى قوانين الحكومة الخاصة بالصحافة، أكد لهم «رشوان» أن الإعلاميين يقومون بإعداد قوانين الإعلام فهم أهل البيت، فرد «محلب»: «اعتبروا لجنة الحكومة استشارية وكملوا مشروعات القوانين التى تقومون بها»، وكان هناك جلسات على نطاق ضيق مشكّلة من خمس شخصيات يمثلون اللجنة الوطنية للتشريعات الإعلامية ولجنة الحكومة برئاسة وزير التخطيط وعضوية الإعلامى القدير عبدالفتاح الجبالى، رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، وفى هذه اللقاءات المشتركة تم تعديل المواد وقبل «محلب» مشروعات القوانين التى تم إعدادها، وقال لنا إنه سيزور إثيوبيا وعندما يعود سيُصدر قراراً بقانون للرئيس خاصاً بنقابة الإعلاميين، وقراراً بقانون التشريعات الإعلامية، لكن لسوء الحظ عندما عاد من إثيوبيا تم تغيير الحكومة، ومع الحكومة الجديدة لم تتحرك الأمور بنفس الإيقاع الذى كانت عليه فى الحكومة القديمة وتم أخذ رؤية أخرى وشكل جديد. {left_qoute_2}

■ وماذا عن مشروع القانون الموحد الخاص بالتشريعات الإعلامية؟

- مشروع القانون الموحد الخاص بالصحافة والإعلام الجديد «مكسب كبير»، فقد قامت بإعداده الهيئة الوطنية للتشريعات الإعلامية والصحفية، وتبنته بعد ذلك الهيئة التنسيقية للإعلام، فهى تدعم مشروع القانون الموحد، وتقوم بالدور التنفيذى للمشروع، فالجهات الخمس متفقة على أهمية القانون الموحد.

■ لكن بعض الإعلاميين انتقدوا القانون.

هناك وجهات نظر عديدة، فوجهة نظر ترى تشكيل الهيئتين الوطنيتين ثم المجلس الأعلى، وهناك من يرى العكس، وهناك من يرى التصديق على الثلاث جهات، لكن فى كل الأحوال الجميع يرى أهمية وجود التشريعات الإعلامية والصحفية، فخلال لقاءات مع المستشار مجدى العجاتى وزير الشئون القانونية، والمستشار أحمد الزند وزير العدل، أرى أن الحكومة حريصة على إصدار قوانين التشريعات الإعلامية والصحفية فى أسرع وقت، ومجلس الوزراء أقر مشروع قانون نقابة الإعلاميين، لكن بالنسبة لمشروعات القوانين الخاصة بالثلاث هيئات فسيتم إصدارها قريباً، وهذا ما تم إعلانه فى المؤتمر الصحفى للجنة التنسيقية وحضرها مساعد وزير العدل المستشار هيثم البقلى، وتلقى كل الآراء بأن الجماعة الإعلامية والصحفية لا تقبل أى تأخر فى إصدار قانون الهيئات الإعلامية والصحفية.

■ لكن النقيب الأسبق مكرم محمد أحمد وصف القانون بأنه تابع للأهواء، فما رأيك؟

- أعتقد أن المشروع الموحد يعبر عن الغالبية العظمى من الإعلاميين، ولا يعبر عن الأهواء لأن اللجنة الوطنية المشكّلة من خمسين عضواً من إعلاميين وأستاذة إعلام وقانونيين، أجرت حواراً مجتمعياً مع الإعلاميين والصحفيين فى مؤسساتهم فأعتقد أن من يتحدث عن كون القانون يحمل الأهواء فهذا أمر غير صحيح، بل هو يعبر عن جموع الصحفيين، وموقفنا كان للمهنة فقط، وأرى أن المنظومة الإعلامية الجديدة تحتاجها مصر بشدة لعلاج خلل الإعلام.

■ وكيف ترى بقاء قيادات المجلس الأعلى للصحافة فى مناصبهم رغم انتهاء مدة المجلس؟

- المجلس كان له دور مهم فى الفترة الماضية، لكنى أرى أن الفترة الحالية انتقالية، وأعتقد أن مجلس النواب كفيل بحل تلك المشكلة لو خلصت النوايا، وأرى أن الهيئات التى ستحمى الإعلام فى مصر هى نقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، وأكرر طلبى بضرورة قيام مجلس النواب بإصدار تشريعات وقوانين خاصة بالمنظومة الإعلامية الجديدة، حتى يتم حل الأزمة الحالية.

{long_qoute_2}

■ وماذا عن أوضاع الصحف المصرية؟

- راضٍ عن أداء الصحف القومية، فدورها كان أفضل نسبياً مما كان عليه من قبل وسيكون أعظم خلال الفترة المقبلة، وأرى أن الأزمات المالية نتيجة أخطاء سابقة لا يمكن تحمليها للمجالس الإدارية الحالية للصحف، لكنى أرى أن هناك توجهاً من الدولة لمساعدة الصحف القومية واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وسيتم بعد ذلك ترك الحرية للصحف والاتحاد لابتكار نظام مختلف لحل أزماتهم المالية بعد ذلك وألا ينزلقوا مرة أخرى فى أزمات الديون والقروض.

■ كيف ترى علاقة الأجهزة الأمنية بوسائل الإعلام؟

- دائماً تحيط الشكوك بأجهزة الأمن فى علاقتها مع الإعلام، فتلك عقدة قديمة مترسبة من عشرات السنين، فالناس تنظر إلى أن الشرطة تعمل بنظام القهر والعنف، فعلاقة الصحفى بالأمن قائمة على الشرف، وعلاقة أعتز بها مادمت أنا كإعلامى وصحفى أحمى أمن بلدى ووطنى، واتهام البعض بالأمنجية اتهامات باطلة لا يوجد دليل أو وثائق عليها، وأطالب الجميع بالعمل لصالح الوطن.

■ البعض يتحدث عن أزمة جديدة بين الإعلام ومجلس النواب خلال فترة تشريعات الإعلام.

- لا أعتقد أن سيكون هناك معركة بين مجلس النواب والإعلام، ولا أتمنى أن يحدث ذلك، فمجلس النواب مختلف تماماً عن كل المجالس النيابية السابقة ويجب وضع الثقة فيه، تتم انتخابات بنزاهة وشفافية ويضم أيضاً لأول مرة فى التاريخ البرلمانى 90 امرأة، و45 شاباً.

■ وكيف تتابع أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- الرئيس يسير بسرعة رهيبة لتحقيق النهضة لمصر، وكان أسهل شىء له أن يظل محتفظاً بمنصب وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء مع جماعة الإخوان، خلال حكمهم، وكان هذا المنصب لا يقل أهمية عن رئيس الوزراء آنذاك، لكنه حافظ على مصر وقام بمهمة انتحارية وهى الوقوف بجانب الدولة فى 30 يونيو، فخلال لقاءات شخصية جمعتنى به خلال فترة توليه إدارة المخابرات الحربية ثم وزارة الدفاع بعد ذلك، شعرت بالجانب الوطنى لدى السيسى، وهذا الجانب جعله ينسى مناصب الدنيا كلها وينسى كل المخاطر التى كان سيتعرض لها حال عدم نجاح ثورة يونيو، فالمعروف أنه كان هناك تخطيط من قبَل الجماعة الإرهابية بالقبض عليه أو اغتياله هو والفريق صدقى صبحى، ومع ذلك أخذ القرار، وأكد أكثر من مرة أن زمن الانقلابات العسكرية انتهى لكن لو الشعب كله خرج وقال للإخوان لا فنحن فى ظهر الشعب، فالمعلوم للجميع أيضاًَ أنه كان هناك مخطط بأنهم مش هيباتوا فى بيوتهم فى 30 يونيو، فهناك معلومات حول مخطط للميليشيات المسلحة الإخوانية أنها جاهزة ومستعدة لاغتيال تلك القيادات، وعندما التقيت بالرئيس قبل 30 يونيو قلت له لماذا تصمتون على أفعال الإخوان؟ فلم يرد لكن وصلت لى الرسالة بعدها من أحد مساعديه بأن الجيش وحده لا يمكن أن يخرج لأن ذلك يعتبر انقلاباً، لكن الشعب لو خرج الجيش لن يتأخر عنه، فالكورة فى ملعب الشعب واستوعبت الرسالة تماماً وكنت أقود دون إعلان صريح الحشد الجماهيرى فى 30 يونيو، كذلك عندما طالب بتفويض للحرب ضد الإرهاب كان يعلم بالمخطط الكبير.

■ وكيف ترى أداء باسم يوسف والهجوم الشديد عليه خلال الفترة الماضية؟

- أخطأ خطأ شديداً جداً، فهو يذكرنى دائماً بخطأ الإخوان، فعندما قفزوا على ثورة 25 يناير واقتنصوا حكم مصر توالت أخطاؤهم بشكل كشف جرائمهم وجعل الثورة تقوم ضدهم، وباسم يوسف جاءته الشهرة والنجومية على طبق من فضة بعد ثورة يوينو رغم أنه ليس إعلامياً، فكان له انتشار واسع، وأغراه النجاح الذى حققه، فعندما اتجه ببرنامجه إلى طريق يتعارض مع مصلحة الدولة المصرية جعل نفسه فى موقف مضاد للدولة، فهو يقف الآن فى نفس الخندق الذى يقف فيه الإخوان الإرهابيون ويردد نفس أفكارهم مع أنه كان ضدهم على طول الخط، لكن من أجل مصلحته، ورغم الانتشار الذى حصل عليه أخطأ الطريق ولا يعرف كيف يعود للصواب، فعلى «يوسف» أن يعتذر للشعب المصرى، فهو يرى أنه لم يستفد من ثورة 30 يونيو، وأطالبه بعدم ترديد ما يقوله أعداء مصر بالداخل والخارج، وألا يشارك الإعلام المغرض ضد مصر، فهو يسىء لمصر ولا ينصرها، لذلك عليه أن يعتذر بشكل رسمى لمصر حكومةً وشعباً، فأنا أعرف جوهره الحقيقى لذلك أطالبه بالتراجع عن مواقفه.

■ وماذا عن أداء بعض الإعلاميين مثل توفيق عكاشة وأحمد موسى وعبدالرحيم على؟

- توفيق عكاشة كانت بدايته جيدة جداً ولا ينكر أحد دوره فى ثورة يونيو، لكنه وقع فى نفس خطأ باسم يوسف، فأغراه الانتشار الواسع والسريع الذى حصل عليه من الثورة، فانزلق إلى تصريحات ومواقف تسىء إليه ولا تتماشى مع موقفه من الدولة والثورة العظيمة، أما أحمد موسى فحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً جداً، لكن أرجوه ألا يغتر ويسير وراء الإثارة، فهو شخص متحمس للوطن، ووطنى بالتأكيد لكن ليس بالحماس وحده ينتصر الإنسان لقضيته، وفيما يتعلق بعبدالرحيم على وصندوقه الأسود لكشف توجهات عدد محدود جداً من الذين كانوا فى طليعة ثورة 25 يناير، فأنا مع جزء من التسريبات على أن يتبعها فى الوقت ذاته التأكيد على أن تلك الأخطاء لا تسىء لثورة يناير وأن تلك الأخطاء لا تعنى أن الثورة مؤامرة، فأنا أرفض وصفها بالمؤامرة، تلك إساءة مرفوضة للثورة العظيمة، فهى أكبر من أخطاء البعض، فالملايين الذين شاركوا فى تلك الثورة غير مسئولين عن أخطاء القلة، وأطالب بالتحقيق فى تلك التسريبات.

 

 

 

«الكنيسى» يتحدث لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة