محمود قاسم: جائزة "البوكر" سبب تدمير الحياة الأدبية
![بانر معرض الكتاب](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16489154351453107772.jpg)
بانر معرض الكتاب
انتهت فعاليات ندوة "الجوائز الأدبية وتأثيرها في توزيع الكتاب" بمعرض الكتاب، مساء أمس، شارك بها الأديب محمد القصبي، والناشرة فاطمة البودي، والناشرة نرمين رشاد، والروائي التونسي عبدالدايم السلامي، والناقدة الأدبية منى طلبة والمترجم محمود قاسم، أدارت الندوة الكاتبة سهير المصادفة.
وقالت الناشرة نرمين رشاد، إن الدار المصرية اللبنانية، والتي أتت للمائدة كممثلة عنها، تحرص على مشاركة أعمالها في كل الجوائز الأدبية على مستوى الوطن العربي، مشيرة إلى أن هذا النهج الذي تتبعه الدار يسعد الكتاب المتعاقدين معها لاسيما الشباب، ويحفزهم على إنتاج المزيد من الأعمال الجيدة.
وأشارت رشاد إلى أن الجوائز التي سبقت جائزة "البوكر" مثل نجيب محفوظ وساويرس والقبيس وسعاد الصباح، جوائز قيمة وسياساتها مختلفة، مشيرة إلى أن جائزتي البوكر والشيخ زايد منذ ظهورهما على الساحة الأدبية خلال العامين 2007 و2008، قلبا الموازين في الساحة الأدبية العربية بصفة عامة، حيث أخذت "البوكر" زخمًا إعلاميًا منقطع النظير، وهي جائزة قراء ولا تهتم بالكتاب بناء على أسمائهم سواء كاتب كبير أو صغير، وهذا شجع الشباب للإقبال عليها، ومنذ نشأتها بدأ الاهتمام الإعلامي بالجوائز الأدبية كافة.
فيما أكدت الناقدة منى طلبة، أنه يجب أن يكون هناك إستراتيجية عامة تسيطر على هذه الجوائز بحيث تجعل هدفها الأساسي إعلاء قيمة الأدب العربي واللغة العربية لا المنافسة بين الأدباء وبعضهم، مضيفة أنه لا توجد جائزة شفافة بنسبة 100% فكل الجوائز لها سياسات وأهداف.
ومن جانبها، أوضحت الناشرة فاطمة البودي، صاحبة دار العين، أن جائزة كتارا قيمتها المادية بالغة، متسائلة هل هذه القيمة المبالغ فيها من أجل إعلاء قيمة الأدب فعلًا أم مجرد منافسة لجائزة الشيخ زايد؟، متوقعة أن هذه الجائزة مثيرة للجدل وتعتقد وجود شبهة ما وراء إطلاقها، مشيرة إلى أنها تمنع دارها من المشاركة في جائزة كتارا.
وأضافت البودي، أن السياسة تتدخل بشكل كبير في الجوائز وعلى رأس هذه الجوائز نوبل، وأن دار العين لا تهتم بالمشاركة في الجوائز عمومًا بقدر اهتمامها بتقديم أعمال أدبية جيدة، تحظى بجائزة كبرى وهي الجمهور، مضيفة أن العولمة سلعت كل شيء والجوائز أصبحت للتجارة مشيدة بمنح التفرغ التي تدعم بها وزارة الثقافة الأدباء، مضيفة أن المعايير الاجتماعية تصنع جودة النص.
وأشارت إلى أن كثيرًا من المعلنين في القائمة القصيرة، لن نتذكر أسماءهم بعد مرور وقت على فوزهم بالجائزة، مشيرة إلى أن هناك كتاب كبار لم يأخذوا جوائز، موضحة أن الجوائز جعلت الكتاب أصحاب المستوى المتدني يأسسون دور نشر خاصة بهم للمشاركة في هذه الجوائز، مضيفة أن الكتاب المصري تقدم جدًا في كل شيء، ولا نريد لأحد أن يحبطنا مؤكدة أن الكتاب أهم من الجائزة.
وقال الأديب محمد القصبي، إن الجائزة تؤثر أحيانًا على كتاب مغمورين، ولكنها لن تؤثر على أصحاب الكتابات الجيدة، والقارئ هو الجائزة الكبرى، مضيفًا أننا نفتقد للجائزة الكبرى نظرًا لغياب القارئ.
بينما قال المترجم محمود قاسم، إن جائزة "البوكر" سبب تدمير الحياة الأدبية، جعلت كتابًا كثيرين يكتبون من أجل الجائزة لا من أجل الكتابة، مشيرًا إلى أن أهم جائزة في العالم هي "جونجور" في فرنسا، لأن عادة الجوائز أن تمنح من قبل أكاديميات ورؤساء هذه الأكاديميات يكون لهم أهواء، موضحًا أن هذه الجائزة يحصل عليها الناشر، وغير باهظة الثمن مثل الجوائز التي هنا.
وأكد الكاتب التونسي عبدالدايم السلامي، أن الجائزة شيء جميل بالنسبة للأديب، ويرغب فيها كل كاتب وأحد إسهامات الفعل الكتابي، والكاتب محتاج إلى المال، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأدباء لديهم الرغبة في الحصول على الجائزة أكثر من الرغبة في كتابة نص جيد، أبرز هؤلاء الأديب التونسي حمور زيادة.