«صفوت» بائع الفراخ فى سوق «المطرية»: ماأعرفش طعمها

كتب: شيرين أشرف

«صفوت» بائع الفراخ فى سوق «المطرية»: ماأعرفش طعمها

«صفوت» بائع الفراخ فى سوق «المطرية»: ماأعرفش طعمها

لا يخلو يومه من الزفر، نهاراً ينظفه، وليلاً يطهيه، لكنه «زفر» بالاسم فقط، فما ينظفه يبيعه لغيره، وما يطهيه هو ما تبقى من غيره.. معادلة غريبة نفذها صفوت وابنه الوحيد محمد، وتعايشا معها عملاً بقاعدة «من رضى بقليله عاش»، وهما رضيا وعاشا بما هو أقل من القليل. من حجرتهما البسيطة فى المطرية ينطلق الاثنان، محمد إلى مدرسته أثناء الدراسة.. ساعات قليلة وينضم إلى والده فى سوق المطرية، يشاركه عمله، محمد يذبح الفراخ والوالد ينظفها مقابل جنيه ونصف للفرخة، عمل شاق ومغرٍ، لا يقطعه سوى مهمة أكثر بؤساً، وهى جمع أرجل الدواجن الملقاة على الأرض وحملها فى كيس بلاستيكى، ليعود الاثنان إلى حجرتهما، ويلقى صفوت محتوى الكيس فى حلة صغيرة هى وجبتهما الرئيسية فى اليوم كله، إذ لا ينوب العامل البسيط من تنظيف الفراخ إلا «بواقى الرجول» كما يسميها، حتى هذه قد لا ينالها، فزبائن السوق البسيط بينهم من الفقراء من يشترى هذه «الرجول» باعتبارها «من ريحة الزفر»، هنا لا يهنأ صفوت بعشائه ووحيده، فيكون مصيرهما «أى لقمة إن شالله حاف تسد الجوع».

{long_qoute_1}

لا يملك صفوت سوى دخله من عمله البسيط، يذهب بأكمله لتغطية نفقات تعليم محمد، تنفيذاً لوصية والدته، التى توفيت قبل 17 عاماً أثناء ولادته، فظل الأب بعدها يؤدى الدورين «الأم والأب معاً، أصل ظروفى ماتسمحليش أتجوز وأجيب واحدة ترعاه، قررت أكون له العيلة، ويكون ليّا هو الأمل والمستقبل». لا يشتهى الأب ولا الابن الفراخ التى يذبحانها للغير، يريانها بالنسبة لأمثالهما حلماً، لكنه سهل التحقق، يشخص صفوت ببصره فى الفراغ «بكرة محمد ابنى يرفع راسى ويفرّح أمه فى تربتها ويتعلم ويشتغل ويبقى معاه اللى يجيب محل فراخ بحاله، مش مجرد فرخة.. أنا واثق أن ربنا هيدينا الخير على أد صبرنا، وعلى رأى أهالينا اللى يصبر ينول، وإحنا صبرنا وجُعنا كتير ومسيرنا ننول».

 


مواضيع متعلقة