رحلة للتنقيب عن الآثار على عمق 7 أمتار داخل منزل بأسوان

رحلة للتنقيب عن الآثار على عمق 7 أمتار داخل منزل بأسوان
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
بعد مفاوضات طويلة ومرهقة، وافق عادل أخيراً على اصطحابنا معه إلى «حفرة الكنز»، التى استغرق حفرها عدة شهور، ورغم أنها تسببت فى انهيار المنزل القديم الخاص بأسرة الشاب، الذى تمسك بإخفاء اسمه كاملاً، فإنه واصل الحفر تحت أنقاض المنزل المتهدم، على أمل أن تنتشله «جرة الذهب» الموعودة من الفقر.
{long_qoute_1}
عندما بدأنا رحلتنا خلف الباحثين عن كنوز الفراعنة، دلنا أحد الأصدقاء على عادل، قائلاً «عليكم بعادل، فهو لديه خبرة كبيرة فى مجال البحث عن الآثار»، وبعد محاولات مضنية، وافق الشاب الأسوانى الأسمر على مقابلتنا، وبعد سلسلة طويلة من الإجراءات والضمانات التى طلبها، سمح لنا بزيارة حفرة الكنز المنتظر.
اشترط عادل أن يكون اللقاء الأول بيننا فى الساعة الثانية ظهراً، حيث تنخفض حركة المواطنين فى شوارع أسوان، وفى الموعد المحدد كنا ننتظره على ناصية أحد شوارع وسط المدينة، وعندها سار أمامنا على مسافة تزيد على 5 أمتار، وسرنا خلفه متفرقين، حرصاً على ألا يلمحنا أحد من سكان الشارع الصغير الذى يقع فيه المنزل.
«هنا كل الناس تعرف بعضها، وأى غريب يدخل المنطقة سيلفت الأنظار، لذلك لا تتحدثوا مطلقاً، وامشوا فى صمت»، كانت أوامر الشاب صارمة لنا قبل أن نتبعه إلى شارع ارتفع كثيراً عن مستوى الشوارع الأخرى، ثم استدرنا معه يميناً إلى منطقة تضم منازل رقيقة الحال، بعضها بأبواب خشبية كبيرة كالحة اللون بفعل الزمن، وبعضها مبنى من الطوب اللبن.
ومن شارع إلى آخر، كنا نتبع عادل فى صمت، حتى وصل أخيراً إلى أطلال منزل متهدم مبنى من الطوب اللبن، ومغطى مدخله بلوح خشبى كبير، رفعه عادل بحذر حتى لا يحدث صوتاً، وأمرنا بالدخول سريعاً، قبل أن يعيد اللوح الخشبى إلى وضعه السابق، وفى الداخل كان ركام المنزل وبقايا الحفر تشكل تلالاً مرتفعة، وقال الشاب «كان المنزل لجدى، لكنه تهدم أثناء الحفر، فتركنا الركام داخله حتى لا يلاحظ الجيران شيئاً».
{long_qoute_2}
فى وسط المنزل الذى تبلغ مساحته حوالى 150 متراً، أشار عادل لنا إلى حفرة بقطر مترين ونصف تقريباً، وبعمق متر ونصف، ومنها تظهر حفرة أخرى لا يتجاوز قطرها المتر والنصف، وتمتد بعمق 7 أمتار، وقبل أن يدخل عادل أخرج زجاجة مياه، ورش منها مدخل الحفرة، وهو يتمتم بكلمات هامسة لم نستبنها، وسمح لنا بالنزول خلفه، قائلاً «الآن يمكن أن تنزلوا، المكان أصبح آمناً»، وعندها سألته «آمن؟ من إيه؟»، فرد بهدوء: «من الرصد والجن، فأى حفرة يتم البحث فيها عن الآثار يكون عليها رصد من الجن، يحمى الكنز الموجود فى الأسفل، ولا يمكننا أن ننزل أو نبدأ الحفر إلا بعد أن يؤمن لنا الشيخ أعمال الحفر، بإبعاد الجن الحارس للمكان، وهذه الزجاجة أعطاها لنا، فالشيخ جاء وقرأ على المكان وأمنه تماماً، حتى نستطيع الحفر بأمان».
وأوضح «كان لنا جيران يحفرون فى شارع خلف منزلنا، فجاء لى الشيخ الذى كان يساعدهم فى الحفر، وقال لى إن هناك كنزاً تحت البيت، مؤكداً أنه على عمق 9 أمتار فقط، وهو عبارة عن جرة مليئة بالذهب، وطلب أن يدخل المنزل الخالى، فسمحت له، وعندما دخل ظل يقرأ آيات قرآنية وتعاويذ، ثم أكد وجود الكنز، وحدد لنا مكان الحفر بدقة، وعندما شرعنا فى الحفر تهدمت جدران المنزل، لكن لا يهم، فإذا خرج الكنز لن نحتاج إلى البيت أو الشارع كله».
وبعد لحظات من الصمت لابتلاع ريقه الذى سال مع ذكر الذهب، أكمل قائلاً: «يعمل فى تلك الحفرة 9 عمال، دون أن يتقاضوا أجراً، وكل ما يحصلون عليه هو الطعام والسجائر التى أوفرها لهم، فهم شركاء فى ثلث الكنز، وعند خروج الكنز أحصل على الثلث بصفتى صاحب البيت، ويأخذ الشيخ ومن أنفق على الحفر الثلث، واليوم منحت العمال إجازة لأخلى المكان لنا».
{long_qoute_3}
صمت الشاب ثم بدأنا النزول إلى الحفرة الأولى، ومنها انزلق هو إلى الحفرة الأصغر بمهارة، رغم جسمه الضخم، وبصعوبة زحفنا نحو عمق الحفرة الضيقة المظلمة، فيما أثار نزولنا «العفار»، وبعد خمسة أمتار تقريباً توقف الشاب، حيث اتسع المكان قليلاً، وبدا كما لو كان حجرة صغيرة شبه مربعة، وقال لنا «نحن الآن على عمق 5 أمتار، وهنا حفرنا بشكل موسع، كنا نظن أن هناك حجرة جانبية، فالشيخ الذى يتابع الحفر ويرشدنا إلى الطريق السليم، طلب أن نحفر جهة اليسار، وعندها وجدنا رسوماً على الحائط بالفعل، تشير إلى أننا فى الطريق السليم، لكن عندما شاهدها الشيخ طلب أن نبنى جداراً على تلك الناحية، ونحفر فى الاتجاه الآخر».
وأوضح: «الشيخ هو من يوجهنا يميناً أو يساراً، وفى بعض الأوقات يقول لنا أوقفوا الشغل لأن هناك خطراً علينا، ثم ينزل ليقرأ القرآن، ويرش مياهاً فيها ملح، ومقروءاً عليها آيات من القرآن، وأدعية معينة، من أجل أن يحفظ الله الجميع»، ثم طلب منا أن نكمل النزول حتى وصلنا إلى عمق 7 أمتار، وكانت هناك أسلاك كهربائية ممتدة، فى آخرها لمبة كبيرة توفر الإنارة للعمال، وشاهدنا مصحفاً وزجاجة مياه تركها الشيخ للعمال لرشها كلما انتقلوا إلى عمق أكبر.
وفى هذا العمق كان الهواء قليلاً، و«العفار» كثيراً، فبدأت أنفاسنا تتلاحق، وصدورنا تختنق من قلة الهواء، فسألته «كيف تعملون فى هذا الجو؟»، فرد: «طبعاً الموضوع صعب جداً، لكن هل تعتقد أن الوصول إلى ثروة تقدر بمئات الملايين من الدولارات لا يستحق العناء، ثم إننا مع الحفر لا نثير كل هذا العفار، فالمشكلة أنك غير مدرب على الحركة داخل الحفرة، ما يجعلك تثير حولك الكثير من الأتربة».
وعندما سألته عن المصحف، قال: «أحياناً يشعر العمال باختناق، أو أن الحفرة تتحرك بهم، أو أن الرمال ترتفع لتغرقهم، فيقرأون القرآن بصوت مرتفع، ونحن معتادون على هذه الأمور، وهى كلها من أفعال الجن الحارس للكنز، لذلك من الأفضل أن يكون الشيخ موجوداً معنا أثناء الحفر»، ويضيف: «رغم انتشار قصص النصب فى هذا المجال، فإننا لا نخاف من الشيخ الذى معنا، فهو جدع، ويصلى، وحافظ لكتاب الله، كما أننا نعرف النصابين».
وروى عادل لنا عن حكايات النصب فى رحلات البحث عن الكنز، قائلاً: «أكثر طرق النصب المنتشرة أن يدعى النصابون أنهم مشايخ، ويدعون وجود الكنز فى البيت، ويسخرون الجن ليسحر أعين أصحاب البيت، ويوهمهم بأنهم رأوا الكنز، وأن الجنى المكلف بحراسته قوى، ولن يخرج إلا بعد إطلاق نوع معين من البخور، وتبدأ رحلة البحث عن ذلك النوع من البخور، الذى يقنعهم الشيخ أنه موجود فى أماكن محددة فى القاهرة، وهناك يتفق من أصحاب المحال على بيعها بأسعار خيالية، فيصل سعر الـ200 جرام إلى 20 ألف جنيه، وبعد أن يطلق البخور فى المكان، يسخر الجن لإيهام أصحاب المنزل بأن ما يرونه هو الكنز، ثم يطلب كمية أكبر من البخور لأن الآثار كثيرة، وهناك أناس دفعت أكثر من 500 ألف جنيه دون عائد، وبعضهم أصيب بالشلل، والبعض مات من الصدمة».
ورغم ما رواه لنا عادل عن حكايات النصب، فإنه يؤكد أنه مطمئن للشيخ الذى يتعامل معه، مضيفاً: «صرفت أنا وأسرتى 30 ألف جنيه حتى الآن، واقترضنا مبالغ أخرى، لكن لدينا أمل كبير فى أن يكرمنا الله فى أى وقت، خاصة أن الشيخ قال لنا إننا اقتربنا جداً، فلم يتبق أمامنا سوى مترين من الحفر، قبل أن نجد خيراً كثيراً ينتشلنا من الفقر».
وبعد أن أنهى عادل كلامه صمتنا جميعاً، تمهيداً لبدء رحلة الصعود إلى السطح، التى كانت أسهل كثيراً من الهبوط، رغم أن الأتربة المتساقطة على رؤوسنا جعلت المهمة صعبة، وبعدما وصلنا سألته «كم مرة حاولت أن تجد الكنز؟»، فضحك قائلاً: «3 مرات، وفى إحدى المرات بعت سيارة نصف نقل كنت أملكها، لأوفر تكاليف الحفر فى منزل أحد أصدقائى، ووقتها خسرت كل شىء، لأننا لم نستطع أن نصل إلى الخبيئة، لكن فى هذه المرة لدى أمل كبير أننا اقتربنا، خاصة بعدما وجدنا رسوماً وإشارات على الجدران، أخبرنا الشيخ عنها قبل أن نصل لها».
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية
- أسلاك كهربائية
- أعمال الحفر
- البحث عن الآثار
- الساعة الثانية ظهراً
- الطوب اللبن
- رش مياه
- سيارة نصف نقل
- شوارع أسوان
- آمن
- آيات قرآنية