"مين يقول آسف لمين؟".. يوم الاعتذار العالمي يوافق عيدي الشرطة والثورة

كتب: محمد شنح

"مين يقول آسف لمين؟".. يوم الاعتذار العالمي يوافق عيدي الشرطة والثورة

"مين يقول آسف لمين؟".. يوم الاعتذار العالمي يوافق عيدي الشرطة والثورة

"عيد الشرطة + ذكرى الثورة"، هكذا تحدثنا "نتيجة" عام 2016 عن يوم 25 يناير، فهو تاريخ يخلد أمجاد الشرطة المصرية على مدار 64 عاما، ويمجد بطولات شهداء ثورة الشباب في ذكراها الخامسة، ولكن الحدث يوافق يوما يخلد حدثا إنسانيا واجتماعيا آخر يحتفل به العالم، ويحتاج المصريون إلى الاعتراف به.

في 23 يناير، حضر الرئيس عبدالفتاح السيسي ممثلا للشعب وللدولة المصرية في احتفال الشرطة بذكري موقعة الإسماعيلية عام 1952، التي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجالها على يد الاحتلال الإنجليزي بعد رفضهم تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة لقوات الاحتلال، ووقف حدادا على أرواح شهدائها في ربوع مصر ضحايا المواجهة مع الإرهاب، ويكرم أسرهم، ويضع قبلة تكريم على جباه أطفالهم، ليقف بعدها بيوم، وفي ليلة الخامس والعشرين من يناير، ليلقي من القصر الجمهوري كلمته، ويبعث بتحية إعزاز وتقدير لشهداء الثورة وشبابها، بعد إسقاط نظام هتفوا برحيله، ومن بعدهم تواصل الهتاف "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

مشهد ثالث، لم يحتفل به الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا رموز الدولة المصرية، ويتذكره العالم كل عام، هو "يوم الاعتذار"، الذي يخلد رحلة هنري الرابع رأس الإمبراطورية الرومانية من "شباير" إلى قلعة "كانوسا"، وهي الأحداث التي وقعت في 25 يناير من عام 1077 خلال صراع التعيين السياسي، الذي شهد تصادم سلطة الكنيسة بقيادة "البابا جريجوريوس السابع" بسلطة الإمبراطور هنري الرابع، حول مسألة التعيينات السياسية، وخلع كل منهما الآخر عن منصبه، إلا أن سلطة البابا كانت الأقوى، وعقد الأمراء مجمعًا، قرروا فيه أنه إذا لم يحصل الإمبراطور على المغفرة من البابا، فإنه سيفقد عرشه إلى الأبد، ومن أجل أن يرفع البابا حرمان هنري الرابع كنسيا، أُجبر الأخير على التذلل منتظرا على ركبتيه لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال أمام بوابة دخول قلعة "ماتيلدي"، وقد هبت فجأة عاصفة ثلجية، وظل "هنري الرابع" معتذرا طيلة هذه الأيام وسط الثلج، حتى تمكن من الظفر برضا البابا، ومن وقتها أصبح هذا اليوم، يومًا للاعتذار في العالم كله.

{long_qoute_1}

وبعيدا عن المشهد الاحتفالي بعيدي "الشرطة" و"الثورة"، وبالاقتراب من المعترك السياسي بمصر على مدار 5 أعوام فـ"مشهد الاعتذار" يطل برأسه، وهو ما يراه الدكتور يسري العزباوي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مناسبة للاعتذار عما حدث في مصر قبل وبعد 25 يناير 2011، وفرصة لتنحية المصالح الشخصية والحسابات السياسية، وأن يكفر الجميع عن أخطائه.

"من يعتذر لمن؟"، ذلك التساؤل الذي رأى "العزباوي" أن له عدة أطراف وجبهات مختلفة على الساحة السياسية المصرية، وإن كانت الضحية التي وجب الاعتذار لها دائما، هي "الشعب المصري"، مشيرا إلى أن أول هذه الأطراف، هو الشرطة المصرية، بقوله: "الشرطة تعتذر للشعب على الممارسات الخاطئة قبل 25 يناير، والتي أدت إلى الثورة، وما تلاها من أحداث متعاقبة".

الجبهة الثانية، التي وجب عليها الاعتذار، بحسب العزباوي، هي فئة أو جزء من الشعب، وهم "الإخوان"، قائلا: "يجب عليهم الاعتذار للمصرين على ممارساتهم الخاطئة، وعلى الدمار والخراب الذي وقع في مصر، وكانوا جزءا منه في الفترة الأخيرة، وعليهم الرجوع عنهم، والاعتذار للشعب المصري"، فيما رأى أن "النخبة المصرية" هي ثالث فئة لا بد عليها أن تعتذر للشعب، وهنا يقول: "يجب عليهم الاعتذار عن عجزهم وعدم قدرتهم على إدارة العملية الديمقراطية ولا المرحلة الانتقالية، ما تسبب في الكثير من الأخطاء، وجب عليهم الاعتذار عنها".


مواضيع متعلقة