شفيق جبر: الشباك الواحد «بيطفش المستثمرين» من مصر

10:51 م | الأحد 24 يناير 2016

أكد رجل الأعمال المصرى محمد شفيق جبر أهمية حل مشكلات المستثمرين، واتجاه الحكومة للحصول على خط ائتمان من صندوق النقد الدولى فى سياق موازٍ لتنشيط موارد الدولة من العملة الصعبة. وقال «جبر»، فى حواره، لـ«الوطن»، على هامش مشاركته فى الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادى العالمى بمنتجع دافوس فى سويسرا، إن فكرة الشباك الواحد لم تنجح، و«بتطفش المستثمر من مصر»، لافتاً إلى أهمية تحسين مناخ الاستثمار، وتحقيق مرونة فى سوق العملة.. وإلى الحوار. {left_qoute_1}

■ بداية، كيف ترى شكل الاجتماعات فى المنتدى الاقتصادى العالمى لهذا العام؟ وما أبرز الاجتماعات الاقتصادية التى تعقدها؟

- أولا، لا بد من الإشارة إلى أهمية الاجتماعات التى تتم خلال المنتدى، وعلى هامشه، خاصة فى ظل وجود جمع غفير من كافة أنحاء العالم وعلى جميع المستويات، وتناقش الدورة الحالية للمنتدى الوضع العالمى حالياً والرؤية المتوقعة، وشاركت فى عدة اجتماعات مهتمة بالشأن الإقليمى والعالمى والمصرى فى نفس الوقت، وشملت الاجتماعات عدة قضايا هامة أبرزها الإرهاب وكيفية محاربته خاصة أن القضية ليست فقط فى «داعش» فالإرهاب فى كل مكان، حيث وقعت حادثتان إرهابيتان مؤخراً فى تركيا وحوادث بوركينافاسو وباكستان وإندونيسيا بخلاف فرنسا وغيرها من الدول، لذا فالإرهاب أصبح يشكل «تهديداً عالمياً»، وهذه قضية إن لم يتداركها العالم ستصبح جزءاً من حياتنا اليومية وتحلّ كارثة تهدد اقتصاد واستقرار المجتمع الدولى.

■ وما أبرز توصيات تلك الاجتماعات؟

- الموضوع يحتاج تنسيقاً على جميع المستويات وتحديداً القيادات الغربية والآسيوية والعربية، لاستغلال وتبادل المعلومات، لأنه فى الوقت الحالى الجميع يحتجز ما يملك من معلومات.

■ يوجد رأى عام عربى يحمل أمريكا والغرب المسئولية ولو بالدعم أو التدبير للإرهاب.. فما رأيك؟

- اجتمعنا مع الأمير السعودى، ترك الفيصل، وقيادات عربية أخرى من الكويت والسعودية وغيرهما واتفقنا على أن الجميع يعترف بدور الأمريكان والغرب منذ أحداث أفغانستان، وأيضاً «داعش» صُنع بعد حرب العراق وما حدث بين السنّة والشيعة، ونحن كعرب يجب أن نجتمع على وجهة نظر واحدة وقوية للمواجهة، والمهم حالياً هى الخطوات الفعلية لمواجهة الإرهاب، وأود أن ألفت الانتباه هنا إلى أن الرئيس السيسى قام بمبادرة أكثر من جادة وفى غاية الأهمية وهى القوة العربية المشتركة، لكن لم يتحرك أحد من العالم العربى حتى الآن لتفعيلها.

■ وما القضايا الأخرى التى تمت مناقشتها؟

- ناقشنا قضايا تتعلق بالانكماش الاقتصادى وحالة عدم الاستقرار كما يقول أغلب الاقتصاديين فى كل الاقتصاديات الناشئة مثل (البرازيل، والهند، والصين).

■ البعض يقول إن هناك أزمة اقتصادية تدق الأبواب، هل تؤيد ذلك؟

- الأزمة ليست من الناحية الاقتصادية، بل هناك أزمة ثقة وقلق نابعة جزئياً من الإرهاب وعدم مشاركة القيادات العالمية فى تبنى رؤية مستقبلية جديدة، ما يدفع المستثمر للقلق، وبالنظر للأسواق العالمية يتجلى ذلك واضحاً.

{long_qoute_1}

■ ما خطتكم التوسعية فى السوق المصرية؟

- لدينا استثمارات جديدة مخططة تقدر بنحو 66 مليون دولار فى القطاع العقارى والصناعى.

■ ما أبرز التحديات التى تواجه المستثمرين فى مصر حالياً؟

- هناك تحديات كبيرة جداً تواجهنا، أبرزها مشكلة العملة الأجنبية والبيروقراطية وعدم وضوح الرؤية لبعض السياسات مثل الضرائب كـ(المبيعات والقيمة المضافة)، بخلاف مستحقات الأجانب، ولا بد أن نمتلك رؤية اقتصادية يتم طرحها للسنوات الخمس القادمة، وأن يتم تعيين نائب رئيس وزراء لشئون الاستثمار «بصلاحيات»، وطالما قلت سابقاً وها أنا ذا أقول إن الاستثمار هو الحل، ونحتاج معالجة هيكلية لأداء الحكومة، لإيجاد حلول للاستثمار على أرض الواقع، لأنه لا بد من حل مشكلات المستثمرين، خاصة أن فكرة الشباك الواحد فى الواقع لا تجدى وتؤدى إلى «تطفيش المستثمر».

{long_qoute_2}

■ ما دور البرلمان فى الشأن الاقتصادى؟

- أرى أن له دوراً هاماً جداً ومسئولية كبرى، ورئيس اللجنة الاقتصادية الدكتور على المصيلحى، رجل اقتصاد ذو خبرة، ونتمنى إعادة النظر فى التشريعات الاقتصادية، فلدينا قوانين كثيرة جداً، لكن التنفيذ على أرض الواقع يشوبه قصور.

■ لديك علاقات مهمة مع الدوائر السياسية والاقتصادية الأمريكية والبريطانية، فكيف تنظر هذه الدوائر لما يحدث فى مصر؟

- قمت بدعوة وفد بريطانى زار مصر قبل أيام، بالتعاون مع سفير مصر فى لندن لرؤية الواقع المصرى على عكس ما تصوره وسائل الإعلام الغربية، وتم عقد لقاءات وناقشنا قضايا هامة وخرجنا بنتائج إيجابية وبيان هام، وعادوا إلى بريطانيا لمقابلة رئيس الوزراء هناك وكان الهدف الرئيسى تغيير وجهة النظر تجاه مصر للأفضل.

■ من وجهة نظرك، ما موقف الأجانب من الاستثمار فى مصر؟

- لن يأتى مستثمر أجنبى إلا إذا تم حل مشكلة العملة وتحقيق سهولة دخول وخروج الأموال وإعادة النظر فى بعض القرارات، وصندوق النقد الدولى لديه النية للتعاون، وجاهز لتمويل مصر.

■ وماذا عن رؤيتك لمشروع قناة السويس وشرق التفريعة؟

- لا شك أنها حزمة مهمة جداً من المشروعات وفكر الرئيس متقدم، ونتمنى من الدكتور أحمد درويش، أن يتم نقلها من مجرد مرور فى قناة إلى منطقة لوجيستية وصناعية كاملة.

■ هل تدرس الاستثمار بمنطقة القناة؟ وما أهم القطاعات التى تفكر فيها؟

- اجتمعت مع الدكتور درويش وبانتظار الفرصة، ولا شك أننا مهتمون بالاستثمار فى المنطقة خاصة القطاع اللوجيستى، لأنه مهم جداً ونأمل الوصول إلى مرحلة المنافسة وأن تقوم كل الشركات فى آسيا بالتخزين والنقل لأوروبا من خلال منطقة قناة السويس.

■ ما رأيك فى زيارة الوفد الصينى لمصر وإدارة ملف العلاقات الخارجية؟

- نجاح الرئيس السيسى فى ملف العلاقات الخارجية واضح ومهم جدا، وأكثر مما نتوقع، والرئيس وفق فى أقل فترة فى إدارة ذلك الملف، وهو ما يدعم ثقة المستثمرين الأجانب فى الأداء الاقتصادى، ويترقبون فرصاً استثمارية بمصر، ولا بد من حل باقى العقبات سواء على مستوى العملة أو البيروقراطية وغيرها.