نائب رئيس "أمن الدولة" سابقا: صباحي "عبده مشتاق".. وحديثه عن تراجع شعبية الرئيس "عبيط"

كتب: لطفى سالمان وإسراء طلعت

نائب رئيس "أمن الدولة" سابقا: صباحي "عبده مشتاق".. وحديثه عن تراجع شعبية الرئيس "عبيط"

نائب رئيس "أمن الدولة" سابقا: صباحي "عبده مشتاق".. وحديثه عن تراجع شعبية الرئيس "عبيط"

قال اللواء عبدالحميد خيرت، النائب السابق لرئيس جهاز مباحث أمن الدولة، إن وزارة الداخلية نقلت مقرها لأكاديمية الشرطة نتيجة لتكدس الموظفين، وليس خوفاً من وقوع أحداث فى ذكرى 25 يناير أو غيرها، موضحاً أن الإخوان لم تعد لهم القدرة على الحشد فى الشارع، لكن هناك توقعات ببعض العمليات فى سيناء أو محاولات لاغتيال ضباط.

وأضاف فى حواره لـ"الوطن" أن وزارة الداخلية نجحت فى إلقاء القبض على ما يقرب من 100 خلية نوعية، لكن جهاز الإعلام بالوزارة فشل فى توصيل إنجازات الداخلية بهدف طمأنة الشارع. وأكد أن تنظيم الإخوان يسعى لتحقيق مخطط من ثلاثة محاور "إرباك وإفشال وإنهاء الدولة"، موضحاً أن الحديث عن انشقاقات داخل التنظيم غير صحيح.

■ كيف يفكر العقل الإخوانى؟

- العقل الإخوانى لايفكر إلا فى إسقاط الدولة المصرية.

■ وماذا عن الخلافات الداخلية والصراعات التى يعانى منها التنظيم الآن؟

- دعنا من فكرة الصراعات التى أعتقد أنها خلافات لا ترقى لإحداث انشقاقات داخل تنظيم الإخوان على الإطلاق، والقصة كلها أن "الإخوان" التى دائماً تدعى أنها جماعة سلمية، وضد الإرهاب والعنف، لم تستطع أن تقوم بالدروس التربوية التى كانت تقوم بها قبل ثورة يونيو وتستقطب الشباب، وعندما وقعت أحداث إرهابية فى بريطانيا، وجاء تقرير "ديفيد كاميرون" عن أنشطة الجماعة، وبدأوا فى تشكيل لجنة وجلسوا معى، وطلبوا مقابلتى لأننى هاجمتهم كثيراً، وعندما جلسوا معى قالوا لى نحن لا نريد أن نتحدث فى تاريخ الجماعة، ولكن نحن نريد أن نعرف الشواهد والأدلة عن أنكم فى مصر تقولون إن جماعة الإخوان لها علاقة بجماعات العنف والإرهاب، هذا السؤال هدفه أن يعرفوا ما لدينا من معلومات تدين جماعة الإخوان بالإرهاب، وأن تتوافر لديهم أدلة مادية ولم تكن عندهم، حتى يحدث توازن فى التقرير الذى سيُقدم لرئيس الوزراء عن الجماعة، فكان اللقاء مع هذه اللجنة فى داخل مصر، وكان محدداً له ساعة ولكننا استمررنا لما يقرب من ساعتين ونصف، لكن الحقائق التى كانت موجودة كانت تدين الجماعة وتؤكد صلتها بالعنف، وخرج محمود عزت القيادى بالتنظيم الدولى من لندن، وأصدر قراراً بأن طلعت فهمى خليفة هو المتحدث باسم التنظيم وأن الشخص الوهمى الذى يحمل اسم "محمد منتصر" ليس متحدثاً عن التنظيم، وأن اللجنة التى تدير العمل داخل مصر هى التى عينته، وبدأت تخرج قيادات الإخوان الموجودة فى تركيا وقطر، لتظهر أن هناك انشقاقات داخل الجماعة والتنظيم، وأنهم استنكروا ما فعله التنظيم الدولى، ولكن فى حقيقة الأمر أن قراره لم يكن للتنظيم نفسه فى العالم ولكنه أراد أن يظهر للدول الأوروبية أن التنظيم يرفض الممارسات التى يقوم بها التنظيم فى مصر، وعندما أصدر محمد المنتصر بيانه عن 25 يناير وحرض أنصار التنظيم على النزول، أعلن محمود عزت رفضه لذلك حتى يظهر أن هناك شغلاً مخالفاً للتنظيم، لكن داخل التنظيم نفسه كانت هناك بيانات تصدر من محمود عزت تحث على التحرك واستخدام العنف والقوة.

{long_qoute_1}

■ ولماذا يصدر تنظيم الإخوان فى الخارج هذه الصورة من الانشقاقات؟

- لسبب واحد، أنه الآن أمام الرأى العام يظهر أنه ضد العنف فى مصر، أما أنه إذا حدثت تجاوزات وعنف وبقوة وأحدثوا عمليات إرهابية يُحتمل شىء من أمرين، إما أن العمليات الإرهابية تنجح وتحدث قلقاً فى مصر وتؤثر على النظام القائم فى مصر، وبالتالى يكون قد أصدر أوامره المسبقة للتنظيم من قبل، وإذا فشلت أحداث العنف وتم القبض على هؤلاء الناس، يتخلون عنهم ويؤكدون عدم انتمائهم لهم، وأنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين، مثلما حدث مع الخازندار، وأنه من الخطأ أننا ننصاع وراء هذا الكلام الصبيانى بأن هناك انشقاقات داخل الجماعة.

■ وماذا قلت للجنة التحقيق البريطانية؟

- أمددتهم بأدلة مادية من فيديوهات ومستندات، التى بها اعترافات قيادات الجماعة وأبنائها بانتهاجهم العنف، وبما يؤكد ويشير إلى أنهم يرتكبون العنف وممارسات إرهابية فى الشارع المصرى.

■ وماذا عن تفكير العقل السلفى؟

- الأمن كان قد وضع كل هؤلاء فى الجحور قبل 25 يناير، حتى الإخوان بكل ممارساتهم وكانوا يأخذون تعليمات ولم يستطيعوا عدم تنفيذها، لكننا فوجئنا أنهم بعد الثورة يريدون أن يمارسوا سياسة ويشتركوا فى الحياة السياسية، وأن يشكلوا حزباً، وهذا كلام غريب على الاتجاه السلفى، فهم وقعوا فى مشكلة كبيرة بين الحزب والدعوة السلفية، لأن هناك انفصالاً تاماً بين القيادات وقواعد السلفية بسبب منهجهم الذين تربوا عليه، فهم استمروا وقتاً طويلاً يربون عناصرهم على أنه تيار دعوى لا علاقة له بالسياسة ويزرعون فى قواعدهم أفكار "محمد بن عبدالوهاب"، أحد مشايخ التكفير، وشأنه شأن سيد قطب، بدليل أنه عندما يصدر برهامى وعبدالمنعم الشحات فتاوى يستندا فيها على تفسيراته لبعض الآيات وعن محمد بن عبدالوهاب، فالمشكلة أن قيادات السلفيين يريدون ممارسة العمل السياسى، لكن القواعد لم تدعمها بالشكل الذى يحقق النتائج المرضية لهم وللأهداف السياسية التى يطمحون لها، وهذا جعل القيادات السلفية تظهر فى بعض المواقف أنهم يدعمون الدولة فيها، وبالتالى القواعد رافضة لقراراتهم، ولم يكن لهم تأثير فى استحقاقات خارطة الطريق كما أعلنت قيادتهم، فهم يعانون من مشكلة كبيرة.

{long_qoute_2}

■ ما تلك المشكلة؟

- هى الخلط بين الحزب والدعوة السلفية وتحكم ياسر برهامى فيها، فكل الفتاوى التى يصدرها ياسر برهامى، من تكفير الآخر مثلاً، كلها فتاوى تحسب على الحزب، وأن هذا الحزب حزب تكفيرى، ويتحمل النتيجة السياسية المترتبة على ذلك، وكل القرارات السياسية التى يريد أن يتخدها الحزب، والتى تتعارض مع الشرع من وجهة نظره تتحملها الدعوة، فالأفراد الذين ربتهم الدعوة رأوا أن قيادات الدعوة خونة للدعوة ويتاجرون بالدين، واعتبروا أن الدين مثل العملة له أكثر من وجه "مرة ملك وأخرى كتابة"، فمثلاً قروض صندوق النقد الدولى كانوا يعتبرونها ربا، وبعد 25 يناير رأوها مصاريف إدارية، وأصبح هناك صدام بين القواعد والقيادات، وحله إبعاد الدعوة عن الحزب، لأنه مجبر كحزب أن يؤمن بمبدأ المواطنة لأنه مجبر كحزب لديه مسيحيون أن يذهب فى أعيادهم للكنيسة ويهنئهم، وتحية العلم والوقوف للسلام الجمهورى، وأن يتبنى أى قضية حتى إن كانت مسيحية، وعليهم حسم القضية بين الدعوة والحزب وأن يترك قيادات الدعوة الحزب ويتفرغوا للدعوة فقط، أو العكس حتى يخرجوا من هذا المأزق.

■ ماذا تقول للمرشح الرئاسى السابق "حمدين صباحى"؟

- اللقاءات الإعلامية الأخيرة التى أجراها مع بعض الإعلاميين أثبتت أنه فقد مصداقيته، كما أنه يتكلم بحجم شخص لم يحصل على مليون صوت فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وحديثه عن تراجع شعبية الرئيس السيسى "كلام عبيط"، وما هو معياره الذى وضعه لكى يقول ذلك؟ لذلك أصف حمدين صباحى بـ"عبده مشتاق" وهو شخص كان موجوداً فى كل العهود، وسأضرب لك مثلاً على كلامى، فأنا كنت مفتشاً لأمن الدولة بكفر الشيخ، وطلبت مقابلته، وكان شخصية غير ذلك وكنت أراه "ثورجى" صاحب قضية وقيّمته حينها أنه شخصية ظريفة، وقال لى "القيادات تريد أن تعرف تحركاتى سأعطيها لك وهذا حقك، ولكن أنا رجل معارض فلا بد أن تكون هناك نقاط مشتركة بيننا، فلا بد أن نحدد ماذا تريد وماذا أريد، فوافقته، وقال لى "أنا سأنظم مؤتمراً لتقييم أداء مجلس الشعب، وأرفض التضييقات الأمنية"، فعرفت موعد المؤتمر، وأجريت اتصالاً بحسن بيه عبدالرحمن رئيس الجهاز وقتها، وقلت له أريد قياس قوته الفعلية على الأرض وإننى سأنسق مع مدير الأمن بحيث لا يُمنع أحد من حضور المؤتمر، فوافقنى، وبالفعل تم تنظيم المؤتمر، دون أى تضييق أمنى، ولكن قسماً بالله، لم يحضر له أكثر من 70 فرداً، واتصلت به عقب المؤتمر وطلبت منه الجلوس للاتفاق على نقطة الالتقاء التى حدثنى عنها مسبقاً، وجاء بالفعل وقلت له: بعد هذا المؤتمر لا تحدثنى عن أن هناك أى قوة توازن بينك وبين قوات الأمن، وأنت غير مؤثر على كفر الشيخ وأهل بلطيم "أهل دائرته" لم يحضروا، فما بالك على مستوى مصر؟!

 


مواضيع متعلقة