عصفور: الحجاب لا وجود له في القرآن.. ولا علاقة لـ"الثقافة" بترشيح بحيري لجائزة الملك فيصل

كتب: رضوى هاشم

عصفور: الحجاب لا وجود له في القرآن.. ولا علاقة لـ"الثقافة" بترشيح بحيري لجائزة الملك فيصل

عصفور: الحجاب لا وجود له في القرآن.. ولا علاقة لـ"الثقافة" بترشيح بحيري لجائزة الملك فيصل

قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إنه يرى أنه ليس هناك فرض للحجاب، ودليله على ذلك أن الحجاب إلى سنة 1970 لم يكن موجوداً ولا معروفاً فى الجامعة المصرية التى تعلمت فيها، فأنا دخلت الجامعة سنة 69 ولم أر فتاة محجبة ولا منقبة، وظل الأمر على هذا النحو إلى سنة 72 أو 73، ومع مرور سنوات السبعينات بدأ الحجاب ينتشر، وقيل إننا نعيش صحوة إسلامية، وماذا عن السنوات التى سبقته.. ألم يكن هناك إسلام؟، هل بذلك أتهم معلمتى بأنها لم تكن مسلمة لأنها لم تكن محجبة، وأتهمها بالانحراف عن الإسلام؟ وعدد كبير من بنات شيوخ الأزهر لم يكنّ محجبات، والجرائد والمجلات القديمة مليئة بصور لمشايخ أزهر بناتهم وزوجاتهم غير محجبات.

وأكد أن الحجاب ظاهرة سياسية ترتبط بالمد الدينى والفقه السنى الحنبلى المتأخر ذى النزعة الوهابية، وهذا غريب على الإسلام المصرى، مع اجتهاد المفكرين والعقول التى كانت موجودة فى الأزهر، شيخ الأزهر محمد عبده كان مفتى الديار المصرية سنة 1904 وتوفى عام 1905، فكر هذا الرجل كان منفتحاً لأبعد حد. الملابس تتغير من عصر لعصر ولا علاقة لها بالدين، وأكثر من شيخ من مشايخ الأزهر قال هذا الكلام، ومحمود شلتوت قال هذا الكلام، الزى فى الإسلام مسألة بيئة.

وأوضح أن الشيخ عبدالمتعال الصعيدى قال هذا الكلام فى كتبه، وأكد أن المسألة مسألة حرية، وأن من أرادت الحجاب فلتتحجب ومن لا تريد فهو شأنها، ولا يوجد نص واضح وصريح، الآية التى فى سورة النور تعنى أن جزء صحن الصدر فى المرأة يجب أن يغطى، ولكنها لم تذكر الحجاب، حتى الحجاب فى القرآن المقصود به الستارة، وفى آية «ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن» الزينة هنا لا تعنى الشعر.

وعن ترشح إسلام بحيرى وسيد القمنى لنيل جائزة الملك فيصل، أكد أنه ليس لوزارة الثقافة شأن بذلك، مشيرًا إلى أن الأمر وما فيه أن لجنة قررت أن ترشح أشخاصاً بعينهم، ما دخل الأزهر فى الموضوع؟، ليس هناك إحراج من الوزارة، ولجنة القصة حرة، ولا يستطيع أى وزير أن يفرض عليها رأيه، وبهذا نحن نلغى العقلانية والحرية والديمقراطية. لجنة القصة لجنة حرة من حقها أن ترشح ما تشاء ومن تشاء. ومن حسن الحظ أن رئيس لجنة القصة أصبح نائباً من نواب مجلس الشعب، وهو حر يستطيع أن يدافع عن نفسه.

وتابع أن ما يقوم به أشخاص مثل إسلام بحيرى خدمة حقيقية للإسلام، فنحن نريد إسلاماً عقلانياً مستنيراً نباهى به الناس، وأنا شخصياً طول عمرى، سواء فى وزارة الثقافة أو سواها، رأيى سلبى فى الأزهر بتكوينه الحالى، وأنا أقول رأيى فى الأزهر كما أريد، بدليل أننى أنتقده الآن، وهذا الانتقاد ليس جديداً، ولا أقوله خوفاً أو تملقاً أو مجاملة لأحد، فأنا لا أعرف المجاملة فى الحق، مثلاً كان هناك رأى لى فى مقال قبل أن أصبح وزيراً أقول فيه إنه لا بد من السماح لفيلم «نوح» بالوجود والعرض، لأنه ليس هناك أى جريمة أو خطأ فى رسم الأنبياء، وإنه من الأفضل أن نسمح بذلك، خصوصاً أن معنا مسيحيين ولهم الحق فى أن يروا أفلاماً عن المسيح، وكان رأيى أن من الفضل ومن السماحة الإسلامية أن نسمح بعرض فيلم نوح، كتبت هذا قبل أن أكون وزيراً، ومن غير المعقول أن أغير رأيى عندما أصبح مسئولاً.

وأضاف عندما أقول إننى أشجع الإسلام الحقيقى والعقلانى الذى يشجع على الاجتهاد وأرفع تقديرى وقبّعتى وإجلالى لأناس عقلانيين فى الأزهر مثل محمود زقزوق، وأمثاله كثيرون، وفى نفس الوقت لا أكن التقدير لأعداء الفكر وحرية الفكر، فلا يمكننى الرجوع عن آرائى. وشيخ الأزهر نفسه قال إننى أخلط بين أفكارى الخاصة وبين منصبى كوزير للثقافة واتهمنى بهذا، وأنا حتى عندما كنت وزيراً كنت أفضل أن أكون المفكر جابر عصفور الذى تصادف أنه أصبح وزيراً، وهو الشىء الذى لم يفهمه شيخ الأزهر، لأننى مثقف قبل أن أكون وزيراً وبعد أن تركت الوزارة، وكونى وزيراً شىء بين قوسين لأننى مثقف وأستاذ جامعى فى الأساس.

وعن سؤاله لماذا رحل عن الوزارة بعد أقل من 6 أشهر من ولايته الثانية، أكد أنه قبل الوزارة على أساس أن تكون 6 أشهر فقط، ولقد توليت المنصب من أجل أن أنشئ منظومة ثقافية، هذه المنظومة موجودة فى شكل اتفاقيات بين وزارة الثقافة و12 وزارة أخرى، وهى تنتظر التفعيل، ولقد أديت مهمتى كخبير، والدور الآن على من ينفذ، وليس من المفترض أن أقوم أنا بهذا التنفيذ، لقد بلغت 72 سنة.

ونوّه وزير الثقافة السابق، بأن موضوع الوزير يليه أزهرياً، كلها خرافات وخزعبلات، مشيرًا إلى أنه حادثة استثنائية لها ظروفها، وكان المقصود بها التخلص من هذا الوزير المشاغب والمثقف الذى لا يريد أن يتخلى عن أفكاره من أجل المنصب، والإتيان بوزير آخر «يسمع الكلام» ويهدّئ السلفيين والأزهريين، لكن المثقفين باركوا مقدمه والأزهريون أيضاً، لكنه فيما يبدو أغضب المثقفين فاختل التوازن، فكان لا بد أن يأتى وزير جديد يمثل المثقفين، والحمد لله، أظن أن حلمى النمنم يمثل المثقفين المستنيرين، وهو رجل مستنير بحق.

وعن حزنه البروتوكولات التي وُضعت فى الأدراج بعد رحيله، أوضح أنه حزن ولكن ليس على المستوى الشخصى فقط، بل أحزننى على مستوى المواطنة، لأن هذه البروتوكولات وما طالب به من مجموعة وزارية للتثقيف بما فيها من وزارة التعليم والعمل والثقافة والأوقاف السياحة والآثار، كل هذا لم يُعمل به إلى الآن، نحن نمتلك مجموعة اقتصادية، وأيضاً تستحق الثقافة أن تكون لها مجموعة وزارية.

وأكد عصفور، أنه يثق فى «النمنم» ويطمئن على هذه الاتفاقيات معه، لأنه كان موجوداً فى دار الكتب وقتما كنت وزيراً، وأظن أنه كان مشاركاً فى هذه البروتوكولات وسيكون حريصاً عليها، والفائدة لن ترتبط بجابر عصفور، لكنها مرتبطة بإيجاد منظومة ثقافية كاملة تفيد أبناء البلد وترتقى بهم، مشكلتنا أن 40% منا تحت خط الفقر وأكثر من 40% أميون، فكيف سيساعدنا ذلك على دخول المستقبل؟ كيف أُدخل الثقافة فى القرى والأرياف والمدن البعيدة، هناك قرى لا تعرف شيئاً عن الثقافة فكيف نصل إليها، كيف سنحقق حلم عبدالناصر الذى تغنى به صلاح جاهين «تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا»؟، أنا لا أريد كل هذا، لكن أريد فقط تماثيل رخام وأوبرا فى كل محافظة، ومن يحقق ذلك «سأضرب له تعظيم سلام».

 


مواضيع متعلقة