فقط في إيران.. اللغة العربية محظورة على أهلها

كتب: محمد علي حسن وميسر ياسين

فقط في إيران.. اللغة العربية محظورة على أهلها

فقط في إيران.. اللغة العربية محظورة على أهلها

تستمر الحكومة الإيرانية في تعنتها ضد العرب الأهواز وسائر القوميات غير الفارسية، حيث تحرمهم من تعلم لغتهم الأم في انتهاك صارخ للقرار الدولي الصادر في 16 مايو 2007، حيث أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها A/RES/61/266، بالدول الأعضاء "التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها".

وأعلنت الجمعية العامة في نفس القرار أن سنة 2008 هي سنة دولية للغات لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي، على الرغم من أن اللغة الفارسية هي لغة أحد الشعب الفارسي في إيران فقط إلا أنها تحولت بفعل السياسات العنصرية إلى وسيلة أيديولوجية من أجل محاربة باقي اللغات والقضاء على الهوية القومية للشعوب غير الفارسية وذلك عبر عملية التفريس والاستلاب الثقافي.

وموضوع اللغة الأم شغل ويشغل تركيز الأحزاب السياسية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ونشطاء الشعوب والقوميات غير الفارسية في إيران، وعلى هذا الأساس شكّل عدد من النشطاء من أبناء هذه القوميات من الأتراك الآذريين، الأكراد، العرب، البلوش والتركمان وغيرهم، حملة تضامنية من أجل دعم مشروع تدريس لغة الأم.

وطالب نشطاء هذه القوميات جميع المواطنين بالانضمام والتوقيع على هذه الحملة التي استمرت في نشاطها حتى 21 فبراير من 2014 المصادف مع اليوم العالمي للغة الأم، وبعد ختام هذه الحملة سوف ترسل رسالة باسم الموقعين إلى المنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ويأتي ذلك بعد معارضة "مجمع الأدب واللغة الفارسية" لمشروع تدريس لغة الأم في المدارس.

ويطالب العرب الأهواز وسائر القوميات غير الفارسية في إيران بتطبيق القوانين الدولية المتعلقة بهذا الحق الإنساني والمثبّت في العديد من المواثيق الدولية لا سيما البندين الثالث والرابع للمادة 4 من إعلان حقوق الأشخاص المنتمين إلى الأقليات القومية واللغوية والدينية (القرار رقم 47/135 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1992)، والمادة 30 من ميثاق حقوق الأطفال (الصادر عن لجنة حقوق الأطفال) والمادة 27 من العهد الدولي للحقوق السياسية و المدنية (الصادرة في 16 ديسمبر 1946) عن الجمعية العامة للامم المتحدة.

وتقول الأقليات الإيرانية إن حكومة طهران باعتبارها موقعة على جميع هذه القرارات والمواثيق يجب أن تنفذ هذا المشروع دون قيد أو شرط لاسيما وإنها تجمد منذ 35 عاما تنفيذ المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على حق التعليم بلغة الأم لجميع الشعوب غير الفارسية.

ووفقا للإحصائيات التي أجراها باحثون أهواز، فإنه بسبب الحرمان من اللغة الأم، ارتفعت معدلات الانقطاع عن الدراسة لدى الطلاب العرب في الأهواز بسبب غياب التعليم بلغتهم الأصلية، حيث إن نسبة ترك الدراسة لدى طلاب الأهواز تبلغ 30% في المرحلة الابتدائية و50% في المرحلة الإعدادية و80% في المرحلة الثانوية.

وذكرت التقارير أن معدلات الأمية تفوق 50% من السكان العرب الأهواز، ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋلى ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍلمنشورات ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭالموﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ محظورة.


مواضيع متعلقة