ممثلة "يونيسف" بعد زيارة "مضايا": أفرجوا عن المناطق المحاصرة في سوريا

03:35 م | الجمعة 15 يناير 2016

روت ممثلة منظمة "يونيسف" في سوريا هناء سنجر، بتأثر بالغ، شهادتها على وفاة "علي" الفتى البالغ من العمر 16 عاما، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ 6 أشهر، جراء معاناته من سوء التغذية.

وقالت سنجر، التي كانت في عداد بعثة الأمم المتحدة إلى "مضايا"، لوكالة "فرانس برس" اليوم الجمعة: "أخذونا إلى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان جسداهما أشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريرا واحدا".

وأوضحت أن طبيبة من المنظمة اقتربت لمعاينة علي، ووجدت أنه "ما من نبض" فبدأت بإنعاشه، مرة ومرتان وثلاث، ثم نظرت إلي وقالت "رحل"، قبل أن تقدم على إغماض عينيه، مضيفة: "الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته، بدأ يكرر سؤالا بإلحاح: (هل مات؟ هل مات؟)، قبل أن تحاول الطبيبة طمأنته بأن عليه الاهتمام بنفسه وسيكون بخير".

ولم يقو أفراد عائلة علي الجالسين في الغرفة ذاتها، على التعبير عن حزنهم وفق سنجر، جراء الإرهاق الذي يعانون منه إلى درجة أنهم لم يكونوا قادرين على الحزن أكثر، موضحة: "كانوا يبكون بصمت.. عاجزين".

وأكدت "يونيسف": "علي، واحد من نحو 30 شخصا توفوا جراء سوء التغذية منذ مطلع ديسمبر، نتيجة الحصار المحكم على البلدة التي تؤوي نحو 42 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل".

ودخلت "مضايا"، أمس الخميس، القافلة الثانية من المساعدات في غضون أسبوع، وضمت 44 شاحنة محملة بالطحين والأدوية ومستلزمات النظافة الشخصية، ترافقها كوادر طبية تابعة لوكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري.

وقالت سنجر: "ما يمكن لمسه بوضوح هو حجم الجوع، كل من تسأله يجيب أنه يعيش على تناول الحساء مع الماء والبهارات ويقتات من أوراق الشجر والعشب"، مضيفة: "قوافل المساعدات لا يمكنها الإيفاء بالغرض في وضع مماثل"، وكررت الدعوة إلى رفع الحصار بالكامل عن المناطق كافة في سوريا.

وأضافت سنجر: "يتسول الأطفال للحصول على قطعة من الخبز، بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز)، وإجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء"، واختتمت قولها: "يقولون (عذرا خالتي) فقط لسؤالهم عن قطعة خبز".