«حساء الحصار» ينقذ أهالى «مضايا» من الموت

كتب: إنجى الطوخى

«حساء الحصار» ينقذ أهالى «مضايا» من الموت

«حساء الحصار» ينقذ أهالى «مضايا» من الموت

أفواه 40 ألف نسمة تظل مفتوحة تنتظر «لقيمات» دولية تسد جوعها المرير، وأدوية تداوى الأبدان الهزيلة، التى أنهكها الحصار، الذى فرض على بلدة «مضايا» الواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

«عمو عمو معاك بسكويت.. نفسى فى بسكوتة قبل ما أموت»، قالها طفل بلهفة أحزنت عامل الإغاثة، خاصةً أن الصغير كان يرتجف من شدة البرد، وتبرز عظام وجنتيه، بخلاف الهالات السوداء، التى استقرت أسفل عينيه من قلة النوم، فى ظل أكثر من 7 أشهر من الحصار. عامل الإغاثة الذى أتى حاملاً المساعدات الغذائية والطبية للمدينة السورية، التى صارت بلا حول ولا قوة، أدهشته كلمات الطفل، الذى أخذ يبرر له سبب طلبه الغريب: «لم نتناول سوى الماء الساخن وأحياناً التوابل مرة واحدة يومياً الفترة الماضية.. سامحنى يا عمو».

{long_qoute_1}

كلمات الصغير نقطة صغيرة من واقع بائس يعيشه سكان المدينة المحاصرة، التى وصلتها ثانى شحنة من الإمدادات الغذائية والطبية أمس، بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولى، ومؤسسة الهلال الأحمر العربى السورى، حيث وصف أحد عمال الإغاثة الحال لشبكة «سى إن إن»، قائلاً: «بكينا عندما شاهدنا هؤلاء الأطفال بحالهم المزرى أمامنا، ومع ذلك كانوا يتصرفون بتحضر وتهذيب شديد، ويسألون بهدوء هل أحضرنا لهم بسكويت».

يبتسم عامل الإغاثة للحظات، وهو يصف حال سكان «مضايا»، الذين أصروا، بحسب كلامه، على تقديم حساء «الحصار» لهم، كما يطلقون عليه، وهو مصنوع من المياه الساخنة والتوابل فقط. الأوضاع الطبية هى الأصعب، حسب ما صرح به عامل الإغاثة لـ«سى إن إن»، وكذلك المتحدث الدولى باسم لجنة الصليب الأحمر الدولى فى سوريا، باول كرزيسك، حيث إن عدد الأطباء الموجودين فى «مضايا» لا يتجاوز الأربعة، وهناك طبيب عام وآخر بيطرى، واثنان من أطباء الأسنان وممرضة، بالرغم من أن عدد السكان يصل إلى 40 ألف نسمة.

 


مواضيع متعلقة