هيكل: أكدت قبل خروج الإخوان بـ "الإسلام هو الحل" أن هذه المنطقة لا حل لها إلا "الدين"
![هيكل: أكدت قبل خروج الإخوان بـ](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/58436_660_1775566.jpg)
قال الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل إنه قبل أن يخرج الإخوان بشعار "الإسلام هو الحل"، أكد مرارا على أن مشاكل المنطقة كلها لا حل لها إلا الدين.
وتابع هيكل: "مرات بننسى قبل الإخوان ما يطلعوا بشعار «الإسلام هو الحل»، ارجعى لكتبى اللى أنا كتبتها أرجوكى وخصوصاً «the cairo documents» اللى طلع بره، وأول كتاب كتبته مع سلسلة الأهرام للعالم الخارجى، وكان هنا الأمريكان واصلين بعد الحرب العالمية الثانية إلى أن هذه المنطقة كلها لا حل لها إلا الدين لأن «الدين» هو التيار الرئيسى الموروث والفاعل والمؤثر على حركتها، وينبغى أن تدخل فيه، أنا واصف فى كل ما كتبت مشهد زيارتى لأول مرة لواشنطن بعد الثورة، مع الأسف الشديد فى سنة 1952 -وبقول مع الأسف الشديد لأن فى 52 لازم تتخضى، كان قبل ما تتولدى يمكن- لكن أنا فى ديسمبر 1952 وأنا باغطى انتخابات الرئاسة شفت «جون فوستر دالاس» اللى بعد كده بقى وزير خارجية، والرجل بيقول لى إيه رأيكم؟ وبعدين العسكريين فى البنتاجون قالوا لى نفس الحكاية وكانوا مهتمين بزيارتى جداً لواشنطن فى ذلك الوقت، بعد ما قالوا لهم إنى قريب لمجلس قيادة الثورة وصديق لجمال عبدالناصر، فراح «جون فوستر» قال لى: الموروث الوحيد عندكو اللى له تقاليد مش الديمقراطية والكلام ده كله، إنما الموروث هو الإسلام «الدين»، وراح جاب لى الجنرال «ألفريد أولمستيد» وأنا فاكر اسمه وشكله، ونحن فى غرفته بالبنتاجون، فتح خريطة كان عليها ستارة، «وبدأ يشرح» وقال لى: هنا حلف الأطلنطى وأوروبا، وشايف انت الأعلام والقواعد، وشايف حلف جنوب شرق آسيا، وقال لى: عايزين نعمل عندكو حاجة تملى الفراغ الموجود أمام الشيوعية، وأنا قلت له: فيه حركة القومية العربية والوطنية، قال لى: شوف ده كلام انت تقوله زى ما انتوا عايزين، لكن هذه المنطقة -وحطى دى فى ذهنك وما تنسيهاش- إحنا عايزين حلف يرتكز على إسطنبول أكثر بلد إسلامى التصاقاً بأوروبا، ومصر الأزهر الذى لا يزال المرجعية، وباكستان أكبر دولة إسلامية وأكبر جيش إسلامى، فالحل هو حلف إسلامى -وده كان قبل حلف بغداد بكلام كتير أوى- جنب حلف جنوب شرق آسيا وجنب حلف الأطلنطى، ففكرة حكم إسلامى يعتقده الأمريكان إنه أفضل جداً للمنطقة، أولاً لاتساقه مع طبائعها واتساقه مع مراحل التطور لأنه يحفظ مصالحهم أو هم يتصورون أنه يحفظ مصالحهم، من غير ما أتهم حد بالتواطؤ ولا حاجة من دى، لكن أرجوكِ لاحظى أن التيارات الوطنية والتيارات القومية وهذه الدعوات للحداثة والتقدم سوف تصطدم بالغرب، أما إذا لهيتى المنطقة إن الكل يخش الجوامع أو اتفضل زى ما انت عايز وخش الندوات ومواقع الوعظ، وقول اللى انت عايز تقوله، ده كله لا يُخيف أحداً، فيه ثابت موجود فى ذهن الأمريكان إن هذه المنطقة بالتحديد الدين هو الفاعل الرئيسى فيها وبالتالى سيبها له".