بعيداً عن «السياسة».. «صيادو الخير» يدعمون «أسكر».. أفقر قرى الجيزة

كتب: إسلام زكريا

بعيداً عن «السياسة».. «صيادو الخير» يدعمون «أسكر».. أفقر قرى الجيزة

بعيداً عن «السياسة».. «صيادو الخير» يدعمون «أسكر».. أفقر قرى الجيزة

يجاورون أغنياء العاصمة، لكنهم لا يزالون «تحت خط الفقر». يتحدثون عن دعم وخطط الحكومة لإنقاذهم، ويتسامرون فى ليالى الشتاء بالجهود المنتظرة للحركات السياسية والمتطوعين، أكرمهم الله، الذين فكروا فيهم للحظات. نحو 13 ألف نسمة يعيشون فى هذه القرية الواقعة بمحافظة الجيزة، أكبر المحافظات التى تضم قرى فقيرة ومعدمة، أفقرها يقع فى عزبة السلام بمركز الصف، التى قرر عدد من شباب الخير زيارتها، لتقديم تبرعات ومساعدات لأهلها.. وفى «أسكر»، القرية الأكثر فقراً، كانت البداية، وسط أطفال يسيرون حفاة وكبار سن يبدو عليهم العجز وضيق الحال ومنازل لا تفرّقها عن القبور إلا بتحرك الأحياء فيها. قافلة من الشباب، أطلقت اسم «صيادى الخير» على نفسها، رافقتها «الوطن» خطوة بخطوة، لا أحد منهم ينتمى لحزب أو حركة أو جهة سياسية، لكنهم جميعاً يشعرون بمسئولية تجاه هؤلاء المعدمين، الذين تخلت عنهم الدولة. كيلومترات تبعدهم عن قلب العاصمة، لكن العشوائية تسيطر: «الوضع طلع أصعب مما كنا نتصور، ومهما عملنا مش هنقدر نصلح حياة الناس دى، لكن بنحاول»، قالت هند عبدالحميد، إحدى الشابات المشاركات بالقافلة، التى ضمت مساعدات مختلفة، «ملابس، بطاطين، مواد غذائية، أخشاب ومشمع لتسقيف المنازل»، الفتاة العشرينية أكدت أن المساعدات تم جمعها بتبرعات ذاتية دون تدخل أى جهة: «التبرعات من جيوبنا، وده دورنا تجاه البلد والمحتاجين فيها، ونرفض تدخل أى جهة سياسية أو رجال أعمال».

{long_qoute_1}

قرية «أسكر»، التى بدأت منها القافلة، يقيم سكانها فى منازل متواضعة وعشش خشبية، وتمكنت القافلة من ترميم 40 منها. هانى نجم، أحد الشباب المشاركين، أكد أن الأهالى لا يزالون فى حاجة إلى مساعدات طبية لم يتمكن المتطوعون من تقديمها، مناشداً الدولة التدخل: «محدش هيموت من الجوع أو البرد، لكن فيه ناس هتموت من عدم العلاج، فى النقطة دى تحديداً محتاجين جهات رسمية تتدخل وتنقذ الأهالى». الأهالى استقبلوا الشباب بفرحة شديدة: «أخيراً حد سأل فينا»، ويقول أحمد عبدربه، الذى يعول أسرة من 8 أفراد، بجلباب رثّ وحال يبدو عليه الضيق، استقبل زوار الخير بابتسامة لا تفارقه وترحيب جمّ، مُصراً على حسن ضيافتهم بـ«قعدة شاى» اجتمع حولها العشرات.

 


مواضيع متعلقة