عبد المنعم الشحات: دعاة العلمانية والتنوير والتجديد كلهم أصحاب "أفكار منحرفة"

كتب: إسراء طلعت

عبد المنعم الشحات: دعاة العلمانية والتنوير والتجديد كلهم أصحاب "أفكار منحرفة"

عبد المنعم الشحات: دعاة العلمانية والتنوير والتجديد كلهم أصحاب "أفكار منحرفة"

قال عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن "العلمانية" أو فصل الدين عن الدولة أو بالأحرى عن تنظيم حياة الناس، منهج غربي قد يمكن التعايش بينه وبين بعض الأديان، لكن لا يمكن التعايش بينه وبين الإسلام، الذي جاء في القرآن الكريم أول مصادره، قول الله -عز وجل- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).

وأطول آية في القرآن تختص بالمعاملات، وهي آية الدين، وفي القرآن أحكام تختص بالبيع والإجارة، والقرض والهبة؛ فضلاً عن العقوبات التي تعتبر أخص ما تمارسه الدول مِن صلاحيات.

وأضاف الشحات، فى مقال له على موقع الدعوة السلفية بسبب الهجوم على الأزهر، أن دعاة العلمانية يقسِّمونها إلى ثلاث مراتب، علمانية ضد الدين وترفض وجوده "ومِن أشهرها: المذاهب الإلحادية الداروينية والماركسية"، ويصفون هذه أحيانًا بالعالمانية الفرنسية، إضافة إلى علمانية لا دينية تنادي بفصل الدين عن الحياة، ولا "تمانع" مِن وجود الدين إذا كان دينًا علمانيًّا أو حرَّفه أتباعه ليوافق العلمانية، وهي النوع الأكثر انتشارًا في أوروبا، ويصفونها أحيانًا بالعلمانية الإنجليزية.

وأشار إلى أن هناك علمانية تحترم الدين وتعد الطور الجديد مِن العلمانية، الذي بدأت كثير مِن دول أوروبا في تطبيقه، ولا يختلف عن سابقه في ضرورة فصل الدين عن التشريع في الدولة، لكنه يسمح للدولة بالاهتمام بذلك الدين "العلماني أو المعلمن"، بل ويرى توظيفه لتحقيق أهداف اجتماعية وسياسية بما يعني أن هذا النوع مِن العلمانية لا ينادي بالفصل التام بيْن الدين والسياسة، ولكنه يُخضِع الدين للسياسة بدلاً مِن إخضاع السياسة للدين، وهذه يطلقون عليها العلمانية الأمريكية.

وأكد المتحدث باسم السلفية، أنه إذا نظرتَ إلى هذه الأقسام الثلاثة؛ فستجد أنها كلها منحرفة ومصادمة للقرآن الكريم فضلاً عن السنة النبوية الشريفة مع أن بعضها أهون شرًّا مِن بعض، لكن هذا الأقل شرًّا ينقلب إلى "الأكثر خطرًا" حينما يستعمله أصحابه لتمرير هذا الباطل، فإذا خرج مَن يبين مصادمة العلمانية للإسلام؛ قالوا: أنتم لا تدركون أن العلمانية أنواع، وأننا ندعو إلى النوع الذي "لا يضاد الدين" أو "النوع الذي يحترم الدين" غير منتبهين إلى أن هذه الأنواع جائرة في حكم الإسلام غير ملتزمة بالحد الواجب للعبد المسلم، وهو أن يقول للشرع: "سمعتُ وأطعتُ".

وتابع: ثم إن هؤلاء متى انكشفتْ حيلتهم فروا إلى استعمال مصطلحات حسنة، ولكنهم لا يعنون بها إلا تلك العالمانية القبيحة، ومِن أكثر هذه المصطلحات خداعًا ومجانبة للواقع مصطلح التنوير، وحسبك مِن شر أن يرى البعض أن كل مَن ينتسب إلى الدين في ظلام يحتاج إلى تنوير هؤلاء، الذي لا يعدو أن يكون تشويهًا للدين وتحريفًا له.

وأشار إلى أنه على مسار آخر، وَجد هؤلاء مصطلحًا له أصل شرعي ويكثر تكراره في كتب التراث، وهو مصطلح "التجديد"؛ فركبوا هذا المصطلح وهو لا يعني عندهم إلا معنى واحدًا، وهو إخضاع الدين للسياسة، ولكل ما يستجد ويتجدد مِن نظريات؛ سواء كانت في مجال كيف بدأ الخلق؟ "وهو مجال غيبي محض عند المسلمين"، أو في مجالات الاقتصاد أو الاجتماع أو السياسة، وكلما تطورت تلك النظريات أو انتقلت مِن النقيض إلى النقيض لزم علماء الدين في حث هؤلاء أن يعيدوا قراءة الدين أو تأويله أو بالمعنى الصحيح "تحريفه".


مواضيع متعلقة