وزير إسرائيلي: مبارك طلب "البركة" من حاخام يهودي.. ومترجمو الرئاسة لـ"الوطن": تخاريف

02:33 م | الجمعة 01 يناير 2016

زعم الوزير الإسرائيلي أرييه درعي، زعيم حزب "شاس" الإسرائيلي، أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، طلب البركة من الحاخام الإسرائيلي الراحل عوفاديا يوسف، خلال لقاء جمعهما قبل 30 عاما.

ونقل موقع "المصدر" الإسرائيلي عن درعي: "دعا الرئيس المصري حينذاك حسني مبارك، معلمنا إلى زيارة، وحظيتُ بالانضمام إليه، وفي الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية حيث يقع قصر مبارك، توقفنا في دمنهور عند قبر الحاخام يعقوب أبوحصيرة، وكانت هذه هي المرة الأولى لنا التي نزور فيها قبر الحاخام، وأذكر أنّهم فتحوه لنا بشكل خاصّ".

{left_qoute_1}

وأضاف درعي: "وصلنا إلى قصر الرئيس مبارك، وأعجِبنا بروعة الملكية والقوة التي كانت بيده، كرّم مبارك الحاخام كثيرا، وأوضح له بأنّه معاذ الله لا يريد الإضرار بالقبور اليهودية، لذلك دعا الحاخام الرئيسي الإسرائيلي إلى مصر، من أجل إخراج الجثث بطريقة محترمة، دون أن يتم المساس بها"، متابعا: "عوفاديا أوضح أنّه وفقا للشريعة اليهودية، يحظر إخراج الموتى من قبورهم، ولذلك اقترح بناء جسر فوق المقبرة، فوافق مبارك على الطلب".

{left_qoute_2}

وقال الوزير الإسرائيلي: "بنهاية اللقاء، طلب مبارك البقاء وحده مع الحاخام عوفاديا، وكنت حاضرًا في تلك اللحظة، فأحنى الرئيس المصري رأسه وقال للحاخام: باركني، فباركه بحرارة، طالبا أن يطيل الله مدة حكمه" بحسب زعمه.

كما زعم درعي: "بعد سنوات طويلة، حين كان مبارك معرّض إلى عقوبة الإعدام في مصر، فتضرع الحاخام عوفاديا إلى الله لينجيه من تلك العقوبة".

{long_qoute_1}

من جانبه، علق الدكتور حسن علي حسن، مدير عام شبكة الإذاعات الموجهة، والمترجم الإعلامي للرئاسة في فترة حكم مبارك: "على حد معلوماتي، لا يمكن أن يطلب مبارك شيء من هذا القبيل".

وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "لا أعتقد أن هذا الحديث صحيح، بل مجرد (تخريف) من قبل درعي، أو أن هذا الموقع ينشر (أي كلام)".

وعن تضرع الحاخام الذي تسبب في نجاة مبارك من الإعدام على حد زعم الموقع الإسرائيلي، قال حسن: "هم بعيدون عن الدين، وما ذكروه أمر يدعو إلى السخرية".

{long_qoute_2}

من جانبه، قال الدكتور منصور عبدالوهاب أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن جامعة عين شمس: "في البداية، الأمر مضحك للغاية، ولا ندري مدى صحته، هذا الأمر لم نسمع عنه من قبل، حتى بعد ترك مبارك للحكم في 2011".

وأضاف عبدالوهاب، الذي شغل منصب المترجم السياسي للرئاسة لمدة 10 أعوام، مع الرئيس الأسبق مبارك: "هناك شكوك حول هذا الحديث، عوفاديا نفسه لم يتطرق لهذا الأمر قبل موته"، لافتًا إلى أنه ربما هناك وفد قد يكون أتى خلال فترة حكم مبارك الأولى لنقل رفات اليهود، مشيرًا إلى أن مصر في هذا الوقت كانت تبتعد عن الصراعات مع الدول بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.

{left_qoute_3}

وتابع المترجم الرئاسي السابق، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "مسألة الرفات أمر طبيعي بين الدول، وربما أيضًا يكون الوفد زار ضريح أبوحصيرة، لكن في النهاية طلب المباركة من الرئيس الأسبق للحاخام الإسرائيلي أمر مثير السخرية"، متسائلًا: "لماذا لم يذكروا هذا الأمر من قبل؟".

وقال عبدالوهاب: "الحديث لا يملك أي سند، ومن الأفضل أن تكون هناك رواية إسرائيلية تقابلها رواية مصرية كي نقبل بالأمر، لكن الرواية الإسرائيلية مشكوك فيها، لأنها أتت من درعي، أما عن الرواية المصرية فغير موجودة من الأساس، مستطردًا: "مفيش سند مصري ولا إسرائيلي".