ميسون المليحان.. اطلبوا العلم ولو فى مخيم لاجئين

كتب: روان مسعد

ميسون المليحان.. اطلبوا العلم ولو فى مخيم لاجئين

ميسون المليحان.. اطلبوا العلم ولو فى مخيم لاجئين

فى غضون سنوات قليلة انقلبت الآية فى سوريا، وبدا المستقبل أكثر غموضاً بالنسبة للفتاة المراهقة التى اعتادت التنقل بين شوارع وحدائق «درعا» المحافظة السورية التى تصل نسبة الأمية فيها إلى 0%، أضحت سوريا ساحة حرب حقيقية و«مهد الثورة» لم تعد مهداً للعيش بمأمن، فى كل مكان قذائف تلقى على رأس الفتاة وعائلتها، حتى قرر رب الأسرة الانتقال، ومنح عائلته لقب «لاجئة»، وبعد طفولة هادئة مليئة بالراحة والانسجام كان على مسيون المليحان أن تستعد لمرحلة جديدة فى الحياة.

فقدت الأمل، شعرت بيأس يملأ روحها.. قلق دائم يسيطر على تفكير «ميسون»، الفتاة انتقلت تواً إلى مخيم «الزعترى» بالأردن، حيث قررت عائلتها شد الرحال، لكنها قررت أن تحيد عن هذا التفكير سريعاً وبدأت، «هلموا إلى التعليم» جملة ترددها «ميسون» كل صباح جيئة وذهاباً بين أهلها، فكان نشاطها لافتاً للكثير من الملاحظين بالمخيم المكتظ باللاجئين، ولم يدم نشاطها فى هذا المخيم طويلاً حتى انتقلت مرة أخرى إلى مخيم «الأزرق» بالأردن، ولم تتوقف حينها عن مسعاها فى تعليم الفتيات، فى خيمة سعتها 70 متراً فقط تمكث هى وعائلتها المكونة من ثلاثة أشقاء وأبوين.

فى صحراء واسعة ممتدة تتنفس «ميسون» التعليم، وتحاول صرف العائلات السورية عن فكرة زواج الفتيات مبكراً، «التعليم هو ما يصنع لنا المجتمع الذى نعيش به» كلمات أوضحت بها الفتاة، التى فقدت الوطن لكنها لم تفقد الهوية، لماذا تقوم بنشاطها اليومى، فقد علمت أنه بالتعليم تصنع ذاتك وعلى مدار أكثر من سنتين عاشتها الفتاة فى غربة لم تكل من «طلب العلم» حتى لو كان فى مخيم للاجئين، بعد أن اعتاد اللاجئون السوريون زواج بناتهم مبكراً، فأغلبهم يرونه أمان الفتاة ومستقبلها، بينما يحرصون على عمل الذكر، ولكن «ميسون» قررت أن التعليم هو الأهم لكلا الجنسين.

«ميسون» الفتاة ذات الـ16 ربيعاً هى الأمهر فى دراسة العلوم التى ترى فيها حقيقة الكون والعالم، ويأتى فى المركز الثانى تعلمها للغة الإنجليزية ثم علوم الحاسوب؛ وبالنصح والإرشاد تقنع الفتيات بالذهاب للدراسة، وعدم التركيز على الإضرابات التى يشهدونها بسبب سلب الوطن، فهى تقول عن التعليم «هو الدرع الواقية الذى نستطيع من خلاله أن ندافع عن أنفسنا وعن أرضنا».

عوامل جميعها منحت الفتاة لقب «ملالا الشرق»، على غرار «ملالا يوسف زاى» الفتاة الباكستانية التى نجت من طلقات حركة طالبان بسبب مطالبتها بتعليم الفتيات، وقابلت «ميسون»، «ملالا» بالفعل فى زيارة الأخيرة للمخيم الذى تقيم به، وأصبحت «ميسون» رمزاً للفتاة العربية التى تقف فى وجه الصعاب وتسعى دوماً للتعليم، وهى من أكثر 100 شخصية نسائية ملهمة فى عام 2015 فى تصنيف شبكة BBC.


مواضيع متعلقة