شوقي الماجري: "مملكة النمل" استغرق 7 سنوات ليخرج للنور
"فلسطين تزهق بها الأرواح بسبب دبابات ومروحيات العدوان الإسرائيلي وجرافات تهدم البيوت وتمحو كل ما هو أمامها من تاريخ وإرث، وتحت الأرض أنفاق ومدن فلسطينية شاهدة على تعاقب التاريخ والحضارات فهى الدولة التي تعيش بين الحقيقة القاسية والأحلام والتاريخ والأسطورة" هكذا فلسطين كما صورها الفيلم التونسي "مملكة النمل" الذي يشارك ضمن مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الفيلم الذي أخذ سبع سنوات حتى يخرج إلى النور بسبب البحث عن إنتاج عربي أو أجنبي يرفض هذه النوعية من الأفلام، والتي لا يتحمس لها أحد، حيث يقول مخرج العمل شوقى الماجري: "تلقيت العديد من العروض من جهات إنتاج عربية تريد أن تتعاقد معي لكن فور معرفتها بفكرة العمل يقل حماسها، كذلك الجهات الأجنبية التي تفرض شروطها فور معرفتها بالعمل، فهى رحلة البحث الطويل عن التمويل إلى أن رأى الفيلم النور فور إيجاد منتج له، أما أماكن التصوير فتضمنت ما بين سوريا وتونس فتم في تونس تصويرالمشاهد التي تخص باطن الأرض والأنفاق وباقى المشاهد في سوريا، فالأنفاق مثلت مستويين هما المستوى الواقعي والمستوى الآخر هو باطن الأرض أي التاريخ المحفور، وهو تاريخنا، وتعمدت بتواجد ما هو رمزى وهى صورة مقفولة مثل الإشارة إلى القمر بالفيلم ليعبروا عن ثقافتنا الطقسية الأسطورية.
أما بطلة العمل صبا مبارك فتقول "لم أجد صعوبة في أن أجسد مراحل عمرية مختلفة لإحدى أمهات فلسطين فكل المراحل نفس الانفعالات والتصرفات رغم المراحل المختلفة لكن تكمنت الصعوبة في فرضية أننى كأم فلسطينية داخل الفيلم أعاني كل يوم من إحساسي هل سأرى ابنى بعد خروجه أم سيخرج بلا عودة فهذة هى أصعب فرضية تمر على الأم الفلسطينية ، فتعذبت من خلال تجسيدى لهذا الدور في فيلم عن معاناة هذه الأم فما بالنا بالأمهات الفلسطينيات اللائي تعيشن ذلك بشكل واقعي ولا يمكن الفرار من ذلك الواقع الذى يعيشون به" .
ويرى الفنان الأردنى منذر رياحنة الذي أهدى الفيلم لشهداء ومصابي الثورة "أن هذا العمل أخذ كل هذه الفترة حتى يخرج للنور لأنه لا توجد أى جهات أجنبية تدعم هذه النوعية من الأفلام فما يهمهم هو الجانب الإسرائيلي وليس فلسطين، وعبر عن فخره لتجسيده هذا الدور بالفيلم".