أخلاق المصريين.. استقالة جماعية من «بيت الأدب»

أخلاق المصريين.. استقالة جماعية من «بيت الأدب»
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
عندما يضرب التردى الأخلاقى بـ«جرثومته» فى مجتمع، فعلينا أن نتوقع دخوله الوشيك فى دوائر الخطر، فالانهيار يبدأ دائماً من محطة الأخلاق، وبإمكانك أن تستدل على ذلك من تحليل أى أزمة، أياً كان نوعها، والتفتيش عن أسبابها، لأنك ستظفر فى النهاية بسبب أخلاقى يكمن وراءها، هل تشعر بأية صدمة عندما أقول لك إننا أصبحنا مجتمعاً قليل الأدب؟!. عدم الدهشة أمام السؤال يعنى تشخيصاً بسيطاً للحالة، فنحن لا نندهش أمام الأسئلة التى تحمل فى أحشائها إجابة بديهية. نحن كذلك، وكلنا يعترف أن قلة الأخلاق وغياب الأدب سمة أساسية تتمدد بأرجلها فى شتى نواحى حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فى الإعلام، والمدارس، والجامعات، والشوارع، وتحت قباب المجالس الموقرة، وأن عملة الأخلاق الجيدة أصبحت مطاردة ومطرودة أمام عملة الأخلاق الرديئة. الأخلاق الحميدة أساسها وجود القدوة، والقدوة تكاد تكون غائبة فى مجتمعنا، بدءاً من الأسرة وانتهاء بالمجال العام، بأغلب أطيافه وتنويعاته. «الكداب الكبير» يطالب «الصغير» بالصدق، واللص الأفَّاق المتأنق بملابسه وروائحه ينصح البسيط بالتعفف، والمسئول الكسول يطالب المواطن بالاجتهاد والعمل، والواعظ ذو اللحية يعظ بالصراحة، وهو يتكلم وقد نصبت عليه عمامة كالبرج، لكن فوق تل نفاق!. غابت القدوة فتردت الأخلاق. أصبحت الأخلاق الجيدة معدومة القيمة فى سوق الحياة. فالمجتهد لا مكان له، فى حين يصعد المنافق إلى أعلى الدرجات. الصادق فى قوله والمستقيم فى أفعاله يعاتب، فلماذا لا يكون مثله مثل أهل بلده؟. عندما يهمل مجتمع الكفاءة، ويصعد بالمنافقين، أو أفراد الشلة، أو أبناء العم والأهل والعشيرة، يصبح إعلامه مرتعاً للجهلة وأنصاف المتعلمين، وببغاوات الأجهزة، واقتصاده ساحة للغشاشين والفاسدين واللصوص، وأفلامه عراك سكاكين، وملاعبه ساحات للتبارى على السفه والتجاوز، ومدارسه وجامعاته ساحات للتحرش والإدمان واستدعاء أحط الألفاظ من قاموس «قلة الأدب»، والنتيجة التى تترتب على ذلك أن يتحول شارعه إلى ساحة معركة جوهرها الردح والجعجعة. والتراشق بالألسنة مقدمة للتراشق بالأيدى، والتراشق بالأيدى مقدمة لما هو أخطر، نحن الآن نقف على حافة الهاوية، ونعيش لحظة ما قبل السقوط فيما هو أخطر. من حولنا تظهر مجتمعات وقعت فى الفخ الذى نخشى الوقوع فيه، لم يكن السبب فى ذلك ديكتاتورية حاكم، ولا بطش سلطة، لأن المجتمع المتماسك أخلاقياً يستطيع بسهولة أن يقف فى وجه أى حاكم ديكتاتور أو سلطة باطشة، بإمكانه أن يتخلص من كل ذلك بطريقة أخلاقية، لكن عندما يفقد الأخلاق فسرعان ما يقع فى المحظور، ويمزق بعضه بعضاً. السر فى تماسك أى مجتمع لا يرتبط بعطف مؤسسة الحكم عليه، بل يرتبط بثبات أخلاقه. البقية الباقية من أخلاق المصريين هى التى صانت هذا الشعب طيلة السنوات الماضية من السقوط فى المستنقع الذى سقطت فيه الدول المجاورة، وليس أى سبب آخر. المأساة أن هذا القليل الباقى فى مخزوننا الأخلاقى يتآكل بشكل سريع، ليضعنا على منحدر السقوط، ووقتها سوف يخسر الجميع، الكبير والصغير، الغنى والفقير، الحاكم والمحكوم، الظالم والمظلوم. هذا الملف يدق جرس إنذار لتنبيه الغافلين، يشخّص مشكلة التردى الأخلاقى، ويشرح أبعادها فى شتى مناحى الحياة المصرية، ويسلط الضوء على ما وصلت إليه الحالة الأخلاقية للمصريين. يذكّر بالحلول المعروفة للتعامل مع هذه المسألة، ويطرح بعض الحلول المبتكرة لعلاج المشكلة، يستدل برأى المسئولين والخبراء والمواطنين العاديين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى هذا الملف. نحن الآن على مسافة ساعات من عام 2016. أى عام جديد فى حياة إنسان يعنى أمرين: الأول مراجعة ما فات، والثانى التفكير فيما هو آتٍ. معاً نراجع حالتنا الأخلاقية خلال ما مضى، ومعاً نحاول وضعها على أعتاب مستقبل جديد.
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة
- أعلى الدرجات
- المجال العام
- حافة الهاوية
- عام جديد
- قلة الأدب
- أبعاد
- أبناء
- أجهزة