«أمير» و«كمال» شريكان فى محل واحد: الدين لله.. و«الكريسماس» للجميع

كتب: إنجى الطوخى

«أمير» و«كمال» شريكان فى محل واحد: الدين لله.. و«الكريسماس» للجميع

«أمير» و«كمال» شريكان فى محل واحد: الدين لله.. و«الكريسماس» للجميع

فى محل صغير لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار يطل مباشرة على شارع الجيش بمنطقة باب الشعرية، كانت أغنية عبدالحليم حافظ «علشانك يا قمر» تتردد، بينما «أمير» يساعد «كمال» فى ترتيب مواد التغليف، يقف «أمير» على سلم خشبى ويضع بضاعة على أحد الرفوف، ويشير إليه «كمال» كى ينتبه لعدم سقوط «النتيجة» التى تحمل صورة العذراء، ولم تمر ثوان حتى وجد «كمال» ابتسامة أمير تغطى وجهه وهو يطلب منه أن يتوقف عن العمل ويذهب إلى المسجد المجاور لأداء صلاة العشاء.

أمير بشرى وكمال أبوالمكارم، صديقان، يتحاكى الجميع بصداقتهما، هما شريكان فى عمل واحد، وخانة الديانة ليس لها مكان بينهما، يحكى «أمير» 52 عاماً، من منطقة الظاهر، قصة كفاحهما معاً: «كمال بيساعدنى فى محل أبويا، أنا بعتبره أكتر من أخ، بعد المشاكل اللى حصلت عنده فى محل الجلود والورق اللى بيملكه، قلت الأفضل إنه يبقى معايا على طول وبدأنا الشغل سوا».

«كمال»، 62 عاماً، علامات الزمن محفورة فى تجاعيد وجهه، لكنها ممزوجة بالمحبة، تتجلى عندما ينظر لـ«أمير» ويقول: «بعد فترة الركود أصاب محلى، مابقاش يجيب أى إيراد، وفى نفس الوقت أخويا الكبير أصيب بمرض فى القلب، فبقيت مسئول عنه، وتقديراً لحالتى ساعدنى أمير، فبقينا كأننا واحد».

علاقة أمير بكمال لم تبدأ بشكل عادى، فكونهما جارين فى العمل، جعلهما يعرفان عادات بعضهما، وبعد أن عملا معاً أصبحت تلك العلاقة أشبه بـ«الميثاق الغليظ»: «إحنا مانعرفش مسلم ومسيحى، الدين لله والوطن ومحبته للجميع»، قالها «أمير» معبراً عن حزنه مما آلت إليه الأوضاع حالياً بسبب التعصب الدينى: «إحنا فى الأعياد مابنهتمش بالشكليات، أمير يفطر معايا فى رمضان، وفى عيد الميلاد أسهر خصيصاً لكى أكون أول من يهنئه».

 


مواضيع متعلقة