د. صلاح حسب الله: «المصريين الأحرار والوفد» يبحثان عن بطولة زائفة

09:40 م | الثلاثاء 29 ديسمبر 2015

أكد النائب الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، أن مشاركة حزبه فى ائتلاف «دعم مصر» يأتى من منطلق الحرص على تكاتف الصف تحت القبة. وقال إن المشكلات التى شهدها الائتلاف الأيام الماضية بسبب انسحاب حزب «مستقبل وطن» ثم عودته مرة أخرى، فضلاً عن تغيير اللائحة الداخلية للائتلاف وتشكيل المكتب السياسى، ما هى إلا ظواهر صحية لن تنال من الدور الذى يسعى الائتلاف إلى تحقيقه مع بدء انعقاد جلسات البرلمان.

وأشار إلى أن نواب الائتلاف تم انتخابهم بإرادة حرة من الشعب.. وليس من الإنصاف أن ننتصر للحكومة على حساب الشعب الذى أعطانا ثقته، وقال فى حواره لـ«الوطن»: لن نعلق «المشانق» لحكومة الدكتور شريف إسماعيل إلا بعد اختبارها.. ولدينا أدوات رقابية نستطيع بها سحب الثقة منها إذا فشلت فى مهمتها. هاجم حسب الله حزب المصريين الأحرار، وقال: المهندس نجيب ساويرس مؤسس الحزب يتعامل مع الحزب بمبدأ إدارة شركاته الاستثمارية، ويسعى دائماً إلى اختلاق الأزمات السياسية لحصد مكاسب خاصة لنفسه، كما انتقد أسلوب إدارة الدكتور السيد البدوى لحزب الوفد، لافتاً إلى أنه متذبذب فى اتخاذ قراراته.

وشدد «حسب الله» على أن حزب الحرية الذى يشرف برئاسته، لديه أجندة تشريعية سيتقدم بها مع انعقاد جلسات البرلمان، وتتضمن اقتراحاً لمشروع قانون الانتخابات، ورؤية متكاملة حول القوانين المكملة للدستور.

■ كيف تفسر حالة التشاحن والتلاسن الموجودة بين الهيئات البرلمانية للأحزاب قبل بدايه دور الانعقاد التشريعى؟

- ظاهرة صحية.. ففى كل برلمانات العالم يحدث نفس الأمر.. ولكن الواقع فى مصر أن الإعلام ساهم فى افتعال الأزمات، رغم أن بعض الأحزاب حاولت رأب الصدع، خاصة أن المرحلة المقبلة تحتاج من الجميع تضافر الجهود تحت قبة البرلمان.

■ حزب الحرية من أول الأحزاب التى انضمت لائتلاف دعم مصر.. ما السبب؟

- منذ البداية ونحن نتعامل مع الائتلاف على أنه غاية وليس وسيلة.. و«دعم مصر» ائتلاف تحكمه ثوابت وطنية الهدف منه تشكيل حائط صد تشريعى أمام ما تتعرض له مصر داخلياً وخارجياً.

■ ولكن البعض يرى أن الائتلاف سيكون حائط صد داخل البرلمان للدفاع عن الحكومة؟

- هذا الكلام غير دقيق، نحن ائتلاف مشكل من أحزاب سياسية ومستقلين تحت القبة.. وتم انتخابنا من الشعب، وبالتالى نحن مسئولون أمامه عن مراقبة الحكومة ومحاسبتها من خلال الأدوات الرقابية المكفولة لنا بدءاً من طلب الإحاطة وانتهاء بالاستجواب.. وقد يصل الأمر إلى سحب الثقة منها إذا فشلت فى أداء مهامها المنوطة بها.. وبالتالى فإن ما يثار حول قيام الائتلاف بدور الأغلبية الميكانيكية الذى كان يلعبه الحزب الوطنى تحت القبة طيلة 30 عاماً لا وجود له.

{long_qoute_1}

■ إذن بماذا تفسر الهجوم على هذا الائتلاف؟

- كنا نتوقع حدوث تعارض بين بعض الأحزاب المنضمة للائتلاف حول الرؤى.. لكن ما حدث أن هناك أحزاباً أعلنت منذ البداية رفضها للتنسيق معنا، ولم تجتمع بنا، ثم فوجئنا بأنها أول من شنت الحرب علينا دون مبرر.. والغريب أن بعضاً من نوابها يصرون على التعاون معنا تحت مظلة الائتلاف لإيمانهم بأننا نعمل جميعاً من أجل مصر.

■ بصراحة شديدة ما هذه الأحزاب؟

- الجميع يعلم قصدى، حزبا «المصريين الأحرار والوفد» اللذان يسعيان إلى بطولة زائفة لن تحقق الصالح العام، بل تنتقص من شكل البرلمان الحالى قبل بداية انعقاد جلساته، ولابد أن نؤكد عدة أمور، أبرزها أن حزب الوفد تراجع عن موقفه فى الانضمام للائتلاف.. وهو أمر ليس بجديد عليه، ففى شهر فبراير الماضى حينما توقفت الانتخابات البرلمانية بسبب عدم دستورية قوانين الانتخابات، خرج رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى ليهاجم قائمة «فى حب مصر» والمنبثق عنها ائتلاف «دعم مصر» على صفحات جريدته، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى بوقف ما سماه «المهزلة».. وحينما عادت القائمة للنور مرة أخرى، كان أول الجالسين للتفاوض على عدد المقاعد التى سيحصل عليها داخل القائمة. كل هذا وغيره من المواقف السلبية أكدت أن «الوفد» دائماً متذبذب فى اتخاذ قراراته.

■ فى رأيك من المسئول عن هذا التخبط؟

- لدينا قاعدة فى عالم السياسة هى «من يدير الكيان السياسى هو المسئول عن نتاج ممارساته وأخطائه».. والدكتور السيد البدوى هو المسئول عن هذا الكيان.

■ وماذا عن حزب «المصريين الأحرار»؟

- حكاية لا تنتهى.. فمؤسس الحزب المهندس نجيب ساويرس يتعامل مع الحزب وكأنه إحدى شركاته التى يتعامل معها بأمواله.. والدليل حجم الأموال التى تم ضخها فى الشارع الانتخابى من مرشحى هذا الحزب والتى أثرت بشكل كبير على العملية الانتخابية برمتها.. ودفعت المرشحين المستقلين إلى دخول حلبة الصراع معه، لتتحول المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لبورصة شراء أصوات الناخبين.

{long_qoute_2}

ليس هذا فقط.. فـ«ساويرس» معظم تصريحاته مستفزة وكأنه يريد إشعال أزمات داخل المشهد السياسى، ليظهر الجميع فى حالة من الوهن والضعف يستطيع من خلالها ركوب الموجة.. الأخطر من ذلك هو طريقة تعامله مع نوابه، فمثلاً هدد النائبة مى فاروق بفصلها من الحزب حال استمرارها داخل ائتلاف دعم مصر.. وعموماً «من حكم فى ماله ما ظلم».

■ هل ترى أن محمد بدران رئيس حزب «مستقبل وطن» تأثر بكلام «ساويرس» الذى وصف فيه ائتلاف «دعم مصر» بحزب مرشد الإخوان؟

- محمد بدران من الشباب الواعد.. ولديه تجربة مهمة وخاصة باعتباره أصغر رؤساء الأحزاب فى مصر، فضلاً عن أن حزبه نجح فى تحقيق معادلة صعبة فى الانتخابات بالفوز بنحو 51 مقعداً تحت القبة.. وعودته لصفوف ائتلاف دعم مصر أمر محمود، لأنه أدرك أن هذا التحالف يعمل من أجل الوطن وليس الصراع على قيادة كما يدعى ساويرس أو رجال الوفد.

■ باعتبارك أحد أعضاء ائتلاف دعم مصر، هل ترى أن اللواء سامح سيف اليزل هو المتحكم الحقيقى فى كافة الأمور؟

- بالعكس.. لم أجد فى هذا الرجل إلا صفات الاحترام والتعاون مع الآخرين.. وانتخابه رئيساً للائتلاف جاء بانتخابات حرة، وأتصور أن رجلاً بقامة «اليزل» لا يحتاج لمنصب تحت القبة.

■ البعض هاجم الائتلاف أيضاً بسبب استبعاد كل من المرأة والشباب من داخل المكتب السياسى للائتلاف؟

- أولاً المكتب السياسى ما زال فى إطار التشكيل وسيتم تشكيله بممثلين عن الأحزاب المشاركة فى الائتلاف والنواب المستقلين.. ولن نستبعد أى شخص تتحقق فيه الكفاءة، لأننا نعمل جميعاً لإنجاح هذه التجربة.

{long_qoute_3}

■ هل ترى أن التعديلات التى تم إدخالها مؤخراً على اللائحة الداخلية للائتلاف ستنال رضاء جميع المشاركين بالائتلاف؟

- أولاً التعديلات التى تم إدخالها على اللائحة الداخلية تم التوافق عليها بين الأحزاب المشاركة فى الائتلاف وهى «مستقبل وطن والشعب الجمهورى وحماة وطن والمؤتمر ومصر الحديثة والحرية والمحافظين».. وسيتم عرضها على النواب المستقلين المشاركين فى الائتلاف.. ولا توجد مشكلة من إجراء أية تعديلات تهدف فى النهاية إلى ضمان استمرار هذا الائتلاف.

■ ما تعليقك على ما يتردد بشأن استئثار الائتلاف بتوزيع اللجان البرلمانية بين أعضائه؟

- لا يوجد استئثار.. وتم وضع قواعد موضوعية لاختيار الأكفاء لرئاسة ووكالة اللجان البرلمانية.. وحسب معلوماتى فإنه لم يطرح حتى الآن اسم مرشح الائتلاف على منصب رئيس المجلس. وطرح اسم الدكتور على عبدالعال عضو قائمة «فى حب مصر» وائتلاف «دعم مصر» لم يستقر عليه بعد بين أعضاء الائتلاف الذين يتخذون قرارهم بشكل توافقى.

■ أخيراً ما الأجندة التشريعية التى يعمل عليها الآن حزب الحرية، باعتبارك رئيساً لهيئته البرلمانية؟

- لدينا العديد من اقتراحات مشروعات القوانين التى سنتقدم بها خلال المرحلة المقبلة.. ومن بينها قانون متكامل للانتخابات وآخر للمحليات، فضلاً عن أن لدينا رؤية متكاملة حول مشروعات القوانين المكملة للدستور ويأتى فى مقدمتها قانونا العدالة الانتقالية ودور العبادة لغير المسلمين.

■ وماذا عن مطالب تغيير الدستور؟

- هذا الكلام سابق لأوانه، لدينا مهام تشريعية محددة فى المرحلة الأولى من انعقاد البرلمان، ولا أتصور أن المجلس سيترك كل مهامه ويتفرغ فى البداية لتعديل الدستور.