قصص وحواديت لإرشاد الأطفال المكفوفين: المتحف ده فيه إيه؟.. دبابة!

09:39 م | الاثنين 28 ديسمبر 2015

اصطفوا فى طابور قصير، كارتفاع قاماتهم، وأسرعوا صوب باب المتحف المصرى، وتكاد أرجلهم لا تحملهم من فوق الأرض فرحاً بزيارة المتحف و«لمس» التماثيل. سؤال بسيط بادرهم به المرشد «أحمد نجيب»، ليشد انتباههم نحوه: تفتكر المتحف فيه إيه؟ ليعلو صوت الطفل «جمال»، قائلاً: «دبابة».. تلك الإجابة التى حاول أن يسبق بها زملاءه، ظناً أنها الأصوب، لتعقبها إجابات أخرى مشابهة مثل الأهرامات وأبوالهول!

{long_qoute_1}

تحت شعار «حوار فى الظلام» نظّمت مدرسة «الوعى الأثرى للمكفوفين» جولات إرشادية للأطفال المكفوفين داخل المتحف المصرى، بالتعاون مع نشاط المكفوفين بجمعية «رسالة»، لكنها كانت تختلف كلياً عن كل الجولات، حيث تعتمد على سرد حكايات وقصص بسيطة، تتماشى مع عقلية الصغار، وتعينهم على التعرّف على القطعة الأثرية.

«زى ما انتم بتحطوا لبسكم فى الدولاب، والكتب والأقلام فى الشنطة، الفراعنة عملوا المتحف ده عشان يحطوا حاجاتهم فيه»، هكذا أخذ «نجيب» يشرح للأطفال حكاية المتحف.

«عاوز ألمس.. عاوز ألمس»، كلمات أخذ الأطفال يردّدونها، بمجرد أن اقتربوا من القطعة الأثرية الأولى، وهنا بدأ المرشد يشرح لهم طاولة «التحنيط»: «هنا كان بينام المصرى زمان لما بيموت عشان يحنطوه، راسه بتكون هنا عند رأس الأسد، ورجله فى نهاية الترابيزة عند ديل الأسد، عارفين ليه عملوا الترابيزة على شكل أسد؟ عشان رمز القوة». على عكس الأطفال الموجودين، انزوت «سلوان» جانباً، ووجهها يبدو قلقاً من شىء ما، وكلما حاول المرشد جذبها نحوه، هرولت إلى الخلف أكثر. اقتربنا من الطفلة الرقيقة، للتعرف عن سبب خوفها، فقالت: «خايفة من التمثال الكبير.. عاوزة ماما»، لم تكن حالة «سلوان» هى الأغرب من بين الأطفال الموجودين فى الجولة الإرشادية، فقد اتجهت الأنظار صوب «جمال علاء» لرغبته الملحة فى الإمساك بكاميرات التصوير، لالتقاط صور تذكارية لمحتويات المتحف.

إيمان محمود، من المسئولين عن نشاط الأطفال المكفوفين فى جمعية «رسالة»، أكدت لـ«الوطن» أن الطفل الكفيف يتميز بقدرات ربما تفوق أقرانه من الأطفال المبصرين، فلديهم قدرة كبيرة على فهم أبعاد المكان الموجودين به، كما يمتلكون سرعة بديهة وحسن تصرف