"خيار وفقوس في كارثة السيول".. 5 وفيات أطاحت بـ"المسيري" و15 ضحية لم تغير محافظ البحيرة

07:30 م | السبت 26 ديسمبر 2015

"الغرق يليق بك"، كان هذا هو لسان حال الآلاف من مواطني محافظة الإسكندرية صبيحة 25 أكتوبر 2015، بعد أن أصبحت كل المنازل والمحال والسيارات عائمة على بحر السيول التي اجتاحت المدينة آنذاك، لينتهي ذلك اليوم الممطر بمصرع 5 أشخاص من سكان المحافظة صعقا بالكهرباء نتيجة سقوط أحد أعمدة النور الخاصة بـ"ترام الإسكندرية" مختلطا بمياه الأمطار.

مطالبات عديدة من مواطني الإسكندرية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي برحيل هاني المسيري، المحافظ في ذلك الوقت، عن منصبه، دعمتها مطالب من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية بضرورة تحمل المحافظ لمسؤوليته الأدبية عن الموقف العصيب بمحافظته وتقديم استقالته من منصبه على الفور، قبل أن يتم الإعلان، بعدها بساعات، عن قبول رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لاستقالة هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، عن استكمل مهامه وتكليف الدكتورة سعاد الخالي بتولي منصب القائم بأعمال المحافظ لحين تعيين آخر خلفا له، رغم تأكيد الكثيرين بعدم مسؤولية "المسيري" عن الموقف، وإرجاع ما جرى لشبكة الصرف المتهالكة على مدار السنوات الماضية.

أيام قليلة تمضي على رحيل محافظ الإسكندرية، حتى تتعرض قرية "عفونة" بمحافظة البحيرة لكارثة أخرى، حيث استيقظت مصر، صباح السادس من نوفمبر، على صرخات تتعالى من هنا وهناك، واستغاثة الأهالي من المطر الذي أغرق المدينة في المياه، الكل يتحرك عشوائيا يمينا ويسارا، بحثا عن فرصة للنجاة، إلا أن ذلك اليوم ينتهي بـ15 ضحية من سكان القرية والمحافظة لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء، دون أن يعقب ذلك أي نبأ عن تقديم الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، لاستقالته أو قبولها من رئيس الوزراء.

محافظة مطروح كان لها نصيب من مشهد الموت صعقا بالكهرباء نتيجة السيول، تلقى مدير أمن مطروح اللواء هشام لطفي إشارة من قسم شرطة مطروح، صباح 5 نوفمبر الماضي، بوصول جثة محمد أحمد عبدالبصير (33 عاما) لمستشفى مطروح العام، نتيجة صعق كهربائي خلال قيام المتوفى بأعمال حفر لتوصيل ماسورة مياه لمنزل بجوار أحد الكابلات الكهربائية في الأرض مشبعة بمياه الأمطار، ما أدى إلى وفاته، دون أن يتم اتخاذ أي قرار بشأن المحافظ بعدها.

"26 ديسمبر 2015"، يشهد حركة تغييرات موسعة تسفر عن تولي المهندس محمد مغادرة عبدالظاهر منصب محافظ الإسكندرية خلفا لـ"هاني المسيري"، وغادر 11 محافظا أماكنهم ليس من بينهم كل من الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، أو اللواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح، الذين شهدت محافظاتهما وقوع ضحايا خلال 10 أيام من موجة السيول المميتة.

من جانبه، قال الدكتور يسري العزباوي، أستاذ العلوم السياسية، إنه يمكن وصف حركة المحافظين الجديدة على أنها تضرب بمطالب المواطنين عرض الحائط، لأنها أبقت على محافظين فشلوا في العديد من الملفات ولم يستطيعوا إيجاد حلول لكارثة السيول وطالب الكثيرون برحيلهم من أمثال محافظي البحيرة والدقهلية، وأطاحت بمحافظ الشرقية الذي كسب حب الآلاف من أبناء المحافظة، وهذا يعكس أن التفكير الحالي يشير إلى نفس طريقة نظام مبارك الأسبق الذي لم يكن يرغب أن يملي عليه المواطنون قراراته.

العزباوي أكد أن ذلك لم يكن الشيء الغريب الوحيد في حركة المحافظين، وإنما شملت 9 لواءات رغم عدم وجود أي تغييرات في المحافظات الحدودية، وشملت تغييرات في محافظتين مثل بورسعيد والسويس، واللتين تحتاجان إلى مزيد من الاستقرار نظرا للعمل المنتظر بخصوص قناة السويس الجديدة، مؤكدا أنه كان من الأفضل التدقيق في الاختيارات أكثر من ذلك.