عمال «النحت فى الصخر» لـ« »: لن نتراجع عن تنمية سيناء

كتب: مروة عبدالله

عمال «النحت فى الصخر» لـ« »: لن نتراجع عن تنمية سيناء

عمال «النحت فى الصخر» لـ« »: لن نتراجع عن تنمية سيناء

تجوّلت «الوطن» داخل أحد أهم المشروعات الاستراتيجية العملاقة، وتفقّدت أعمال وتجهيزات بدء العمل بمشروع الأنفاق، واستقدام الماكينات الألمانية العملاقة، لمحاولة الانتهاء من هذا المشروع خلال عامين على الأكثر، ومع بداية العمل فى النفق الأول بشمال مدينة الإسماعيلية، الذى يبلغ عمقه أسفل القناة 40م، وسمكه الجدارى 60سم، فضلاً عن طبقة عازلة بمقدار 5سم، ويمتد ليعبر أسفل قناتى السويس، حيث تم تحديد موقعه فى الكيلو 73٫350 من مدخل القناة بمدينة بورسعيد.

{long_qoute_1}

وتعتبر الجولات الميدانية لطلاب كليات الهندسة داخل المشروع لها أهمية قصوى، خاصة أنها تجعلهم يدركون مدى أهميته، فضلاً عن اكتسابهم الخبرة العملية على أرض الواقع لما تتضمنه خطوات التنفيذ من عمل هندسى راقٍ وعالى الجودة، ويجعله حريصاً على العمل فى هذا المشروع، وكذلك يكون حريصاً على المشاركة فيه بعد تخرّجه. وكان اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قد قال: إن «الجنود المقاتلين المهندسين يريدون ويزاحمون للعمل فى هذا المشروع، ليكتسبوا خبرة عملية أثناء فترة خدمتهم ويتعلموا منه، وعندما تنتهى فترة تجنيدهم تتلقفهم الشركات، وربما تتعاقد معهم قبل خروجهم من الجيش»، كما أن مشاهدة التجارب العملية أثناء الدراسة تختلف كثيراً عن اقتصار الدراسة على الجانب النظرى فقط. وقال المهندس سعد زغلول، مسئول الاتحاد للشركات العاملة بموقع أنفاق الإسماعيلية، إن دورنا فى هذا المشروع الاستراتيجى العملاق مهم، خاصة مع تداخل ووجود أكثر من شركة، فالأمر يحتاج إلى جهود التنسيق لتضافر العمل والإنجاز بوتيرة وحماس واحدة فى ما بين حجم الأعمال الموكلة للشركات الموجودة فى الموقع، ومنها شركتا «بتروجت» و«كونكورد»، نظراً إلى خبراتهما الكبيرة فى مجال وأعمال الإنشاءات والحفر، حيث يتم التنظيم فى ما بينهما على خطة العمل داخل المشروع وتوجيه المهندسين والعمال.

وقال المهندس وليد محيى عبدالهادى، يعمل فى مجال الصحة والسلامة المهنية فى المشروع: «أنا مسئول عن حماية وتأمين كل من يعمل فى المشروع من العاملين والمعدات والبيئة التى نعمل فيها داخل الموقع، حتى لا تكون هناك أى ملوثات قد تؤثر على البيئة من مخلفات المشروع»، مضيفاً: «هذا المشروع مهما تحدّثنا عنه لن نوفى حجم الإنجاز الذى يتم فيه، لأنه فعلاً مشروع عملاق، لكونه سيخلق مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة، وشرف لأى مواطن أن يعمل فيه». ولفت «عبدالهادى» إلى أنه يساعد فى إنشاء حضارة جديدة، ورسم منحنى آخر للحضارة على جبهة سيناء، بعد أن كانت مقتصرة على الوادى فقط، مشيراً إلى أن هذه المشروعات الاستثمارية من طراز فريد، موضحاً أن منظومة الصحة والسلامة المهنية داخل مواقع الإنشاءات تحتاج إلى التنفيذ والالتزام بالتعليمات، كما هو متبع بالخارج، لكننا نتفاهم مع العمال والفنيين بقدر الإمكان، ونجعلهم يستوعبون هذا الفكر دون صرامة، فالأجنبى ينفّذ التعليمات دون حديث، لكن المصرى يجب الاقتراب أولاً من سيكولوجيته، ومستواه الفكرى حتى يلتزم بالتعليمات أثناء سير العمل. وأضاف المهندس محسن قطب، مدير المشروع، أن «التعامل يتم من خلال شركتين تعملان كيدٍ واحدة، ولا يظهر أبداً فصل فى الأعمال بينهما، حتى يتم الحصول على نتيجة تحمل الكفاءة والمعايير المطلوبة نفسها، وما أمامنا نشاهد ماكينة الحفر طولها 14م، وتعد الآن جاهزة للنزول إلى العمل داخل النفق، أما ماكينة القطع فتقوم بعمل القطع داخل التربة، والماكينة الثالثة تقوم بتركيب القطع الخرسانية، وبمجرد انتهاء أعمال مدخل النفق تدخل قطعة تلو الأخرى وفق مهام عمل كل منها.

ومن بين الوفود الطلابية المشاركة التقينا محمد جابر السيد، بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة - مدنى بجامعة قناة السويس، وقال: «استفدت كثيراً من زيارة موقع الأنفاق، لكن ما ندرسه نظرى، ويتم تطبيقه ورؤيته على أرض الواقع، وليس فقط فى سطور منهج مكتوب على الورق». وأكد أنها تعد الزيارة الميدانية الأولى له بما يجعله يشعر بأنها فرقت كثيراً فى استيعابه ما تم شرحه مسبقاً.

وقال على كمال، بالفرقة الثالثة قسم كهرباء: «شاهدت آلات الحفر العملاقة، وكيفية إدارتها بالموانئ، فضلاً عن الحوائط الخرسانية»، مشيراً إلى أن الرؤية العملية تختلف تماماً عن دراسة المنهج، مضيفاً: «أتمنى أن يأتى كل طلاب الهندسة فى التخصصات المختلفة للنزول إلى المواقع العملية من خلال زيارات ميدانية توفرها الجامعات، حتى لا نشعر أن ما ندرسه شىء والواقع شىء آخر، وهى الشكوى المتكررة للفرق السابقة عنا». وقال محمد عماد جودة، قسم الكهرباء بالفرقة الرابعة: «ما ندرسه نظرى لا نتخيله، وليس له مردود استيعابى لدينا دون الوجود الميدانى الذى يدعمه، فقبل الحضور لزيارة موقع العمل فى الأنفاق لم أتخيل أبداً أن تكون على هذا القدر الهائل من الأعمال الموجودة على الأرض، كما أن معامل الكليات المختلفة فى مصر كلها ليس لديها فرص وجود هذه المعدات الثقيلة، التى تتوافر فى مواقع العمل، والتى كنا نشاهدها فقط كصور فى الجرائد أو فيديوهات على (يوتيوب)، وبالتالى استفدت كثيراً من بعض الملاحظات التى يوجهها الاستشاريون والمهندسون الكبار داخل الموقع للعمال والمهندسين الأصغر، وكيفية وآلية العمل والتنسيق فى ما بينهم».

وقال «أحمد أشرف» بالفرقة الثالثة قسم مدنى: «الاستفادة التى حققتها بزيارتى هنا إلى الموقع كبيرة، نظراً لحجم الأعمال الضخمة، التى يتم تنفيذها داخل الموقع.

أنفاق قناة السويس

6 أنفاق تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على عملها للربط بين شرق وغرب قناة السويس.

4 مليارات دولار تكلفة إنشاء الأنفاق الستة بما يوازى 29 مليار جنيه لربط سيناء بالوادى ضمن «تنمية محور قناة السويس».

2 عدد الأنفاق التى ستقام فى كل مدينة من مدن القناة سواء «بورسعيد أو الإسماعيلية أو السويس».

100 مليار دولار سنوياً هو الرقم المتوقع لارتفاع موارد منطقة خليج السويس بعد إقامة المشروعات الطموحة عقب تطوير «القناة» من «ممر مائى» لـ«منطقة اقتصادية كبرى».

3 سنوات هو الوقت المقرر للانتهاء من إقامة الأنفاق أسفل قناة السويس وفقاً للدراسات الهندسية للأعمال والمشروعات.

19 كيلو هو المكان الذى سيتم حفر النفق الأول فيه جنوب محافظة بورسعيد على أن يكون الثانى بالقرب من «كوبرى السلام»، والثالث شمال محافظة الإسماعيلية، والرابع بمحافظة السويس.

 

 

 


مواضيع متعلقة