مسئول لبنانى لـ«الوطن»: «القنطار» لن يشعل حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل

مسئول لبنانى لـ«الوطن»: «القنطار» لن يشعل حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل

مسئول لبنانى لـ«الوطن»: «القنطار» لن يشعل حرباً بين «حزب الله» وإسرائيل

استبعد مصدر بالحكومة اللبنانية أن يدخل «حزب الله» فى حرب جديدة مع الكيان الصهيونى، على الأقل فى الوقت الحالى، بعد مقتل القائد العسكرى سمير القنطار فى سوريا خلال غارة إسرائيلية، وقال المصدر الذى رفض الكشف عن هويته لـ«الوطن» إن «حزب الله يخشى فتح جبهة جديدة للقتال على حدود لبنان وإسرائيل فى وجود معارضة داخلية لمشاركة الحزب من الأساس فى الحرب السورية، وإقحام لبنان فيها، كما أن الحزب قواته مستنزفة فى سوريا، لذلك أعتقد أنه إذا كان هناك رد فلن يكون فى الوقت الحالى». {left_qoute_1}

وأضاف المصدر: «كذلك فإن إسرائيل لا تريد التصعيد لدرجة الدخول فى حرب لبنانية، وإنما أرادت إيصال رسالة مفادها أن حدود إسرائيل مع سوريا سيتم تأمينها بكل الطرق، حتى رغم وجود تنسيق للحزب مع روسيا وإيران». وتابع: «سيكون هناك رد، لكن متى؟ لا أعتقد الآن، وإن حدث فسيكون محدوداً بقدر الحادثة، ولن يصل إلى ما كان عليه الحال فى حرب 2006». ومع أن إسرائيل امتنعت رسمياً عن التعليق على اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين، سمير القنطار، فإن المحللين الإسرائيليين اعتبروا أن قرار الرد ضد إسرائيل على عملية الاغتيال سيأتى بأيد إيرانية.

ويرى المحلل العسكرى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ألكس فيشمان، أن «حزب الله» رفع رعايته عن «القنطار» منذ عام، وأن النظام فى دمشق اعتبر استمرار نشاط «القنطار» فى سوريا خطراً على مصالحه، خوفاً من أن يجر إسرائيل إلى مواجهة مباشرة ضد سوريا، ما جعل «القنطار» يستمر فى نشاطه بصورة مستقلة، بتوجيه من ضباط الحرس الثورى الإيرانى فى دمشق. كما أكد أيضاً المحلل العسكرى فى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عاموس هرئيل، أنه بالرغم من إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الغربى، مساء أمس الأول، فإن «تطور الأمور من الآن فصاعداً مرتبط بالأساس بموقف إيران». واتفقت التحليلات الإسرائيلية على أن اغتيال «القنطار» لا علاقة له برغبة إسرائيل فى الانتقام منه على العملية التى نفذها فى نهريا، 1979، وإنما جاءت هذه العملية على خلفية أن «القنطار» كان يعد لهجوم ضد أهداف إسرائيلية. واعتبر «فيشمان» أن السبب الوحيد الذى يمكن أن يبرر تصفية «القنطار» فى العاصمة السورية، المحمية بمظلة دفاع جوى سورية، وفى مركزها صواريخ «إس-400»، ورادارها الذى يغطى مساحات واسعة من إسرائيل، هو معلومة استخبارية حول هجوم على وشك التنفيذ بصورة فورية.

وتساءل «فيشمان» عن كيفية تنفيذ الطيران الحربى الإسرائيلى لعملية الاغتيال، رغم الوجود العسكرى الروسى، خصوصاً الجوى، فى سوريا. ورأى «فيشمان» أن «الروس علموا بعملية الاغتيال فى الوقت الصحيح، لكن موسكو التزمت الصمت». واستبعد الخبير العسكرى اللبنانى، العميد وهبى قاطيشا، إمكانية توسع المناوشات بين إسرائيل و«حزب الله»، على خلفية اغتيال الأسير اللبنانى المحرر فى سوريا، وقال «قاطيشا» لـ«الوطن» إن الطرفين الإسرائيلى وحزب الله اكتفيا بالرد الإعلامى، ولم يتجها إلى تصعيد عسكرى موسع، وتابع: «رد الفعل جاء محدوداً من الطرفين سواء من الجنوب اللبنانى أو من شمال فلسطين المحتلة، وأستبعد وجود مواجهة أوسع، ولا أعتبر أن اغتيال القيادى فى حزب الله جاء كرغبة إسرائيلية فى الدخول كطرف فى الأزمة السورية وتعقيدها، فسمير القنطار مطلوب منذ فترة طويلة وإسرائيل أُجبرت على إطلاق سراحه ضمن صفقتها مع حزب الله فى 2008، والأمر ليس له علاقة بالأزمة السورية، سواء من حزب الله أو من إسرائيل، والحزب لن يكون له رد أوسع، وأعتقد أن نشاط القنطار فى لبنان يرتبط بدعم مصالح إيران وحزب الله أكثر من دعمه للنظام السورى».

وقال محمد سعيد الرز، المحلل السياسى اللبنانى، لـ«الوطن»، إن اغتيال القنطار وراءه عمل مخابراتى دقيق، وليس عملية جرى تنفيذها من جانب بعض المجموعات المسلحة فى سوريا كما ادعت إحدى المجموعات التابعة للجيش الحر فى فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعى، مساء أمس الأول، وأوضح أن إسرائيل تملك عدداً من الجواسيس والعملاء داخل الأراضى السورية، مستغلة حالة الفوضى بها. وتوقع الخبير العسكرى اللبنانى، العميد أمين حطيط، أن يتجه حزب الله إلى الرد بصورة تمنع الاحتلال من مواصلة استهداف قياداته، لأن محدودية رده تمنح إسرائيل فرصة مواصلة تصفية قياداته، مؤكداً أن مبدأ الرد على العدوان الإسرائيلى لا يمكن التنازل عنه من قبَل الحزب، لكن ما لا يمكن توقعه هو حجم هذا الرد وكيفيته وتوقيته، معتبراً أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان أن يدخلا فى مواجهة شاملة فى هذا التوقيت. فيما رفض السفير اللبنانى فى القاهرة، الدكتور خالد زيادة، فى اتصال مع «الوطن»، التعليق على الأحداث، كما رفض السفير حمدى لوزا، نائب وزير الخارجية، التعليق أيضاً، على هامش مشاركته فى مؤتمر صحفى فى جامعة الدول العربية، أمس.

 


مواضيع متعلقة