بعد مناوشات بين الطرفين واغتيال "القنطار".. هل تندلع الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل؟

05:02 م | الاثنين 21 ديسمبر 2015

تفتح إسرائيل العديد من جبهات الحرب مع جيرانها من وقت للآخر، فتارة مع الفلسطينيين بعد استفزازهم باقتحام المسجد الأقصى، وتارة أخرى مع الفلسطينيين من أهالي غزة بالقصف الجوي، وثالثة مع تنظيم "حزب الله" اللبناني بقصفه أيضًا أو باستهداف أحد قادته مثلما حدث مع "سمير القنطار" والذي لقي مصرعه، أمس، بغارات إسرائيلية على ريف دمشق، وعلى الرغم من إدراك إسرائيل أن هناك ردا قادما من التنظيم اللبناني، إلا أنه اتضح من كثرة الجبهات التي تحارب فيها أنها تسعى لاختلاق تلك الصراعات سعيًا لتوحيد صفوفها الداخلية.

وتورط "حزب الله" خلال الفترة الأخيرة في الصراع السوري، من منطلق تحالفه مع الرئيس السوري بشار الأسد في حربه الداخلية ضد المعارضة، حيث يفتح التنظيم اللبناني جبهة صراع من الناحية السورية، في الوقت الذي استهدفت فيه إسرائيل القنطار على الأراضي السورية، الأمر الذي قوبل بإطلاق ثلاثة صواريخ على إسرائيل، وبعدها قصف مدفعي إسرائيلي على الجنوب اللبناني، المناوشات التي أشارت أمس إلى بوادر معركة جديدة بين الطرفين بعد فترة من الهدوء، فهل يستعد الطرفان لمعركة بينهم من جديد؟

{long_qoute_1}

الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، يرى أن "حزب الله" تنظيم يعمل بمبدأ المقاومة، حيث إن هناك فلسفة يعملون بها تؤكد أن المقاومة قادرة على هزيمة إسرائيل، وأنها نشأت لذلك بعد تخلي الجيوش عن القضية.

وأضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن التنظيم إذا نظم نفسه جيدًا من المحتمل أن يحقق فوزًا غير مسبوق في المعركة.

{long_qoute_2}

من جانبه قال الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بكلية الألسن جامعة عين شمس، إنه لا يعتقد نشوب حرب بين الطرفين، ولكن الذي يجري الآن ما هو إلا مجرد رد فعل لاغتيال القيادي بحزب الله، مستطردًا: "لن تصل إلى حرب شاملة".

وأضاف عبدالوهاب، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن المناوشات جاءت من جانب التنظيم اللبناني إرضاء للرأي العام، ورجال التنظيم، وأيضًا للرد على إسرائيل بأننا نستطيع الرد على اغتيال القنطار.

وتابع قائلًا إن التنظيم اللبناني يفتح جبهة قتال في سوريا، ومن الصعب الآن فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن "تل أبيب" أيضًا غير مستعدة للدخول في معركة، نظرًا لأن هناك مشكلات اقتصادية أبرزها أزمة الغاز الطبيعي، إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية الحالية.

وأكد أستاذ اللغة العبرية أن أسلوب حرب "حزب الله" سيكون صعبًا على إسرائيل، من منطلق أنها ستكون "حرب عصابات"، والتي يحترفها التنظيم اللبناني، حيث إنها ستؤدي إلى خسائر كثير للاحتلال وخاصة في الأفراد، ما يتسبب في إرهاق إسرائيل.

وتوقع عبدالوهاب أنه إذا حدث شيء في هذه الأيام سيكون مجرد رد ولن يرقى إلى مستوى الحرب الشاملة، مؤكدًا أنها ستكون على غرار ما حدث أمس.