بروفايل| سمير القنطار.. رحيل "عميد الأسرى اللبنانيين بالسجون الإسرائيلية"

12:03 م | الأحد 20 ديسمبر 2015

بدأ نضاله في سن صغير ضد الاحتلال الإسرائيلي، قضى ما يقرب من نصف عمره بالسجون الإسرائيلية، وقبل أن يكمل عامه الـ16 اعتقل من قبل المخابرات الأردنية لمحاولة تجاوزه حدودها مع إسرائيل لتنفيذ عملية بالاشتراك مع جبهة التحرير الفلسطينية، باختطاف إسرائيليين لطلب الإفراج عن سجناء لبنانيين بسجون الاحتلال، ليحصل على لقب "أقدم أسير لبناني في سجون إسرائيل"، إنه "سمير القنطار" ضحية القصف الإسرائيلي على دمشق، صباح اليوم.

ولد القنطار لعائلة درزية ببلدة "عبية" عام 1962، إلى أن كبر وترعرع فيها والتحق بمعسكرات تدريب جبهة التحرير الفلسطينية، وتم اختياره ابن الـ16 عام لتنفيذ عملية الاختطاف في الأراضي الإسرائيلية، وانتهت بحبسه 11 شهرا في السجون الأردنية، والإفراج عنه بشرط عدم دخول أراضيها مرة أخرى.

لم يهدأ القنطار بعد خروجه من السجن، فصمم في العام التالي لخروجه من السجن 1979 على المشاركة في عملية "نهاريا" البطولية، والتي أُسر فيها وقُتل عالم الذرة الإسرائيلي "داني هاران"، وأصيب فيها بخمس رصاصات في أنحاء جسده، ولكنه استطاع النجاة بحياته بعد الاختباء خلف بعض الصخور، ليعتقل بعدها، فيما استشهد أحد رفاقه وأصيب آخر.

حُكم عليه أمام المحاكم الإسرائيلية بخمس مؤبدات، بالإضافة إلى 47 عاما من منطلق أنه مسؤول عن موت 5 إسرائيليين، وإصابة آخرين، ليدرس وهو في السجن الجامعة المفتوحة الإسرائيلية بـ"تل أبيب" ويحصل على درجة بكالوريوس في الأدبيات والعلوم الاجتماعية عام 1998.

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن القنطار 16 يوليو 2008، وذلك في صفقة تبادلية بين تنظيم "حزب الله" اللبناني المنتمي إليه والكيان الصهيوني، وتم الإفراج فيها عن أربعة أسرى لبنانيين في مقابل جثتي جنديين إسرائيليين أسرهما "حزب الله" في عام 2006.

وكان للإفراج عن القنطار احتفال كبير في مطار "رفيق الحريري" في بيروت، كما استقبله العديد من الشخصيات اللبنانية من بينهم رئيس الجمهورية "ميشال سليمان"، ورئيس البرلمان اللباني "نبيه بري"، إلى جانب بعض النواب.

وكان "حزب الله" أعلن، صباح اليوم، مقتل القنطار في غارات شنتها ليلا طائرات إسرائيلية على مدينة "جرمانا" جنوب شرق دمشق، حيث أفاد الحزب في بيان: "عند الساعة العاشرة والربع من مساء أمس أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين".