الصين تعلن حالة الإنذار القصوى بسبب "التلوث"

كتب: أ ف ب

الصين تعلن حالة الإنذار القصوى بسبب "التلوث"

الصين تعلن حالة الإنذار القصوى بسبب "التلوث"

تغرق العاصمة الصينية "بكين" في سحابة من الضباب الملوث منذ السبت، غداة إعلان حالة الإنذار القصوى من التلوث الجوي للمرة الثانية خلال أسبوعين، في ظل تساؤلات عن جدوى الإجراءات التي تتخذها السلطات في مواجهة هذه الأزمة.

وتستمر حالة الإنذار القصوى التي أعلنتها السلطات البلدية إلى غدا، ومن الإجراءات المتخذة فيها، وقف عمل المصانع وتقنين حركة السيارات بهدف الحد من التلوث، ووقف الدروس في المدارس.

وبالفعل، انحسرت حركة السيارات في شوارع وسط بكين التي عادة ما تكون مزدحمة بشكل خانق، فكانت 4 ملايين و400 ألف سيارة ممنوعة من الحركة، وحددت أوقات حركة السيارات بالتناوب بحسب أرقام اللوحات.

ومع أن سحابة بيضاء ذات رائحة فحم كانت تحجب الرؤية في بكين، إلا أن التلوث كان أقل بكثير مما سجل في الأسبوعين الماضيين، حين رفع في 7 ديسمبر الحالي مستوى الإنذار من التلوث الجوي إلى الدرجة الحمراء لمدة 3 أيام، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مع هبوب رياح شمالية بددت الضباب الملوث، وغالبا ما تعاني المدن الصينية الكبيرة من تلوث الهواء الذي يثير استياء السكان.

صباح السبت، تخطت كثافة الجزيئات البالغ قطرها 2.5 ميكرون والتي تشكل خطرا على الصحة 260 ميكروجراما في المتر المكعب الواحد، بحسب قياسات السفارة الأمريكية في بكين.

وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، ينبغي ألا يتعدى المستوى 25 ميكروجراما لكل 24 ساعة، لكن ذلك لم يمنع الكثيرين من أن يمارسوا رياضتهم في الهواء الطلق.

ثم انحسرت نسبة التلوث إلى 140 ميكروجراما في المتر المكعب الواحد بعد الظهر، وبعدما كانت بعض الأصوات تنتقد السلطات لكونها لا تقوم بما فيه الكفاية في مواجهة هذه الأزمة الصحية والبيئية، أقرت السلطات في 7 ديسمبر الحالي عددا من الإجراءات، لكنها أيضا كانت محل تشكيك وانتقاد من حيث جدواها.

وكتب أحد مستخدمي موقع "ويبو" للتواصل الاجتماعي، "حين لا أقود سيارتي لا يعني ذلك شيئا مقارنة مع التلوث الذي تسببه المصانع الكبرى"، وكتب مستخدم آخر "كان تقنين حركة السير مفيدا للحد من التلوث، فلماذا لا يتبعون هذا الإجراء بشكل دائم؟".

ومن أهم أسباب التلوث في العاصمة الصينية، الاستخدام الواسع النطاق للفحم في إنتاج الطاقة الكهربائية والانبعاثات الملوثة التي تصدرها المصانع الكبرى المحيطة ببكين.

لدى الإعلان عن حالة إنذار، سرعان ما يتهافت السكان على شراء الأقنعة الواقية والأجهزة التي تنقي الهواء، وسرعان ما تنفد من الأسواق، وتشهد المستشفيات إقبالا كبيرا من الأشخاص القلقين على صحة أطفالهم.

تعد الصين أكبر بلد ملوث في العالم، وأعلنت عزمها تخفيض انبعاثاتها الملوثة بنسبة 60% بحلول 2020، غير أن المحللين يرون أن هذا الإعلان لا يهدف في الحقيقة سوى إلى التخفيف من استياء السكان.


مواضيع متعلقة