3 أجيال تتعاقب على محل «قباقيب» عمره 100 عام

كتب: رحاب لؤى

3 أجيال تتعاقب على محل «قباقيب» عمره 100 عام

3 أجيال تتعاقب على محل «قباقيب» عمره 100 عام

100 عام من العمل داخل الدكان الصغير، قضاها ثلاثة أجيال متعاقبة فى «درب سعادة»، الجد «على الفوال»، والابن «دياب»، والحفيد «ياسر»، حيث اختلفت بضائع المحل من فترة لأخرى، فبدأت بالقباقيب، ثم الفوانيس وأخيراً «صاجات» الخبز ومصائد الفئران وغيرها من المشغولات المعدنية، وطوال سنوات العمل جمعتهم علاقة طيبة بجارتهم «فاطمة شقرا» ومسجدها «المرأة»، الكائن فى شارع أحمد ماهر، تحت الربع سابقاً. لم تعد الأمور كسابق عهدها، ليس بسبب الإيجار الذى ارتفع من 5 جنيهات إلى 30 جنيهاً، إنما بسبب الأوضاع المحيطة بالمحل، فقد أصبح المسجد يشكل خطورة على المحل وباقى المنازل المجاورة، ويرى مسئولو الآثار أن الأوضاع غير آمنة، ويطالبون «ياسر» المسئول الآن عن المحل، بالبحث عن مكان آخر. «ياسر»، الرجل الأربعينى، لا يرى خطورة فى بقائه بالمحل، فيواصل عمله ويحاول من وقت لآخر فتح المسجد للصلاة به بصحبة أهل المنطقة، غير عابئ بمحاضر «الآثار» وتهديداتها ووعيدها بالإخلاء عقب القضايا المنظورة أمام القضاء ضده. الأوضاع تغيرت منذ عام 1992، حين أنهى الزلزال على مظاهر الأمان فى المنطقة، فتعرض مسجد «المرأة» لتصدعات شديدة، وأصبحت مئذنته آيلة للسقوط، حيث تعاقب على المكان عشرات المقاولين ومئات العمال دون جدوى، ولا تزال أعمدة الخشب تسند الجدران، فيما يقف تحتها ياسر وزبائنه معرضين فى أى لحظة للموت أو الإصابة. «نفسنا نصلّى فيه، نفسنا يخلص، من سنة 1992 كل شركة تيجى تشتغل شوية وتمشى، من مقاول لمقاول، ونقول هيخلص مابيخلصش، حاولنا نفتحه بنفسنا، خصوصاً فى رمضان، جم قفلوه، وضبنا الحمام وجمعنا من بعض وعملناه رخام على حسابنا، وفضلنا شهرين نصلى برضه قفلوه»، يقولها «ياسر» متسائلاً عن لحظة النهاية؟ هل ستكون بانتهاء أعمال الترميمات؟ أم بطرده وهدم المسجد، الذى ملّ وجيرانه من ترميماته الوهمية؟

 


مواضيع متعلقة