«قباقيب» عبدالعظيم تتحدى الزمن: لا شغل ولا عائد مادى ولا راحة

كتب: هبة وهدان

«قباقيب» عبدالعظيم تتحدى الزمن: لا شغل ولا عائد مادى ولا راحة

«قباقيب» عبدالعظيم تتحدى الزمن: لا شغل ولا عائد مادى ولا راحة

مشهد يبدو وكأنه مقتطع من فيلم روائى أبيض وأسود. رجل فى العقد الستين يجلس على حافة محل صغير فى شارع المعز. منشغلاً عن زحام الشارع بصناعة «القباقيب». تلك المهنة التى عفى عليها الزمن، ومع ذلك لم يتركها. محله جزء من الزمن الذى تنتمى إليه مهنته. جدران متهالكة تكاد تتلامس من شدة الضيق، وسقف مهترئ تتساقط منه ذرات تراب ذى رائحة عفنة، وراديو قديم يخرج منه صوت «أم كلثوم» تكاد تسمعه بالكاد. رمضان عبدالعظيم، صانع «القباقيب» فى منطقة «تحت الربع»، لا ينتمى إلى الألفية الثالثة إلا اسماً، فواقعه أقدم من واقع المحيطين به. على مدار 25 عاماً، لم يخرج من محله ولم تصنع يداه سوى «القبقاب». القباقيب أنواع وأسعارها تتراوح بين 5 و10 جنيهات ومنها نوع مزين بالصدف والخلخال يصل سعره إلى 25 جنيهاً، لكنها تصنع بالطلب حسب «عبدالعظيم»: «النوع الغالى ده بيشتريه الأجانب على أنه حاجة من ريحة مصر التاريخية». لماذا يصر الرجل العجوز على امتهان هذا العمل الشاق.. وهل صناعة القباقيب رائجة حالياً؟.. سؤالان لم يفكر قبل الإجابة عنهما: «هو فيه أحسن من القبقاب.. الستات زمان كانت بتلبسه وتمشى تدلع بيه، دلوقتى اللى بيلبسه الرجالة وجوه الجامع عشان يتوضوا». الرجل الستينى يقضى معظم وقته فى تحويل الخشب إلى قباقيب، وينكب على عمله كأنه يبدع لوحة أو قطعة فنية انطلاقاً من عشقه للمهنة رغم متاعبها وقلة العائد المادى: «إحنا فى موسم قباقيب دلوقتى لأن المولد النبوى على الأبواب وبيشتروها عشان زوار المساجد بيبقوا أكتر». «المهنة مش مربحة أو مغرية للجيل الجديد»..