خبير نفسي: القدرة العقلية والبدنية لأعضاء "التأسيسية" لا تسمح بمراجعة الدستور في يوم واحد
انتقدت الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، طول مدة الجلسة الأخيرة بالجمعية التأسيسية للدستور، للتصويت على مواد الدستور الجديد، التي بدأت منذ ظهر اليوم وحتى الآن دون الانتهاء من التصويت، مشيرة إلى أن طول الوقت الجلسة يعبر عن اللامنطقية في التصويت على الدستور، مدينة الطريقة التي يتم فيه مراجعة الدستور المصري.
وقالت زكريا، في تصريح خاص لـ"الوطن"، "إن كل الدراسات أشارت إلى أن تركيز العقل البشري له فترة معينة وتحددت بـ 45 دقيقة"، مشيرة إلى أن هذه الإحصائيات "كانت السبب في تحديد الحصص الدراسية بالمدارس 45 دقيقة"، مؤكدة على ضرورة الحصول على الراحة بعد تلك الفترة الزمنية، لاستعادة النشاط العقلي والتركيز، مضيفة أن مدة امتحانات الطلاب في المدارس والجامعات، التي لا تتعدى الساعات الثلاث، "تنهك الطالب وتجعله فاقد التركيز بعد هذه المدة من النشاط العقلي"، موضحة أن "المواطن المشاهد للتصويت لا يمكنه التركيز أيضًا".
وأكدت أستاذ علم النفس أنه "لا يمكن مواصلة التركيز طوال تلك الفترة والانتباه وإبداء الرأي بالموافقة أو الرفض على مواد الدستور"، ولفتت إلى أن "كبر السن يؤثر بالسلب على الحد الأقصى للتركيز العقلي وأن أغلب الحاضرين في الجلسة الأخير يتعدى عمر الأربعين"،وأن "كبر السن يقلص من نسبة التركيز والانتباه، وأعتقد أنهم مجهدين وغير قادرين على المواصلة".
وحذرت زكريا من الطريقة التي يتم التصويت بها على مواد الدستور المصري، وأشارت إلى أن "العجلة والتسرع في صياغة الدستور لأهداف سياسية قد يوقع البلد في خطر"، وأضافت أن القدرات العقلية والبدنية للأعمار لا تسمح بمراجعة والتصويت على الدستور، متابعة "لابد أن تكون العقول حاضرة ومنتبه لما يقال، ولكن الدستور وكأنه يتم طبخه".
وقالت "هناك من يغلب الدقة على السرعة، وهناك من يغلب السرعة على الدقة، والأفضل الموازنة بين الاثنين، فهل في ظل الوقت المحدود تم التوازن؟ لا أعتقد؟"، مضيفة أنهم يحتاجون إلى وقفة تأمل، ومتوقعة أن الدستور الذي سيخرج لا يعبر عن مطالب المصريين جميعًا.